بعد إعلان «الأوقاف» الصلاة على شهداء «منى».. صلاة الغائب بين الجواز والمنع.. «الرسول» صلاها على «النجاشي».. الشافعية والحنبلية يجيزونها.. والمالكية والحنفية يؤك

وفق آخر الإحصاءات التي أعلنتها وزارة الأوقاف فإن عدد المتوفين من الحجاج المصريين في حادثة منى وصل إلى 83 حالة بجانب ثلاث جثث مفقودة، وهو ما دفع وزارة الأوقاف إلى إعلان إقامة صلاة الغائب غدًا في المساجد على شهداء حادث التدافع بمنى، داعين الله أن يرزق أهلهم الصبر والسلوان.

وفي السطور التالية نحاول التعرف على: شروط صلاة الغائب، وما هي طقوسها؟، ومتى تقام وكيفيتها؟.

دليل صحتها
ووفق آراء العلماء فإن دليل صحة صلاة الغائب في الإسلام هو ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج إلى أصحابه يوم مات النجاشي ملك الحبشه فنعاه وصلى عليه صلاة الجنازة مما يدل على وجودها في الإسلام.

وصلاة الغائب هي الصلاة على الميت الغائب، وذلك اقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، وشرطها وفق المذهبين الشافعي والحنبلي أن لا تكون في نفس البلد التي مات فيها من يصلى عليه.

حكمها
واختلف علماء الدين في حكم الصلاة على الغائب فكان رأى الإمامين الشافعى وأحمد بن حنبل، أنها مشروعة واستدلوا بما في الصحيحين عن أبى هريرة رضي الله عنه أن الرسول نعى النجاشي في اليوم الذي مات فيه بأرض الحبشة، وخرج بهم إلى المصلى فأمهم وكبر عليه أربع.

وأما مذهبا الحنفية والمالكية، فنفوا مشروعية صلاة الغائب، وأجابوا عن قصة النجاشى بأن الصلاة عليه من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم، ومن الجائز أن يكون رفع للنبي سرير النجاشي فصلى عليه صلاة الحاضر بين المسلمين، ويؤكد أتباع المذهبين بهذا الرأي بأن الدليل على أن صلاة الغائب على ملك الحبشة، كانت من خصوصيات الرسول صلى الله عليه وسلم، أنه لم يكن يصلى على كل الموتى الغائبين، ولاسبيل لأحد بعد الرسول أن يشاهد سرير الميت من مسافة بعيدة أو أن يرفع له حتى يصل على المسجي فيه.

كيفيتها
والصلاة على الغائب، مثلها مثل صلاة الجنازة، في أنها 4 تكبيرات بعد التكبيرة الأولى تقرأ سورة الفاتحة، وبعد الثانية يقرأ نصف التشهد الأخير وهو الصلاة على الرسول صلي الله عليه وسلم، والمعروفة بالصلاة الإبراهيمية، وبعد الثالثة الدعاء للميت أو الأموات إن كانوا جمعًا بصيغة: اللهم إغفر لحينا وميتنا، وشاهدنا وغائبنا، وصغيرنا وكبيرنا، وذكرنا وأنثانا، اللهم من أحييته منا فأحيه على الإسلام، وبعد الرابعة الدعاء لسائر أموات المسلمين.