رئيس التحرير
عصام كامل

الأزمة السورية تشتعل.. قمع «الأسد» للثورة يحولها لحرب أهلية.. غباء الغرب ساعد في انتشار الجماعات الإرهابية بالبلاد.. و«الدب الروسي» يوفر الغطاء السياسي والحماية لـ«بشار»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

منذ بدء الثورة في سوريا ووتيرة الأحداث تتسارع بشكل متزايد بما ينذر بعدم الوصول لحل سياسي، وتحولت الثورة التي تطالب بالحرية والعدالة إلى حرب أهلية بعد قمع الرئيس السوري لشعبه على مدى أكثر من 4 سنوات، وجعل من سوريا أكبر مأساة إنسانية في التاريخ المعاصر.


غطاء سياسي
واستطاع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، توفير الغطاء السياسي والحماية الدولية للأسد على الرغم من الانتهاكات الدولية للأسد ضد شعبه بداية من قصف المدنيين إلى استخدام الأسلحة الكيميائية وقنابل البرميل، بجانب توفير إيران الدعم للأسد.

الفهم الخاطئ للغرب
ولكن الفهم الخاطئ للغرب لطبيعة الوضع في سوريا جعلهم يدعون لرحيل الأسد دون البحث عن حل سياسي ينهي الصراع الدائر وتجاهل وجود مؤيدين للأسد في سوريا مع تواجد معارضين له.

ومع دخول بعض الأطراف الإقليمية في سوريا تحولت الثورة لحرب أهلية بين فريق الإسلام الشيعي المتمثل في الأسد ومؤيديه، وبين الإسلام السني المتمثل في المعارضة السورية التي تضمنت بعض الجماعات المتطرفة، ودخول بعض الأطراف الإقليمية في سوريا مثل إيران وقطر أدى إلى تأجيج الصراع الطائفي.


الجماعات الإرهابية
ونتيجة لتكاسل الغرب لأخذ خطوة حقيقية لفهم الواقع السوري وإصرار الرئيس الأمريكي باراك أوباما بعدم التدخل في سوريا وعدم الدخول في مفاوضات مع الأسد للتوصل لعملية انتقال سياسي، سمح الوضع بتصاعد الجماعات الإرهابية مثل تنظيم داعش وعناصر مؤيدية لتنظيم القاعدة واستولوا على مساحات واسعة في سوريا ما يعرضها البلاد لخطر التقسيم، وتسبب في فرار الملايين التي أدت لأزمة المهاجرين في أوربا.

التدخل الروسي
ومع تنامي الحركات الإرهابية في سوريا وكسب مزيد من الأراضي في سوريا والعراق، وتراجع قبضة الأسد، تدخلت روسيا في موسكو وأنشأت قاعدة عسكرية لدعم الأسد وطالب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتعاون معه للتغلب على الجماعات الإرهابية، واعترف بوتين أن تدخله في سوريا لدعم نظام الأسد.

تنافس قوى عظمي
ونتيجة لاختلاف الهدف بين بوتين وأوباما تحولت سوريا لحرب بالوكالة وتنافس بين قوتين عظميين، فالرئيس الأمريكي يرفض بقاء الأسد على الرغم من أن زوال الأسد يعطي مساحة أكبر للجماعات المتطرفة في سوريا، ويجبر مؤيدي الأسد على الرحيل وفي حال بقائهم سيتعرضون للقتل هم وعائلاتهم.

بينما بوتين يصر على بقاء الأسد ويرى التدخل الأمريكي في سوريا ودعم أوباما للمتمردين ضد النظام في سوريا أمر غير مشروع ويتناقض مع القانون الدولي.

فهم الواقع السوري
ولحل الأزمة السورية يتطلب فهم الواقع لسوريا من الدول الغربية والقوى الإقليمة للأطراف المتحاربة، والتوصل لحل سياسي يؤدي إلى مجلس انتقالي بدعم غربي وعربي وسوري.
الجريدة الرسمية