رئيس التحرير
عصام كامل

الفصل الأول من الحرب العالمية الثالثة!


لم يشهد جيلي ولا جيل أبي فصول الحرب العالمية الأولى من العام ١٩١٤ إلى العام ١٩١٨، ولم يشهد جيلي أنا الحرب العالمية الثانية التي اندلعت عام ١٩٣٩ وانتهت عام ١٩٤٥، لكن جيل والدي بالتأكيد عاصرها، أما جيلي من مواليد خمسين فما فوق، فقد شهد حروبا محلية وإقليمية، أبرزها وطنيا: حرب ستة وخمسين، وحرب اليمن، وهزيمة يونيو سبعة وستين، وحرب الاستنزاف، وحرب التحرير في الكويت، ثم حرب ميدان التحرير على الدولة المصرية ألفين وأحد عشر، فيما يعد أول سابقة خطيرة في تاريخ مصر الوطني، قام بها مخدوعون، قادهم متآمرون؛ لحرق وهدم مصر، وإسقاط الجيش، بدعوى العيش والكرامة!


على المستوى الإقليمي، شهد جيلي حرب العراق وإيران، لثمانية أعوام، ثم غزو العراق للكويت واحتلالها، ثم ضرب العراق وتركيعه، ضمن تحالف عربي دولي، ثم حرب تدمير العراق بدعوى كاذبة هي امتلاكه أسلحة دمار شامل، سبقتها دعوى أضل هي دور صدام في تفجيرات ١١ سبتمبر ٢٠٠١، في نيويورك وواشنطن، ونشهد الآن حروبا ناجمة عن الربيع العبري، في ليبيا وسوريا واليمن!

كل هذا كوم، ونذر اندلاع الحرب العالمية الثالثة كوم آخر هائل!

لقد نبهنا هنا مرتين متتاليتين، عما يجرى في سوريا من احتمالات صدام دولي، لم يلبث أن صار حقيقة جاثمة قاصمة في الدولة العربية المنكوبة سوريا، تتصارع على أرضها وتتنازعها جيوش و"فلوس" وسلاح ومخابرات خمس دول على الأقل، هي أمريكا وفرنسا وإيران وروسيا وتركيا وقطر.

جميعهم دخلوا بحجة الدفاع عن الشعب السوري وحمايته من رئيسه وآلته العسكرية، وتمكين المعارضة التي يصفونها بالمعتدلة من الحكم، وطرد بشار الأسد.

طرد بشار بالذات هو ما ترفضه روسيا وإيران، الحليفان الكبيران لدمشق، وطرد بشار هو ما تصر عليه أمريكا، رغم تراجع حدة الرفض الغربي قبيل أيام، فلما دخلت روسيا الحرب علنا، أسفرت الوجوه عن مكامنها!

حصل بوتين على تفويض من برلمانه بإرسال قوات جوية، وأبلغ أمريكا قبيل شن أول غارة، بأنه سيضرب قواعد لداعش، وبعد الغارات، وقع ما يلي:-

شكك الأمريكيون في جدوى الضربات الروسية.

تواترت التقارير العسكرية الغربية، عن أن هذه الضربات تمت ضد المعارضة السورية ولم تتم ضد داعش، وبالتالي فإن الهدف من العمليات الروسية هو دعم نظام الأسد، بتصفية قواعد المعارضة السورية العميلة!

ماذا إذن، ماذا إذن لو قامت الطائرات الأمريكية بضرب قوات الجيش العربي السوري؟!!.. ردا على ضرب الطيران الحربي الروسي للقوات العميلة التي تدربها أمريكا وتسلحها وتمولها قطر.

عندئذ، ستتغير مشاهد الصورة، وقد نرى الفصول والسطور الأولى من كتاب الحرب العالمية الثالثة، وبدء يوم القيامة البشري!

هل قرأتم وجه وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في المؤتمر الصحفي العاجل مع نظيره الأمريكي جون كيري، مساء الأربعاء؟.. الوجوه مكفهرة، وسحب سوداء تتجمع، والمطر النووي سيشمل كل سماوات وأراضي المنطقة.

وسلام للعملاء، سلام خاص لخدام الأمريكان!
الجريدة الرسمية