رئيس التحرير
عصام كامل

أحد أبطال الكتيبة 803: لحظة العبور أهم حدث في حياتي

فيتو

قال العميد محمد عبد القادر أحد أبطال الكتيبة 803 بالجيش الثاني الميداني إنه لن ينسى أول لحظات العبور حينما كان جنود الجيش المصري الأبطال يهتفون "الله أكبر -الله أكبر" وصوت الطائرات تحلق فوق رءوسهم وتقصف تمركزات العدو.


وأضاف عبد القادر أن المدفعية ظلت تدك حصون العدو طوال حرب الاستنزاف وأثناء حرب أكتوبر وتخطت القصف 15 كم في عمق سيناء.. وإلى نص الحوار:

متى التحقت بالقوات المسلحة؟
تخرجت في الكلية الحربية في يوليو 1969 سلاح مدفعية ميدان، وعملت فور تخرجى كضابط استطلاع بالكتيبة 803 مدفعية عيار 155 مم وهذه الكتيبة لها وضع خاص وتدريبات خاصة لأنها تابعة لرئاسة الجيش الثاني مباشرة ولا تتبع أي تشكيل للوحدات بالجيش وكان تمركزنا في منطقة الإسماعيلية والفردان في قطاع الفرقة الثانية مشاة ميكانيكي بالجيش الثانى الميدانى

هل شاركت في حرب الاستنزاف ؟
نعم اشتركت في حرب الاستنزاف من خلال قصفات المدفعية التي كنا نمطر بها خط بارليف على طول الجبهة طوال حرب الاستنزاف من خلال خطط العمليات التي كانت موضوعة وقتها وتسمى "الخطة 200"، ثم عينت عام 1971 قائدا للسرية الأولى بالكتيبة، وشاركنا مع تشكيلات الجيش الثاني في كل خطط إزعاج العدو بقصفات مدفعية مركزة على مخازن الذخيرة والنقاط القوية ومراكز القيادة والسيطرة في عمق سيناء، حيث كنا نمتلك وقتها مدافع متقدمة مدى المدفع أكثر من 15 كيلو مترا.

وماذا عن حرب أكتوبر ومتي عبرت القناة ؟
عندما أخذت الأمر بالعبور في ساعة الصفر لم أتخيل وقتها أن اللحظة التي كنا ننتظرها اقتربت وإننا أخيرا سوف نتمكن من الثأر واستعادة أرضنا المغتصبة والحمد الله كان لي الشرف بعبور القناة مع أول موجه للعبور وعبرت مع مراكز الملاحظة التابعة لى في قاربي كاوتش في الساعة الثانية وخمس دقائق من يوم السبت 6 أكتوبر 73 ونحن نهتف الله أكبر والطائرات المصرية تمر فوقفا بكل فخر تدك حصون ومراكز العدو بشراسة ودقة وتقدمنا نصعد المانع الترابي كالسيل الذي لا يوقفه أحد بحماس النار التي تأكل أمامها كل شيء تراه من العدو الذي احتل أرضنا وكان يرتع فيها بغطرسته وكأنه ورثها عن أجداده.

وكانت كتيبتي مكلفة بمهمة القضاء على القوات التي تقترب من قواتنا التي تعبر القناة حيث لم تكن الدبابات والأسلحة الثقيلة قد عبرت بعد.
ومنعنا العدو من الاقتراب ودارت وقتها أشرس معارك بيننا وبين قوات العدو المتمركزة على شرق القناة ونجحنا في تأمين قوات الموجة الأولى للعبور من قصف المدفعية الإسرائيلية.

أما التكليف الثاني فكان معاونة أعمال قوات المشاة التي عبرت ضمن الموجة الأولى، ومساعدتها في التغلغل في عمق دفاعات العد ومن خلال ضرب بطاريات الصواريخ المتركزة شرق القناة، والقضاء على دبابات العدو المقتربة من العمق وكذلك المجنزرات وعربات إطلاق الصواريخ.
حتى اليوم السادس من عمليات العبور، حيث تمكنت أنا وجنودى من مطاردة دورية إسرائيلية مترجلة اقتربت من موقع تمركزنا، وكان من نصيبي قتل ضابط إسرائيلى برتبة نقيب، بسونكى البندقية. واحتفظت لدى حتى هذه اللحظة بدفتر شيكات كان معه. كتذكار من الحرب، استمرت أعمال القتال والتوغل في عمق سيناء حتى صدور أمر وقف القتال من الأمم المتحدة.

هل شاركت في المعارك التي تمت بعد الحرب لتصفية الثغرة؟
بعد حدوث التغرة والتي كانت لاغراض دعائية من العدو الصهيوني لكسب نسبة من المفاوضات تحركت كتيبتي ضمن عدد من الوحدات والتشكيلات من سيناء (شرق القناة) إلى غرب القناة في منطقة أبو سلطان، لحصار قوات العدو الموجودة في الثغرة، ومنعها من التقدم، وبالفعل فان تلك القوات كانت في موقف لاتحسد عليه كانت محاصرة من جميع الجهات فضلا عن منع الإمدادات التي يفترض أن تأتيها من الشرق من الوصول إليها، وكان متبقيا الأمر بتصفية هذه الثغرة وكنا جميعا نأمل في ذلك إلا أن الاعتبارات السياسية لدى القادة السياسيين حالت دون ذلك، إلى أن تمت محادثات الكيلو 101 وفض الاشتباك الأول ثم فض الاشتباك الثانى الذي بموجبه انسحبت اقوات العدو إلى الشرق مرة أخرى.


السيرة الذاتية:
محمد محمد عبد القادر من مواليد عام 1948 خريج الكلية الحربية الدفعة 55 حربية
التخصص: مدفعية ميدان. التحقت فور خرجى كضابط استطلاع الكتيبة 803 مدفعية ميدان (عيار ثقيل 155 مم).
الدورات التدريبية:
الدورات المؤهلة بمعهد مدفعية القوات المسلحة. تدرجت في الترقيات وتولى الوظائف القيادية طبقا لرتبتى العسكرية. في يناير1973 رقيت إلى رتبة النقيب وتوليت قيادة السرية الأولى للكتيبة 803 مدفعية. وبهذا الوضع دخلت الحرب في 6 أكتوبر 73/ تواصلت الترقيات وتبدلت معها الوظائف القيادية، حتى وصلت لأركان حرب تدريب وعمليات لواء مدفعية، ثم عينت بعد الترقى إلى رتبة الرائد قائدا لنفس الكتيبة، حصلت على دورة قادة ألوية مدفعية
الأنواط التي حصل عليها:
حاصل على نوط الواجب العسكري
ميدالية 6 أكتوبر.
ثم رقيت إلى رتبة العميد في 1992 وأحلت إلى التقاعد بنفس التاريخ.
الجريدة الرسمية