رئيس التحرير
عصام كامل

أصدقاء الإخوان في الحكومة‍! (2)


لكاتبنا الكبير المخضرم مكرم محمد أحمد، مقولة صحيحة ينبهنا فيها إلى أننا نحوز أكثر من عشرة أجهزة وهيئة لكشف الفاسدين، وفي ذات الوقت لا نملك جهازا واحدا أو هيئة واحدة لكشف الصالحين وأصحاب الكفاءات.. ولذلك تكون دائما عملية اختيار القيادات عملية صعبة.

وهذا ما شهدناه خلال تشكيل الحكومات التي تعاقبت علينا في السنوات الأخيرة.. فإن رئيس الوزراء المكلف كان عادة يواجه صعوبة في الاختيار؛ ليس لكثرة المرشحين وإنما لندرتهم، وربما لهذا اقترح الرئيس السيسي تأسيس بنك للكفاءات في شتى الاتجاهات؛ للاختيار من بينهم الوزراء والمحافظين، ومن يتولون المناصب القيادية في المؤسسات والهيئات.

وهذا الوضع يستثمره أصدقاء الإخوان ويستغلونه الآن، مثلما ظلوا يفعلون لسنوات ليست بالقليلة، خلال السنوات التي سبقت 25 يناير 2011؛ وذلك لزرع إخوان أو متعاطفين معهم في بعض المؤسسات الحكومية داخل البلاد.. وعندما يفعل أصدقاء الإخوان ذلك الآن، يمكننا تفهم ذلك؛ لأنهم يحاولون مد يد العون والمساعدة للإخوان من أجل اختراق مؤسساتنا الحكومية.. ولكن عندما يلجأ بعض المسئولين لأحد من أصدقاء الإخوان، ليرشح لهم من يصلحون لتولي مناصب قيادية أو يتولون بأنفسهم بعض هذه المناصب، فهذا أمر لا يمكن تفهمه، في ظل طلب أجمع عليه الرأي العام المصري، ويتمثل في تطهير مؤسسات البلاد من الإخوان؛ لأنهم يخربون هذه المؤسسات.
الجريدة الرسمية