رئيس التحرير
عصام كامل

أصدقاء الإخوان في الحكومة! «١»


لا تصدقوا أن الإخوان أصابهم اليأس والقنوط، وأنهم قد استسلموا وقرروا الرجوع إلى الحق والكف عن التآمر؛ من أجل استعادة جماعتهم مكانتها القديمة؛ توطئة للوصول إلى حكم البلاد مجددا، خاصة بعد أن ذاقوا حلاوة هذا الحكم.. الإخوان فقط يراجعون أنفسهم ويعيدون حساباتهم، ويضمدون جراحهم، ولكنهم لن يرجعوا عما يتطلعون إليه منذ أن أنشأ جماعتهم حسن البنا قبل أكثر من ثمانية عقود مضت.


ولأن الموج عالٍ والهجوم عليهم كاسح، والرفض الشعبي لهم شامل وواسع، فإن الإخوان يلجأون الآن إلى محاولاتهم الأولى والقديمة، وهي الاختراق الصامت والهادئ والتدريجي لمؤسسات الدولة.. ويعتمد الإخوان في ذلك على مجموعة من الأصدقاء، منتشرين فينا ويغطون صداقتهم هذه مع الإخوان بمجاهرتهم بتأييد ٣٠ يونيو، وعدم الاعتراض الصريح على الحكم القائم الذي تمخضت عنه ٣٠ يونيو، وأيضا انتقاد الإخوان ذاتهم.

هؤلاء الأصدقاء القدامى للجماعة الذين تربطهم صلات قديمة بقياداتها أو بعضا من قادتها، هم بمثابة حصان طروادة الموجود بين صفوفنا، إنهم يخدمون بتصرفاتهم وأعمالهم وكلامهم الإخوان.. صحيح أنهم لا يستطيعون المجاهرة بما يطالب به الأمريكان، وهو الصفح عن قادة الجماعة والغفران لهم؛ لما ارتكبوه من جرائم قتل وتخريب وحرق وتدمير وتفجير، وإعادة دمج الجماعة في العملية السياسية من جديد، ولكنهم يفعلون ما هو أخطر.. إنهم يسهلون عملية اختراق الإخوان مجددا بهدوء وبلا صخب لأجهزة الدولة، في ظل لا أقول غفلة فقط بل أيضا تقاعس عن المواجهة غير الأمنية لهذه الجماعة.
الجريدة الرسمية