رئيس التحرير
عصام كامل

السفير الفلسطيني يفتتح معرض «ملامح مبعثرة» بالقاهرة

جمال الشوبكي سفير
جمال الشوبكي سفير فلسطين بالقاهرة

افتتح سفير فلسطين بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية جمال الشوبكي، برفقة رئيس جمعية محبي الفنون الفنان التشكيلي أحمد نوار، مساء أمس، معرض «ملامح مبعثرة» للفنان التشكيلي الفلسطيني الدكتور أحمد أبو الكأس، تحت رعاية جمعية محبي الفنون الجميلة، بحضور لفيف من الفنانيين والهواة وأبناء الجالية الفلسطينية بالقاهرة.


وقدّم السفير الشوبكي كلمة خلال الافتتاح قال فيها إنه ومنذ اليوم الأول لاحتلال فلسطين نشأت وجوه عدة للصراع وآليات شتّى للمقاومة، منها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي والعسكري والديموغرافي، لكن ظل الصراع الثقافي هو الأطول أمدًا والأكثر تأثيرًا والأشد وطأةً، لأنه صراع على كتابة التاريخ وتشكيل الذاكرة، صراع على تحديد مرجعيات سيتم الاستناد إليها يومًا ما في عالم أكثر عدالة وإنصافًا لآخر شعب محتل على وجه البسيطة.

وأضاف الشوبكي إن العدو الذي يحاول سرقة التاريخ والتراث والعادات والتقاليد ووصفات المأكل والمشرب والملبس والفولكلور، هو عدو يخشى من خلو ماضية من أي شكل من أشكال التجذّر والارتباط بالمكان، فعمل على السطو على تاريخ السكان الأصليين للأرض، وعلى اقتناء حاضر مبني على التزوير والتدليس، وحاول في كل المحافل الثقافية الادعاء زورًا بأن ثمة رابط بينه وبين أرضنا، وهنا تكمن الضرورة القصوى لدعم الثقافة الفلسطينية التي تعد خط الدفاع الأول في وجه كل محاولات الإحلال والإقصاء.

وأشار الشوبكي إلى أن اعترافات دول العالم المتتالية بالدولة الفلسطينية، ونيل صفة دولة مراقب لفلسطين وارتفاع علمها في هيئة الأمم المتحدة، إنما هي نجاحات للنضال الدبلوماسي الفلسطيني، وهي باكورة لعمل تراكمي لابد خلاله من تصاعد كل السواعد في كل المجالات للوصول لأهدافنا المنشودة وحقوقنا المسلوبة.

واستطرد الشوبكي خلال كلمته: «لأن الفنون هي ذاكرة الأمم، فإن كل عمل ثقافي فني إبداعي هو فعل مقاومة، ريشة الفنان وقلم الشاعر وسرديات الروائي وكاميرا السينيمائي هي أدوات فاعلة طويلة الأجل، وكذلك تاريخنا الشفوي والبصري وأمهاتنا المنكبّات على خبز الطابون وأرغولنا وفنوننا الشعبية، ولكل مبدع فلسطيني دور محوري رئيس في كتابة فصل في رحلة التحرير التي نستمر في تداولها جيلًا بعد جيل حتى نيل حريتنا وفك قيود أسرانا وعودة لاجئينا وإقامة دولتنا الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس».

ووصف أبو الكأس فكرة معرضه السادس عشر «ملامح مبعثرة»، بأنها تدور حول اللون وفلسفته في حياتنا على الصعيد الشخصي والعام ومدى تفاعلنا مع ما يحدث، قائلا: «دائمًا كنا وما زلنا نلعب باللون في مراحل عمرنا الممتدة، فاللون له في ذاكرتنا مكان يضيء أحيانا ويختفي آخر، أما في مجتمعنا الفلسطيني والعربي فنجد أنفسنا أمام ظاهرة لاحتكار اللون على فئة من الناس دون غيرهم، فتجد نفسك لا يحق لك التقرب أو المساس بقدسية ذاك، أما من يتجرأ يعرف بأنه سيضيف ألوان أخرى على بالته ألوانه ولكن بلون مختلف، والمعرض يجسد حالة تأمل وأمل وتفائل نحو حياة مستقبلية نطمح أن تكون فيها كما نحب من قيم جمالية وفنية وتشكيلية بما يرقى بمجتمعنا نحو ذائقة فنية وتذوق بصري مبني على أسس علم الجمال».

الفنان التشكيلي أحمد أبو الكأس من مواليد الشجاعية بغزة 1956م، حاصل على الدكتواره في الفلسفة وفي الفنون الجميلة من جامعة أذربيجان باكو 1999 م، وهو عضو هئية إدارية في الاتحاد العام للفنانين التشكيليين الفلسطينيّين فرع الإمارات، ومؤسس جمعية الفنانين التشكيليين الفلسطينيين في غزة، وشارك في العديد من المعارض الفنية داخل الوطن وخارجه، ويقام المعرض في جمعية محبي الفنون الجميلة بجاردن سيتي، ويستمر في استقبال زواره لمدة عشرة أيام.
الجريدة الرسمية