رئيس التحرير
عصام كامل

مدحت قلادة يكتب: بطولات الأقباط في نصر أكتوبر.. سدراك يتقدم بقواته في عمق سيناء.. باقي زكي اخترع مدفعا مائيا لتدمير خط بارليف.. فؤاد عزيز حقق معجزة العبور.. و‏إقلاديوس يثأر لعبد المنعم رياض

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

قف عندك لا تزايد، حينما أكتب عن وطنية الأقباط ودورهم في حرب أكتوبر، ونصر مصر العظيم، أكتب ليس من مبدأ طائفي، بل من مبدأ وطني لأولي الأمر، ليدركوا أن قوة مصر ليس في محاباة تيارات دينية لهدم الجبهة الداخلية، ولا في إعلاء النعرات الدينية التي ثبت للتاريخ أن أتباعها نفعيون إرهابيون براجماتيون إقصائيون وعملاء وخونة، بل ليدرك الجميع أن قوة مصر الحقيقية في وحدة الجبهة الداخلية، ولأسجل للتاريخ أنه حينما يتقلد الأقباط مكانتهم في بناء مصر، سوف لا تنتصر مصر فقط، بل ستتحطم أمام مصر كل القوى العالمية.



حتى لا تضيع الحقائق الوطنية في مثل هذا اليوم منذ 42 عامًا عام 1973، قامت قواتنا المسلحة بعبور قناة السويس واجتياز الساتر الترابي واقتحام خط بارليف، سالت دماء الأقباط جنبًا إلى جنب مع إخوانهم المسلمين؛ لتحرير تراب مصر من الاحتلال الإسرائيلي، فوطنية الأقباط لا تحتاج لمن يزايد عليها؛ لأن حبهم لتراب وطنهم برهنوا عليه على مر التاريخ بالتضحية بدمائهم الزكية؛ حبًا في تراب مصر العظيم، فعلى سبيل المثال نستعرض سير بعض الشهداء الأقباط خلال حرب أكتوبر.

"سدراك" يتوغل بقواته في سيناء
الشهيد اللواء أ.ح شفيق متري سدراك، من مواليد عام 1921 محافظة أسيوط في مصر، شارك في حروب 1956 و1967 وحرب أكتوبر 1973، وكان قائدًا لكتيبة مشاة في منطقة أبو عجيلة في سيناء.


كان الشهيد اللواء أ.ح/ شفيق متري سدراك نموذجًا رائعًا للقائد الملتحم بجنوده قبل ضباطه، وخلال حرب الاستنزاف قبيل العبور العظيم، عبر برجاله إلى سيناء من بورسعيد والدفرسوار وجنوب البلاح والفردان؛ حيث قاتل العدو في معارك الكمائن.

ويوم السادس من أكتوبر 1973م قاد الشهيد أحد ألوية المشاة التابعة للفرقة 16 مشاة بالقطاع الأوسط في سيناء، وحقق أمجد المعارك الهجومية ثم معارك تحصين موجات الهجوم الإسرائيلي المضاد، قبل أن يستشهد في اليوم الرابع للحرب الذي يوافق يوم 9 أكتوبر 1973م، وهو يتقدم قواته لمسافة كيلومتر كامل في عمق سيناء، عندما أصيبت سيارته بدانة مدفع إسرائيلي قبل وصوله إلى منطقة الممرات في عمق الممرات، ليحظى بشرف الشهادة ويسهم في رد الاعتبار لمصر.

 

أول بطل كُرّم من رئيس الجمهورية الراحل أنور السادات (القائد الأعلى للقوات المسلحة) في الجلسة التاريخية الوطنية بمجلس الشعب صباح 19 فبراير 1974م؛ إكبارًا وتكريمًا لسيرته العسكرية وكفاءته القتالية واستشهاده البارز فداء للنصر وطليعة له

"باقي زكي" ومدفع المياه
اللواء باقي زكي استطاع بفكره تدمير وتحطيم أكبر ساتر ترابي، ألا وهو خط بارليف "هو عبارة عن جبل من الرمال والأتربة"، ويمتد بطول قناة السويس لنحو 160 كيلومترا من بورسعيد شمالًا وحتى السويس جنوبًا، ويتركز على الضفة الشرقية للقناة.

 

وهذا الجبل الترابي كان من أكبر العقبات التي واجهت القوات الحربية المصرية في عملية العبور إلى سيناء، خصوصًا أن خط بارليف قد أنشئ بزاوية ميل قدرها 80° درجة؛ لكي يستحيل معها عبور السيارات والمدرعات وناقلات الجنود، إضافة إلى كهربة هذا الجبل الضخم، ولكن بالعزم والمثابرة مع الذكاء وسرعة التصرف، استطاع الضابط باقي زكي تحقيق حلم الانتصار والعبور عن طريق تحطيم وتدمير وانهيار هذا الخط البارليفي المنيع

فقد اخترع مدفعا مائيا يعمل بواسطة المياه المضغوطة، واستطاع أن يحطم ويزيل أي عائق أمامه أو أي ساتر رملي أو ترابي في زمن قياسي قصير وبأقل تكلفة ممكنة، مع ندرة الخسائر البشرية، وبعد تحقيق الانتصار قررت الدولة والحكومة المصرية ترقية الضابط باقي زكي يوسف إلى رتبة لواء ومنحه نوط الجمهورية من الدرجة الأولى؛ تقديرًا لامتيازه وبطولته في 6 أكتوبر عام 1973.

فؤاد عزيز يحرر القنطرة وبورسعيد 
اللواء فؤاد عزيز قائد الفرقة 18 مشاة، التي حققت معجزة عبور قناة السويس، وتدمير حصون خط بارليف، وتحرير القنطرة شرق وبورسعيد، وظل محافظًا على الانتصارات التي حققها طوال أيام الحرب، وكان آنذاك برتبة عميد ثم مُنِح رتبة لواء، وعين قائدًا للجيش الثاني الميداني، ونظرًا لإنجازاته العسكرية فقد حصل على رتبة (فريق)، وتم تعيينه بعد انتهاء الحرب محافظًا لجنوب سيناء، وظل يشغل هذا المنصب طوال مدة خدمته.


"مدحت صادق" أفضل قائد قاعدة جوية
اللواء‏ ‏طيار‏ ‏أركان‏ ‏حرب‏ ‏مدحت‏ ‏لبيب‏ ‏صادق‏ - ‏صاحب‏ ‏لقب‏ ‏أفضل‏ ‏قائد‏ ‏قاعدة‏ ‏جوية‏ ‏على‏ ‏مستوى ‏القوات‏ ‏المسلحة - يقول‏ ‏في ‏حديث‏ ‏الذكريات‏: ‏يوم‏ ‏السادس‏ ‏من‏ ‏أكتوبر‏ 1973 ‏كنت‏ ‏نقيب‏ ‏طيار‏ ‏مقاتل،‏ ‏ضمن‏ ‏تشكيل‏ ‏مكون‏ ‏من‏ ‏أربع‏ ‏طائرات‏ ‏ميج‏ 21، ‏التي ‏كانت‏ ‏في ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏هي ‏العمود‏ ‏الفقري ‏للقوات‏ ‏الجوية‏ ‏المصرية.

 

‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏الطائرة‏ ‏مقاتلة‏ ‏اعتراضية،‏ ‏مهمتها‏ ‏اعتراض‏ ‏وتدمير‏ ‏طائرات‏ ‏العدو‏ ‏في ‏الجو‏، ‏وكانت‏ ‏مهمة‏ ‏التشكيل‏ ‏هي ‏حراسة‏ ‏مباشرة‏ ‏جنبًا‏ ‏إلى‏ ‏جنب‏ ‏مع‏ ‏طائرات‏ ‏السوخي،ى ‏التي ‏كلفت‏ ‏بضرب‏ ‏مطار‏ ‏المليز‏ ‏وتدمير‏ ‏أي ‏طائرة‏ ‏تحاول‏ ‏منع‏ ‏السوخيى ‏من‏ ‏تأدية‏ ‏مهامها‏.‏

"نعيم وهبة" يسقط ميراج إسرائيل
العميد نعيم‏ ‏فؤاد‏ ‏وهبة تخرج‏ ‏‏في ‏الكلية‏ ‏الحربية‏ ‏عام ‏1959، ‏ثم‏ ‏تخصص‏ ‏في ‏سلاح‏ ‏المدفعية المضادة‏ ‏للطائرات‏ ‏التي ‏تحولت‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏ ‏إلى‏ ‏قوات‏ ‏الدفاع‏ ‏الجوي ‏عقب‏ ‏حرب‏ 1967؛ حيث‏ ‏حصل‏ ‏على‏ ‏أول‏ ‏دورة‏ ‏تدريبية‏ ‏لقوات‏ ‏صواريخ‏ ‏الدفاع‏ ‏الجوي ‏عام ‏1962 ‏على‏ ‏أيدي ‏خبراء‏ ‏الاتحاد‏ ‏السوفيتي‏،‏ والتحق‏ ‏بالكتيبة ‏341‏م‏/ ‏ط‏ ‏اللواء‏ ‏الأول‏ ‏مشاة‏ ‏الفرقة‏ ‏الثانية‏،‏ ثم‏ ‏التحق‏ ‏بالكتيبة ‏426‏ صواريخ‏ ‏أرض‏/‏ جو‏ ‏بعيون‏ ‏موسى ‏بسيناء‏، ‏ثم‏ ‏بالكتيبة ‏421 ‏صواريخ‏ ‏أرض ‏- جو‏ ‏بالقنطرة‏ ‏غرب‏ ‏خلال‏ ‏حرب‏ ‏يونيو ‏1967، ‏وقد‏ ‏أسقطت‏ ‏هذه‏ ‏الكتيبة‏ عددا كبيرا من ‏طائرات‏ ‏الميراج‏ ‏الإسرائيلية‏ ‏بواسطة‏ ‏وسائل‏ ‏المدفعية‏ ‏المضادة‏ ‏للطائرات.

ثابت‏ ‏إقلاديوس يثأر لعبد المنعم رياض
اللواء ثابت‏ ‏إقلاديوس،‏ ‏رئيس‏ ‏عمليات‏ ‏مدفعية‏ ‏الفرقة‏ ‏الثانية‏ ‏بالجيش‏ ‏الثاني ‏الميداني، ‏‏تخرج‏ ‏في ‏كلية‏ ‏العلوم‏ ‏جامعة‏ ‏القاهرة،‏ ‏تخصص‏ ‏كيمياء‏ (‏نبات‏) ‏عام‏ 1953، ‏ثم‏ ‏حصل‏ ‏على ‏دبلوم‏ ‏الدراسات‏ ‏العليا‏ ‏في ‏التربية‏ ‏العامة‏ ‏من‏ ‏جامعة‏ ‏عين‏ ‏شمس‏ ‏عام‏ 1954، وبعدها‏ ‏تخرج‏ ‏في ‏الكلية‏ ‏الحربية قسم‏ ‏الجامعيين عام‏ 1955م.


"
لقد‏ ‏استرددنا‏ ‏كرامتنا"‏ ‏تلك‏ ‏هي ‏أول‏ ‏عبارة‏ ‏قالها‏ ‏اللواء‏،‏ ‏واستطرد‏ ‏قائلا‏ً: ‏فلا‏ ‏تتخيل‏ ‏ماهية‏ ‏المشاعر‏ ‏القاسية‏ ‏التي ‏كانت‏ ‏تتملكنا‏ ‏ونحن‏ ‏ضباط‏ ‏في ‏الفترة‏ ‏ما‏ ‏بين‏ 1967 ‏إلى 1973، ‏فكان‏ ‏الناس‏ ‏ينظرون‏ ‏لنا‏ ‏على‏ ‏أننا‏ ‏سبب‏ ‏النكسة‏، يقول‏:‏ "‏سنة‏ 1969 ‏شن‏ ‏العدو‏ ‏هجومًا‏ ‏بالمدفعية،‏ ‏أدى ‏إلى‏ ‏استشهاد‏ ‏الفريق‏ ‏رئيس‏ ‏الأركان‏ ‏عبد‏ ‏المنعم‏ ‏ريا،ض‏ ‏فصعدت‏ ‏على‏ ‏شاطئ‏ ‏القتال‏ ‏ورصدت‏ ‏موقع‏ ‏الدبابات‏ ‏المعتدية،‏ ‏وكان‏ ‏موقعي ‏خلف‏ ‏المكان‏ ‏الذي ‏استشهد‏ ‏فيه، ‏فقلت‏ ‏لقائيى:‏ ‏لا بد‏ ‏أن‏ ‏نضرب‏ ‏هذه‏ ‏الدبابات،‏ ‏وكان‏ ‏رده  أنه‏ ‏ليست‏ ‏لدينا‏ ‏الأوامر‏ ‏بضربها‏، ‏فقلت‏ ‏لهم بعد‏ ‏استشهاد‏ ‏رئيس‏ ‏الأركان‏ ‏هل‏ ‏توجد‏ ‏أوامر،؟‏ ‏فلا بد‏ ‏من‏ ‏أن‏ ‏أصعد‏ ‏لمركز‏ ‏الملاحظة‏ ‏وأعطيهم‏ ‏قصفة‏ ‏نيران،‏ ‏فرد‏ ‏القائد‏: ‏يمكنك‏ ‏تكليف‏ ‏أحد‏ ‏للقيام‏ ‏بهذه‏ ‏المهمة‏، فقلت‏ ‏له‏: ‏لن‏ ‏يأخذ‏ ‏أحد‏ ‏بثأر‏ ‏الشهيد‏ ‏عبد‏ ‏المنعم‏ ‏رياض غيري.

وكان‏ ‏الجميع‏ ‏بالملاجئ‏ ‏للاحتماء‏ ‏من‏ ‏شدة‏ ‏القصف‏ ‏طبقا‏ً ‏للأوامر‏، ‏وبالفعل‏ ‏توجهت‏ ‏إلى‏ ‏قائد‏ ‏الكتيبة‏ ‏الرائد‏ ‏مصطفى ‏رءوف،‏ ‏وكنت‏ ‏وقتها‏ ‏برتبة‏ ‏مقدم‏ ‏فأمرته‏ ‏بإخراج‏ ‏المدافع‏ ‏من‏ ‏الدشم‏ ‏وإخراج‏ ‏كتيبة‏ ‏كاملة‏ ‏قوتها‏ 12 ‏مدفعًا‏ 122 ‏ملى‏، ‏وأمرت‏ ‏بوضع‏ ‏صندوقين ذخيرة ‏أربعة‏ ‏طلقات‏ ‏أمام‏ ‏كل‏ ‏مدفع‏ حتى لا تنفجر الذخيرة ‏ويحدث‏ ‏تأثير‏ ‏عكسي ‏إذا‏ ‏ما‏ ‏ضربتنا‏ ‏مدفعية‏ ‏العدو‏، ‏وطلبت‏ ‏استخراج‏ ‏البيانات‏ ‏التي ‏يتم‏ ‏توجيه‏ ‏القصف‏ ‏على ‏أساسها‏.

‏ودرست‏ ‏النواحي ‏الفنية‏ ‏وضبط‏ ‏الاتجاهات‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏أجهزة‏ ‏الرؤية‏ ‏فصعدت‏ ‏إلى‏ ‏مركز‏ ‏الملاحظة،‏ ‏وتم‏ ‏رصد‏ ‏الاتجاه‏ ‏لضرب‏ ‏الهدف‏ ‏من‏ ‏خلال‏ ‏الاتجاهات‏ ‏المغناطيسية‏ ‏والخرائط‏، ‏وأبلغنا‏ ‏القيادة‏ ‏بأننا‏ ‏مستعدون، وصدرت‏ ‏الأوامر‏ ‏بالرد‏ ‏بالقصف‏ ‏المحدود‏،‏ وبعدها‏ ‏تختفي ‏المدافع‏ ‏فورًا‏،‏ وقمت‏ ‏بمراجعة‏ ‏الاتجاهات‏ ‏مرة‏ ‏أخرى‏، ‏وفي ‏ثانية‏ ‏كانت‏ 48 ‏طلقة‏ ‏مدفعية‏ ‏فوق‏ ‏الهدف‏، ‏فأصبت‏ ‏جميع‏ ‏المدرعات‏ ‏والدبابات‏ ‏وشلُت‏ ‏حركتها‏، ما‏ ‏عدا‏ ‏دبابة‏ ‏واحدة‏ ‏استطاعت‏ ‏الفرار‏، ‏وتم‏ ‏تقديري ‏بجواب‏ ‏شكر‏ ‏من‏ ‏القيادة‏، ‏وأخذ‏ ‏قائد‏ ‏اللواء‏ ‏وسام نوط‏ ‏الواجب‏ ‏العسكري‏.‏

‏‏و‏كانت‏ ‏مهمتي ‏إدارة‏ ‏نيران‏ ‏المدافع‏ ‏في ‏اتجاه‏ ‏أهداف‏ ‏العدو‏ ‏بالضفة‏ ‏الشرقية‏ ‏للقتال‏، ‏فأمكننا‏ ‏تدمير‏ ‏النقاط‏ ‏الحصينة‏ ‏للعدو‏ ‏على‏ ‏الضفة‏ ‏الشرقية‏‏ على‏ ‏طول‏ ‏خط‏ ‏المواجهة‏ ‏بالقطاع‏ ‏الأوسط‏ ‏من‏ ‏الجبهة،‏ ‏وكذلك‏ ‏مراكز‏ ‏القيادة‏ ‏للعدو‏ ‏وإسكات‏ ‏مدفعيته‏، ما‏ ‏سمح‏ ‏لقواتنا‏ ‏بعبور‏ ‏القناة‏ ‏تحت‏ ‏ساتر‏ ‏من‏ ‏النيران،‏ ‏كما‏ ‏قمنا‏ ‏بتأمين‏ ‏تقدم‏ ‏قواتنا‏ ‏المسلحة‏ ‏في ‏عمق‏ ‏سيناء‏ ‏حتى ‏وقف‏ ‏إطلاق‏ ‏النار‏‏‏.‏

"
ميخائيل سند" يجهز الصواريخ
عميد‏ ‏مهندس ‏ميخائيل‏ ‏سند‏ ‏ميخائيل ضمن‏ ‏قوات‏ ‏الردع‏ ‏الصاروخي، تخرج‏ ‏في ‏كلية‏ ‏الهندسة‏ ‏جامعة‏ ‏الإسكندرية‏ ‏تخصص‏ ‏ميكانيكا‏ 1971، ‏خريج‏ ‏الكلية‏ ‏الفنية‏ ‏العسكرية‏ 1973، ‏حصل‏ ‏على‏ ‏فرقة‏ ‏إصلاح‏ ‏قاذفات ‏وصواريخ‏ ‏أرض‏ - ‏أرض‏ RBG7 ‏في ‏يونيو 1973‏، أثناء‏ ‏الحرب‏ ‏كان‏ ‏يحمل‏ ‏رتبة‏ ‏نقيب‏ ‏مهندس‏ ‏إصلاح‏ ‏قاذفات ‏وصواريخ‏ ‏أرض‏ - ‏أرض‏ ‏بالجيش‏ ‏الثاني ‏منطقة‏ ‏سرابيوم،‏ ‏وانحصر‏ ‏عمله‏ ‏في ‏اختبار‏ ‏وتجهيز‏ ‏القاذفات‏ ‏والصواريخ‏ ‏قبل‏ ‏إطلاقها‏ ‏في ‏ميدان‏ ‏القتال،‏ ‏وأثناء‏ ‏اقتحام‏ ‏خط‏ ‏بارليف‏ أثناء‏ ‏الثغرة‏ ‏في 16 أكتوبر 1973، ‏كان‏ ‏مسئولًا‏ ‏عن‏ ‏سحب‏ ‏الصواريخ‏ ‏الموجودة‏ ‏على‏ ‏الناقلات‏ ‏إلى‏ ‏المنطقة‏ ‏الخلفية‏ ‏بالقصاصين‏؛‏ حيث‏ ‏تم‏ ‏تدمير‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏صواريخ‏ ‏العدو‏.

"
سمير توفيق"
اللواء‏ ‏أركان‏ ‏حرب‏ سمير‏ ‏توفيق‏ ‏عبد‏ ‏الله، رئيس‏ ‏عمليات‏ ‏وحدات‏ ‏الصواريخ‏ ‏أرض ‏-‏ أرض، خريج‏ ‏الكلية‏ ‏الحربية‏ ‏دفعة‏ 46‏ عام‏ 1964،‏ شارك‏ ‏في ‏حرب‏ ‏يونيو‏ 1967‏ بالعريش‏ ‏بمنطقة‏ ‏الهويس‏، ‏وكان‏ ‏يحمل‏ ‏رتبة‏ ‏نقيب، وانضم‏ ‏خلال‏ ‏حرب‏ ‏الاستنزاف‏ ‏لفرقة‏ ‏الصواريخ‏ RBG7 ‏أرض‏ ‏- أرض‏ ‏بقيادة‏ ‏العميد‏ ‏أركان‏ حرب ‏محمد‏ ‏عبد‏ ‏الحليم‏ ‏أبو‏ ‏غزالة‏.

"
صليب بشارة" يجمع الخبرات المكتسبة
اللواء ‏صليب ‏منير‏ ‏بشارة‏، أحد‏ ‏المخططين‏ ‏لحرب‏ ‏أكتوبر، عُين‏ ‏صاحب‏ ‏الذكرى ‏اللواء‏ ‏أ‏.‏ح ‏صليب‏ ‏بشارة‏ ‏رئيسا‏ ‏لهيئة‏ ‏البحوث‏ ‏العسكرية‏ ‏في ‏مايو‏ 1971، ‏وخلال‏ ‏الفترة‏ ‏من‏ ‏مايو‏ 1971 ‏إلى ‏أكتوبر‏ 1973م، ‏قامت‏ ‏الهيئة‏ ‏بنشر‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏البحوث‏ ‏العسكرية‏ ‏التي ‏كانت‏ ‏مرجعا‏ًً ‏مهمًا‏ ‏للذين‏ ‏خططوا‏ ‏لعبور‏ 6 ‏أكتوبر‏ 1973‏، اشتملت‏ ‏تلك‏ ‏النشرات‏ ‏على‏ ‏كل‏ ‏التفصيلات‏ ‏للعملية‏ ‏الهجومية‏ ‏لاقتحام‏ ‏قناة‏ ‏السويس‏، ‏وعلى‏ ‏قمة‏ ‏تلك‏ ‏النشرات‏ ‏تأتي ‏النشرة‏ ‏رقم‏ 41 ‏عن‏ ‏عبور‏ ‏واقتحام‏ ‏الموانع‏ ‏المائية‏ ‏التي ‏صاغتها‏ ‏لجنة‏ ‏شكلتها‏ ‏هيئة‏ ‏البحوث‏ ‏العسكرية‏ ‏بقيادة‏ ‏اللواء‏ ‏أ‏.‏ح‏ ‏صليب‏ ‏مع‏ ‏خيرة‏ ‏الضباط‏.‏


الخبرة‏ ‏المكتسبة في ‏أواخر‏ ‏عام‏ 1973، ‏وبناء‏ ‏على‏ ‏توجيهات‏ ‏وزير‏ ‏الحربية،‏ تم‏ ‏إدراج‏ ‏موضوع‏ ‏الخبرة‏ ‏المكتسبة‏ ‏من‏ ‏حرب‏ ‏القوات‏ ‏كموضوع‏ ‏رئيسي ‏خلال‏ ‏خطة‏ ‏هيئة‏ ‏البحوث‏ ‏العسكرية‏ ‏لعام‏ 1974‏.

وخلال‏ ‏الشهور‏ ‏الأولى‏ ‏من‏ ‏عام‏ 1974، عقد‏ ‏اللواء‏ ‏صليب‏ ‏وضباط‏ ‏الهيئة‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏المؤتمرات‏ ‏بتجميع‏ ‏الخبرات‏ ‏المكتسبة‏ ‏من‏ ‏الجيوش‏ ‏الميدانية‏ "‏القوات‏ ‏الحربية‏، ‏القوات‏ ‏البحرية‏، ‏المدفعية‏، ‏المركبات‏، ‏الدفاع‏ ‏الجوي ‏والاستطلاع‏،‏ وغيرها"‏.

وتم‏ ‏تقسيم‏ ‏الدروس‏ ‏المستفادة،‏ ‏حسب‏ ‏التقسيم‏ ‏الذي ‏اقترحه‏ ‏اللواء‏ ‏صليب،‏ ‏لدراسة‏ ‏الحرب؛‏ ‏حيث‏ ‏رأى‏ ‏أن‏ ‏الحرب‏ ‏مرت‏ ‏بست‏ ‏مراحل‏:‏-

‏* 30 ‏سبتمبر‏- 6 ‏أكتوبر‏: رفع‏ ‏درجة‏ ‏الاستعداد‏ ‏والتحضير‏.‏

‏* 6 ‏أكتوبر‏- 9 ‏أكتوبر‏: ‏الاستيلاء‏ ‏على‏ ‏رءوس‏ ‏الكباري ‏والتمسك‏ ‏بها‏.‏

‏* 9 ‏أكتوبر ‏- 13 ‏أكتوبر‏: ‏وقفة‏ ‏تعبيرية‏.‏

‏* 14 ‏أكتوبر‏:‏ معارك‏ ‏الدبابات‏ ‏في ‏مرحلة‏ ‏التطوير‏.‏

‏* 15 ‏أكتوبر ‏- 22 ‏أكتوبر‏: ‏معارك‏ ‏الثغرة‏.‏

‏* 23 ‏أكتوبر‏- 25 ‏أكتوبر‏:‏ تطوير‏ ‏معارك‏ ‏الثغرة‏.‏

وبناء‏ًً ‏على‏ ‏هذا‏ ‏التقسيم،‏ ‏أصدرت‏ ‏الهيئة‏ ‏نشراتها‏ ‏عن‏ ‏المعارك‏ ‏الرئيسية‏ ‏التالية‏: ‏معركة‏ ‏الاستيلاء‏ ‏على‏ ‏رءوس‏ ‏الكباري ‏والتمسك‏ ‏بها‏، ‏ومعارك‏ ‏الدبابات‏ ‏أثناء‏ ‏مرحلة‏ ‏التطوير‏، ومعارك‏ ‏فتح‏ ‏العدو‏ ‏للثغرة‏ ‏غرب‏ ‏قناة‏ ‏السويس‏ (‏منطقة‏ ‏الدفرسوار‏).


وحصل على العديد من الميداليات‏ ‏والأنواط‏ ‏العسكرية خلال‏ ‏مشواره‏ ‏بالقوات‏ ‏المسلحة‏ (1938 - 1974)، منها نوط‏ ‏التدريب‏ ‏من‏ ‏الطبقة‏ ‏الأولى 1971م، ‏ونوط‏ ‏الجمهورية‏ ‏العسكرية‏ ‏من‏ ‏الطبقة‏ ‏الأولى‏ ‏بعد‏ ‏خروجه‏ ‏من‏ ‏الخدمة‏ 1979،‏ وفي 30 / 3/ 1974 ‏م صدر‏ ‏القرار‏ ‏الجمهوري ‏بتعيين‏ ‏اللواء‏ ‏أ‏.‏ح‏ ‏صليب‏ ‏عضوا‏ً ‏بمجلس‏ ‏الشعب‏، ‏وتوفى ‏في 15 / 10 /1983.

سرطان الوهابيين
خلال فترة الحرب، اتحد نسيجا الأمة المصرية لمحاربة العدو، وبعد النصر أُصيب جسد الأمة المصرية بسرطان التغلغل الوهابي، وتمكن من جسد مصر، فأصاب البعض بالفكر المتطرف، فارتفعت حرارة الجسد المصري بصعود تيارات الإسلام السياسي الراديكالي وجماعات التطرف "إخوان مسلمين وجماعات جهاد متطرفة، وغيرها"، بمباركة قائد نصر أكتوبر، فحدث خلل في جهاز مصر المناعي، ومحاولة طرد عنصر أصيل من جسد الأمة المصرية صمام أمان وقت الحرب، بهم مدافعون أشداء بذلوا حياتهم وخلاصة فكرهم من أجل تراب الوطن.

عاشت مصر بشعبها الطيب، وتحيا مصر دائما.

الجريدة الرسمية