رئيس التحرير
عصام كامل

دائرة «الوراق وأوسيم» ضحية الوعود البراقة.. الفقر والأمية والبطالة على رأس مشكلاتها.. مياه الشرب الملوثة تفتك بالأطفال.. مطالب بتحسين البنية التحتية وتطوير المستشفى.. والأجهزة التنفيذية 

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

«دائرة الوراق وأوسيم».. إحدى المناطق العشوائية بمحافظة الجيزة، تحمل منذ عقود إرثا كبيرا من المشكلات والأزمات، التي استعصى حلها على حكومات تعاقبت ومجالس نيابية انعقدت، فمع كل دورة برلمانية تصبح الوراق بمثابة الغنيمة التي يرغب كل مرشح في اقتناصها وراء شعارات رنانة، ووعود زائفة نحو مستقبل أفضل تذهب جميعها مع الريح بمجرد انعقاد البرلمان، فلا أذن تسمع ولا عين ترى، ليبقى حال هذه البقعة البائسة من نقص المرافق والموارد كما هي عليه.


مياه الشرب 

تأتى مياه الشرب على رأس المشكلات التي تواجهها دائرة الوراق وأوسيم، إذ تختلط مياه الصرف الصحى بمياه الشرب الأمر الذي يفسر ارتفاع نسبة إصابة أهالي الدائرة بالكبد وأمراض الكلى، بالإضافة إلى النزلات المعوية للأطفال وبشكل مستمر.

كما يعانى سكان الدائرة أيضا من انقطاع المياه إلى ساعات طويلة تصل إلى عدة أيام، دون مبرر أو الإعلان عن مواعيد الانقطاع.

مشكلة القمامة

وهنا يتجلى غياب دور المحليات ورؤساء الأحياء، فباتت دائرة الوراق وأوسيم تلا كبيرا من القمامة، فلا يخلو شارع أو زقاق إلا والقمامة على قارعته، التي أصبحت مأوى للقوارض والحشرات والزواحف السامة، فضلًا أنها أصبحت المصدر الرئيسي لطعام الخيول والخراف مما ينذر بكارثة بيئية وصحية.

مشكلة الطرق

الأرض بدائرة الوراق وعرة وشوارعها غير ممهدة وغير مرصوفة، بالإضافة أن تلال القمامة وانفجار المياه تسببا في غلق الكثير من الطريق وعلى رأسها، غلق الأنفاق أسفل الطريق الدائرى والنفق الرابط بين الوراق وجزيرة محمد الذي أغلق تماما بالمياه العفنة وجثث الحيوانات، كما تجد السيارات صعوبة بالغة في السير نتيجة سطو المقاهى والمحال على أكثر من نصف الطريق.

أزمة المواصلات
 
تعتبر أزمة المواصلات بمختلف وسائلها من أكبر المشكلات التي تواجه دائرة الوراق وأوسيم، إذ تنحصر خطوط أتوبيسات النقل العام في أربعة خطوط فقط، يتوقف العمل بها من الساعة الثانية عشرة ظهرًا حتى الرابعة عصر وتعاود العمل حتى الثامنة مساء فقط، مما يجعل سكان الدائرة تحت رحمة سائقى الميكروباص والتوك توك من الأطفال ومتعاطى المخدرات، وعادة ما تكون هذه الوسائل مخالفة وغير مرخصة، فضلا عن استغلال السائقين لفترات الذروة وذلك بالتحكم في أسعار الأجرة في الساعات الأخيرة من الليل، نظرًا لتوقف حركة الأتوبيسات.

البطالة 

تسجل دائرة الوراق وأوسيم نسبة مرتفعة في البطالة بين الرجال وتزداد مع الفئات الأقل عمرًا، نظرًا أن الدائرة تتكون من مركزين الوراق وأوسيم يحدهما قرى ريفية من كل اتجاه فنشاطها الاقتصادى في الأساس يعتمد على الفلاحة، الأمر الذي يرفضه الشباب من حاملى الشهادات العليا، بالإضافة إلى أنها دائرة فقيرة الموارد المصالح والشركات كلها عوامل تؤدى بدورها إلى تفاقم أزمة البطالة.

الأمية 

من أهم المشكلات التي تعانى منها دائرة الوراق، ارتفاع نسب الأمية بين مختلف الفئات وبخاصة النساء والأطفال من الجنسين، يرجع ذلك إلى قلة عدد المدارس داخل الدائرة، والعادات والتقاليد السلبية التي لاتزال بعض الأسرة الريفية تتبعها بعدم تعليم الإناث، وكذلك الحالة الاقتصادية المتردية لسكان الدائرة ساعدت وبشكل أساسي على ارتفاع نسب التسرب من الدراسة في مرحلة التعليم الأساسي.

الوضع الأمني
 
تزايدت حوادث السرقات في الطرق خاصة نهارا في الأسواق، وليلا في منطقة محطة الصرف الصحى والزراعات التي يأخذها الخارجون عن القانون ومتعاطي المخدرات أوكارًا لهم، فضلا عن غياب الدور الأمني في المناطق النائية للدائرة بينما ينتشر فقط في الحضر الأمر الذي يزيد من نسب القتل وسرقات السيارات ويفسر عدم خروج السيدات ليلا.

مشكلة البوتاجاز 

تمتنع شركات البترول ومشتقاته من توصيل أسطوانات البوتاجاز إلى قرى بعينها إلا بعد موافقة صاحب العقار إن كان مستأجرا، وهذا ما يستغله صاحب العقار لفرض قيود ومساومات على السكان تصل لحد تغيير عقد الإيجار، ومضاعفة قيمته، تضطر بعض السكان للموافقة والبعض الآخر يترك منزله بحثا عن منزل آخر، وآخرون يرفضون تعسف المالك وجشعه، على أمل أن تحقق وعود الحكومة النواب بتوصيل الغاز الطبيعي إلى كل منزل وبيت في الدائرة.

المستشفيات ووحدات الإسعاف
 
كما تفتقر المستشفيات والوحدات الصحية لدائرة الوراق وأوسيم إلى كافة الخدمات الصحية، مما يضطر أهالي الدائرة إلى الخروج بذويهم من المرضي إلى مستشفيات القاهرة والجيزة، ويلجأ الميسر منهم إلى العيادات الخاصة..
 
كما تعانى الدائرة من نقص كبير في أعداد المستشفيات التي لا تتناسب وحجم الكتلة السكانية داخل الدائرة، فضلا عن عدم وجود وحدة للإسعاف داخل كل قرية.

وتعد مستشفى وراق العرب نموذجا صارخا، يجسد معاناة أهالي الدائرة الصحية التي يعانيها، حيث إنها معطلة رغم بدء بنائها من نحو 15 عاما، والأخطر أنها تقع في مواجهة لمحطة للصرف الصحى وأكوام القمامة من كافة الاتجاهات.

الجريدة الرسمية