رئيس التحرير
عصام كامل

«المصرى مالوش دية».. إهدار كرامة العمال في الخارج.. أردنى يعتدى على عامل فى مطعم.. يونانى يعلق آخر في شجرة ويتفنن في تعذيبه.. «محفوظ» يهين جامعى القمامة.. و«فرغلى» يحمل &

فيتو

«عنف.. تعذيب.. واعتقالات وكهرباء في بعض الأحيان» هكذا ترحب دول العالم بالعمال المصريين في أراضيها، حيث تصدرت الساحة خلال الفترة الأخيرة، مشاهد عنف اتخذتها بعض الدول في حق المصريين، وكان لمصر دورًا من المشهد المهين لأبنائها والذي اتُخذ أسوة ونموذج لكيفية التعامل مع المصريين في الخارج.


ضرب مبرح

وجاءت الحوادث تفرض نفسها متعاقبة واحدة تلو الأخرى والتي كان آخرها تعرض عامل مصرى، للاعتداء في مطعم بمدينة العقبة، على يد البرلماني الأردنى زيد الشوابكة، بمساعدة عدد من مرافقيه، الذين تعدوا بالضرب المبرح والسباب على العامل المصرى داخل مقر عمله بالمطعم.

وحسبما ذكرت وكالة "عمون" الأردنية، أن نائبا برلمانيا كان برفقة أشقائه اعتدوا على عامل مصرى بالضرب المبرح في أحد المطاعم بمدينة العقبة.

من جهته علق مصدر أمني أردنى على الحادثة بالقول "ورد للمركز الأمني في مدينة العقبة شكوى من قبل عامل، يدعى فيها أن أحد الأشخاص ضربه وأبلغه أثناء الاعتداء عليه أنه شقيق نائب" فيما شهدت مواقع التواصل الاجتماعى استهجانًا واسعًا لتصرف مرافقى النائب حيث تمت الحادثة دون أن يردع المجموعة التي كانت برفقته عن فعلتهم.

المصري ملوش دية

ولقي عامل مصري في محل ملابس بليبيا، مصرعه عندما رفض رد بضاعة لأحد العملاء حيث نشبت مشادة كلامية بينهما، تطورت إلى إطلاق الأخير النيران على الأول حتى أرداه قتيلا.

وفي أعقاب الحادث حاول بعض المصريين المقيمين في ليبيا التدخل لمطالبة رئيس القبيلة بحق القتيل، وماكان منه سوى الرد بـ "المصري ملوش دية".

التعذيب

أما في السودان، وسط سلسلة الاعتداءات على المصريين، أقدمت الشرطة السودانية على الاعتداء على أربعة عمال مصريين في الخرطوم بالأسلاك الكهربائية.

ومن جانبها نفت السفارة السودانية في القاهرة حدوث اعتداءات، حتى تحرك السفير المصري في الخرطوم محمد عبدالمنعم الشاذلي، بمساعدة القنصل العام أيمن بديع، لتقديم القرائن الطبية التي تؤكد واقعة الاعتداء على العمال المصريين إلى وزير الداخلية حيث ثبت تعذيبهم بالأسلاك الكهربائية من قبل الشرطة السودانية، التي تدخلت لفض مشاجرة بين عمال مصريين وسودانيين، ووقتها وعد الوزير الزبير بشير طه، بإجراء تحقيق عاجل مع المتورطين في الحادث.

اليونان

وعرضت صفحة «الجالية المصرية في اليونان»، على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، صورا لعامل مصري تعرض للتعذيب والضرب على يد رئيسه اليوناني صاحب المحل الذي يعمل به، مشيرة إلى أن عدد من قيادات الجالية التقت بالعامل في حجزه بقسم شرطة «سلامينا» حيث أكد على تعرضه لأبشع أنواع الضرب والتعذيب، مع ربطه في شجرة يوم كامل، ولم تلق السفارة المصرية بالًا للحادثة.

الإهانة في الداخل

ورغم قسوة الإهانة في الخارج، لم يسلم العامل المصري، من الإهانة في حضرة حكومة بلدة، بل أن الحكومة ذاتها هي من تقوم بإهانته، حيث جاءت تصريحات وزير العدل السابق «محفوظ صابر»، الأكثر جدلًا والتي أطاحت به من منصبه الحكومي، حيث جاء تصريحه صادمًا عن عمال النظافة وأبنائهم قائلًا، «ابن عامل النظافة لا يمكن أن يصبح قاضيًا أو يعمل في مجال القضاء»، مبررًا تصريحاته بأن القاضى لابد أن تكون بيئته التي نشأ فيها تؤهلهه للعمل في هيئة مثل القضاء، وأضاف، «كتر خير عامل النظافة إنه ربى ابنه وساعده كي يحصل على شهادة، لكن هناك وظائف أخرى تناسبه فالقضاء لديه شموخ وهيبة مختلفة».

القوى العاملة

وجاء تعليق البدري فرغلي، البرلماني السابق، ورئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات، حول سلسلة الاعتداءات على العمال سواء داخل البلاد أو خارجها، قائلًا، أنها مسئولية وزارة القوى العاملة بالأساس لإبرامها عقودًا واتفاقيات لتبادل العمالة بين مصر والأردن وعدد من الدول، مشيرًا إلى أنهم ليسوا مهاجرين بطرق غير شرعية، لذا يجب على كل هيئة معنية بالدفاع عنهم أن تتخذ خطواتها لإعلاء كرامة المواطن المصري في الخارج، واتخاذ إجراءات رادعة لتكون عبرة لكل من تسول له نفسه بأن المصري ليس وراءه بلد تدافع عن حقه.

وأشار إلى أن بعض الدول مثل الأردن أصبحت تعاني من تضخم في العمالة لما استقبلته خلال الفترة الأخيرة من عمالة سورية وعراقية وعدد من دول المهجر بسبب الحروب والأوضاع غير الأمنة، معلقًا،«المصري هو من يدفع هذا الثمن من كرامته وعزته»، مناشدا السفارات المصرية بسرعة التحرك واتخاذ الإجراءات الأزمة، فضلا عن تفعيل دور المجتمع المدني ومنظماته، وجمعيات حقوق الإنسان المصرية والعالمية.
الجريدة الرسمية