الحرب على الأردن!
معالجة موضوع المواطن المصري خالد عثمان المعتدي عليه في الأردن مدهشة إلى حد العجب العجاب..لكن قبل الدخول في تفاصيل الدهشه والعجب العجاب يجب أن نؤكد أولا ونتفق على الآتي:
- الاعتداء على خالد عثمان عمل همجي ومرفوض تماما ولا بد من محاسبة الجناة !
-العدوان لا ينتقص من شخص خالد ولا من كرامته فالكثرة كما يقولون تغلب الشجاعة وليس من الرجولة أن تعتدي مجموعة من الأشخاص على رجل واحد اعزل وغريب عن بلده ولا من الضعف أن لا يستطع بمفرده الدفاع عن نفسه!
-أي مواطن مصري في أي مكان في العالم معرض للاعتداء عليه في أي لحظة وهذا لا يعيبه ولا يعيب بلده..إنما يعيبهم قبول الاهانة والصمت عليها..وهو ما لم يحدث..الدنيا مقلوبة والخارجية اشتكت ووزارة التعاون الدولي تحركت والقنصل المصري يتابع والسفير يدير الأزمة والإعلام يغطي وينقل ما يجري ولم يتخلف أحد !
الآن نعود للعجب العجاب فكل المواقف مختلطة ومتداخلة..فالذين صمتوا على ما يجري للمصريين من كفيل هنا كفيل هناك يبلغ حد جلد مصريات واختطافهن وحبس بعض المصريين والحصول على جوازات سفرهم هم من يقلبون الدنيا الآن لمجرد أن الحادث في بلد آخر غير البلاد الأولى..في حين تجد بعض القوميين من المؤمنين بالوحدة والعروبة ويطالبون دائما بالهدوء في التعامل مع الأشقاء العرب عند أي مشكله شبيهة-إلا أبناء الدول التي يكرهونها- فقد تفوقوا على الجميع وغلبهم تشنجهم الدائم ولم ترضهم إجراءات الدولة المصرية ولا نعرف ماذا يريدون ؟ هل يرضيهم طرد السفير الأردني ؟ هل يرضيهم سحب السفير المصري ؟ هل يرضيهم قطع العلاقات مع البلد الشقيق ؟ هل يرضيهم إعلان الحرب على الأردن ليرتاحوا ؟! شيء مدهش والله !
نعرف الشعب الأردن جيدا وزرنا الأردن الشقيق أكثر من مره وزرناه مدينة مدينة وهو شعب طيب جدا يعشق المصريين والمصريون يعيشون هناك في أمان يتفوق على بلاد عديدة أخرى وهم-الأشقاء الأردنيون-أول من أدانوا وأول من طالبوا بمعاقبة المعتدي وأول من ضمد جراح ابن مصر الطيب بل إن الكاميرا التي سجلت الحادث هي أردنية يملكها أردني لم يقبل بما جرى ولا نعرف عن الأشقاء هناك أي عنصرية ولا أي غلظة في التعامل ولا السلوك..فما المطلوب وقد بدأ البرلمان الأردني بالفعل إجراءات تأديب النائب ووفود من هناك تستعد للمجيء وتقديم الاعتذار؟ والتحقيقات مستمرة ويتبقي قرارات القضاء الأردني ؟!
الصدفة وحدها جعلتني أمس ضيفا على قناة " القاهره والناس " مع الأردنية اللامعة " دما الكردي " وكم كانت مصرية عاشقة لمصرنا حتى أنها كانت في إدارة الحلقة مصرية أكثر من ضيف مصري كان بالحلقة !! وما الداعى كل حين لنقول لولا نحن ما كنتم أنتم ؟ ما هذه الطريقة وهذه الصيغة في الكلام مع الأشقاء العرب كل حين ؟ وهل نحن نسعى لوحدة الكلمة أم نريد مزيدا من الشقاق والخلاف ؟
الخلاصة: كرامة المصريين لا تتجزأ في بلد عن بلد آخر..ولا تتجزأ خارج مصر عن داخلها..وما نرفضه ضد كرامة المصري نرفضه في كل مكان وكل وقت ولا يجب أن يتم بأي حال بشكل انتقائي ولا يجب أن يمتد لمن لم يرتكب شيئا ضد أبناء مصر ولا يجب أن يتم ليطول أبرياء يحبون مصر ويحترمون أهلها !
وحدوا معاييركم في الحكم على الأشياء.. يرحمكم الله !