أحمد ومريم
"أحمد محمد الحسن".. أمريكي من أصل سوداني، طالب بمدرسة "ماك أرثر"، بمدينة أير فنج، بولاية تكساس الأمريكية، أثناء جلوسه بالفصل الدراسي، رن جرس الساعة فجأة وهي داخل حقيبته، فأقبلت إليه مُعلمته لترى مصدر الرنين، وهالها شكل الساعة وما فيها من أشرطة ووصلات، فشكت أن تكون قنبلة من التي يُحزم الانتحاريون بها أنفسهم، فجريت مسرعةً وأخبرت إدارة المدرسة، ليأتي رجال مكافحة الإرهاب ويتم استجواب "أحمد" وتفتيش أغراضه والتحقق من بصماته وغيرها من الإجراءات، لمدة 5 ساعات بإحدى غرف المدرسة، حتى تم التأكد من أنها ساعة اخترعها هذا الطالب، وتم الإفراج عنه بعدما تأكدوا من براءته..
والأهم هو ما حدث بعد ذلك؛ حيث انتفض المجتمع الأمريكي بأكمله من أجل هذا المخترع الصغير، حينما شعروا بأنه تعرض لظلم، وتم تدشين هاشتاج على مواقع التواصل الاجتماعي "أنا أتضامن مع أحمد"، "#IStandwithAhmed"، الذي اكتظ بأكثر من مليون تغريدة على تويتر فقط خلال ساعات.
وكتب الرئيس الأمريكي على صفحته يقول: "ساعة رائعة يا أحمد، هل ترغب بإحضارها إلى البيت الأبيض؟.. علينا تشجيع المزيد من الأطفال أمثالك على حب العلم، هذا ما يجعل أمريكا عظيمة"، بينما كتبت مرشحة الرئاسة "هيلاري كلينتون": "الافتراضات والمخاوف لن تجعلنا آمنين بل بالعكس، يا أحمد، ابق على حب الاستطلاع وواصل البناء".
وأيد الملياردير الشاب "مارك زوكربيرج"، مؤسس فيس بوك، الطالب أحمد، ووجه له دعوة لزيارة الشركة بسان فرانسيسكو؛ حيث كتب يقول: "إن امتلاكك الموهبة والطموح لبناء شيء جيد، يستحق التصفيق وليس القبض كالمجرمين.. فالمستقبل هو ملك لمن هم مثل أحمد.. أحمد، إذا كنت تريد في أي وقت المجيء إلى فيس بوك، فسأكون مرحبًا بلقائك، استمر في البناء".
واستكمالا للحملة التضامنية، خرج "جوش أرنست" ليقول للإعلام إن "أحمد" سيشارك علماء ورواد فضاء في زيارة للبيت الأبيض من خلال دعوة من الرئيس الأمريكي له الشهر القادم، كما وجه موقع "جوجل"، الدعوة للطالب ليشارك في أحد معارضه المهمة، وأرسلت إليه شركة "ميكروسوفت" مجموعة من الهدايا القيمة؛ تعبيرًا عن تضامنهم معه..
"مريم ملاك ذكري".. مصرية أبًا عن جد، طالبة بمدرسة "صفط الخمار" بقرية صفط الشرقية، محافظة المنيا، طالبة متفوقة، حصلت على 96 بالمائة في الصف الأول الثانوي، وحصلت على 98 بالمائة في الصف الثاني الثانوي، وحصلت على "صفر" في الصف الثالث الثانوي، في مشهد غريب وغير معقول، وحينما اشتكت الطالبة المتفوقة، وطعنت في الأوراق المنسوبة إليها، خرج وزير التعليم بعد تقديم الشكوى بساعات ليقول: إنه تم التأكد من مشابهة خط مريم للخط الموجود في أوراق امتحاناتها، وإنه من المستحيل أن يتم تبديل أوراق الإجابة الخاصة بطالب بأوراق إجابة طالب آخر، كذلك من المستحيل التلاعب في أوراق الإجابة، وإنه سوف يتم اتخاذ إجراءات قانونية تجاه الطالبة للتشكيك بأمانة الكنترول والمصححين!!
رئيس الوزراء قابلها ولم يفعل أي شيء!!، رئيس الدولة لم يقل ولم يفعل!!، أشهر جريدة مصرية كتبت مانشيتا رئيسيا بصفحتها الأولى "مريم مريضة نفسيًا"!!
هذا هو الفرق بين تلك البقعتين من العالم في الشرق والغرب، هذا هو الفرق بين مجتمع يعرف قيمة العلم والعدل، وآخر لا يعرف قيمة لهذا ولا ذاك، هذا هو الفرق بين مجتمع ودولة انتفضت لطالب قضى خمس ساعات رهن التحقيق، وآخر يصمت على ظلم فتاة كانت تذاكر 15 ساعة يوميًا على مدى عام.. غدًا تلحق مريم بمن سبقوها، غدا تنجح في مكان خارج حدود الوطن يُقدر تفوقها، غدًا نترجى زيارتها لمصر لساعات لتجري عمليات دقيقة نادرة.. وسيظل السؤال، لماذا نفعل بمريم هكذا، وبأنفسنا؟
واستكمالا للحملة التضامنية، خرج "جوش أرنست" ليقول للإعلام إن "أحمد" سيشارك علماء ورواد فضاء في زيارة للبيت الأبيض من خلال دعوة من الرئيس الأمريكي له الشهر القادم، كما وجه موقع "جوجل"، الدعوة للطالب ليشارك في أحد معارضه المهمة، وأرسلت إليه شركة "ميكروسوفت" مجموعة من الهدايا القيمة؛ تعبيرًا عن تضامنهم معه..
"مريم ملاك ذكري".. مصرية أبًا عن جد، طالبة بمدرسة "صفط الخمار" بقرية صفط الشرقية، محافظة المنيا، طالبة متفوقة، حصلت على 96 بالمائة في الصف الأول الثانوي، وحصلت على 98 بالمائة في الصف الثاني الثانوي، وحصلت على "صفر" في الصف الثالث الثانوي، في مشهد غريب وغير معقول، وحينما اشتكت الطالبة المتفوقة، وطعنت في الأوراق المنسوبة إليها، خرج وزير التعليم بعد تقديم الشكوى بساعات ليقول: إنه تم التأكد من مشابهة خط مريم للخط الموجود في أوراق امتحاناتها، وإنه من المستحيل أن يتم تبديل أوراق الإجابة الخاصة بطالب بأوراق إجابة طالب آخر، كذلك من المستحيل التلاعب في أوراق الإجابة، وإنه سوف يتم اتخاذ إجراءات قانونية تجاه الطالبة للتشكيك بأمانة الكنترول والمصححين!!
رئيس الوزراء قابلها ولم يفعل أي شيء!!، رئيس الدولة لم يقل ولم يفعل!!، أشهر جريدة مصرية كتبت مانشيتا رئيسيا بصفحتها الأولى "مريم مريضة نفسيًا"!!
هذا هو الفرق بين تلك البقعتين من العالم في الشرق والغرب، هذا هو الفرق بين مجتمع يعرف قيمة العلم والعدل، وآخر لا يعرف قيمة لهذا ولا ذاك، هذا هو الفرق بين مجتمع ودولة انتفضت لطالب قضى خمس ساعات رهن التحقيق، وآخر يصمت على ظلم فتاة كانت تذاكر 15 ساعة يوميًا على مدى عام.. غدًا تلحق مريم بمن سبقوها، غدا تنجح في مكان خارج حدود الوطن يُقدر تفوقها، غدًا نترجى زيارتها لمصر لساعات لتجري عمليات دقيقة نادرة.. وسيظل السؤال، لماذا نفعل بمريم هكذا، وبأنفسنا؟