رئيس التحرير
عصام كامل

خطة الإخوان لإنقاذ أمريكا وإسرائيل في سوريا!


المشهد الأول:
نتذكر جميعا كيف كان خطباء الإخوان في كل مساجدهم يدعون على الرئيس الأسد بدعائهم الشهير "اللهم أهلك بشار ومن يدعم بشار".. كانت المسألة عند الإخوان تكليفا كبيرا ومهمة سياسية مقدسة، حتى أنهم لعبوا دورا مهما في إرسال الآلاف إلى هناك.

ورغم ذلك ظلوا يرددون بلا خجل، أنها ثورة شعبية وهم يعرفون جنسية المقاتلين هناك، ومن يمول سفرهم وإقامتهم وأسلحتهم وعبورهم إلى سوريا.. كان الأمل أيضا أن يصل الإخوان هناك إلى الحكم، بعد أن اعتبروها نزهة في وعود غير بريئة، فمن أرسلهم يدرك حجم الدمار والخراب المنتظر!

المشهد الثاني:
نعود للوراء قليلا.. كان أول رئيس للبرلمان العراقي بعد الاحتلال الأمريكي هو الإخواني حاجم الحسني، وكلنا نعرف دور الحزب الإسلامي العراقي - ممثل الإخوان هناك - في استقبال بول بريمر، والجيش الأمريكي الغازي في العراق الحبيب.. وعند الانتقال غربا ستجدون قوات فجر ليبيا - الإخوان أيضا - سببا رئيسيا ومباشرا في إسقاط ليبيا وما تعانيه اليوم!

المشهد الثالث:
نعود للوراء أكثر وأكثر.. كان جمال عبد الناصر يبني السد ويعادي أمريكا وإسرائيل، ويعيد للفقراء حقوقهم ويمنحهم فرص الحياة الكريمة بعد عشرات السنين من احتكار طبقة واحدة للثروة وللنفوذ.

وكان يبني مصنعا في كل مكان ومدرسة كل ثلاثة أيام، ووحدات مجمعة في القرى وقصورا للثقافة وكتبا ومسارح مجانا تقريبا، ويؤسس إذاعة القرآن الكريم ومنظمة المؤتمر الإسلامي، ويزدهر الأزهر ليتخرج الطبيب المسلم والمهندس المسلم، يمتلكون العلوم العصرية مع العلوم الشرعية، يذهبون إلى آفاق الأرض دعاة وعلماء في وقت واحد، ويعود أبناء الفقراء من البعثات أساتذة جامعة ورؤساء هيئات، ويتساوى الجميع في الوظائف العليا في الشرطة والحربية والقضاء والخارجية، بل يصبحون وزراء وغيرها وغيرها.. ومع ذلك ورغم عدم وجود أي حجة في معاداته، كانوا يحاربونه ويحاولون إسقاطه وإسقاط حكمه وهو أقرب للإسلام منهم ألف مرة!

المشهد الرابع:
لم يقترب الربيع العربي من أي دولة محيطة بإسرائيل إلا الدول الرافضة للوجود الإسرائيلي، والدول التي استمرت في مقاومة أي اعتراف بإسرائيل، ولعبت بشكل أو بآخر دورا في مقاومة العجرفة والهيمنة الأمريكية.. العراق وسوريا وليبيا.. ثم مصر لأنها رمانة ميزان المنطقة كلها وحصنها الرئيسي.

أما الدول الصديقة لأمريكا فلم يقترب منها أحد، إلا تونس كضربة بداية لإقناع العرب بجدية ما يحدث.. ولخلق للإخوان منطقة نفوذ - عربون - يتحركون منها وتفتح شهيتهم!

المشهد الخامس:
من الغد.. ستتابعون في إعلام الإخوان الإلكتروني على المواقع الاجتماعية وعلى فضائيات الإخوان وفضائيات الخليج، شائعات وقصص وحواديت تستهدف تشويه التدخل الروسي في سوريا الحبيبة، بداية من نشر فيديو للرئيس السادات يحذر من استدعاء روسيا لحماية العلويين في سوريا، دون أن يتوقف أحد أن ما قاله السادات لم يتحقق طوال أربعين عاما، وأن الاستدعاء الحالي لروسيا في سوريا يأتي بعد استمرار المؤامرة لخمس سنوات كاملة، صمد فيها الجيش السوري منفردا.

والفيديو ينتشر بكثافة، في محاولة لخلق بعد طائفي للموضوع.. ومن الفيديو القديم إلى كلام عن اتفاق أمريكي روسي لتوزيع الغنائم (كل ما يجرى تنسيق لعدم اشتباك القوات الأمريكية والروسية بطريق الخطأ)، ومنه إلى أن روسيا اتفقت مع إسرائيل على التدخل، ومنه إلى فظائع العمليات، وأنها ضد مدنيين، وأنها لا تطول داعش وإنما الجيش الحر الذي هو الإخوان المسلمون!

انتظروا صورا مركبة وفيديوهات مزورة وبانرات بعبارات كاذبة.. فقاوموها ولا تنشروها أو اشتبكوا مع من يروج لها!!

والخلاصة: انتظروا حربا إعلامية مكثفة.. فما تفعله روسيا كبير ومهم، أطاح بما تبقى من أحلام إخوانية، اعتقدوا أن أمريكا ستمنحها لهم إن استكملوا خدماتهم، بل أوقف أحلام أمريكا بالبقاء منفردة في الهيمنة على العالم!

لم يخدم أحد إسرائيل وأمريكا جماعة كما خدمهم الإخوان.. مصائب هذه الأمة وتمزيقها تم بأيدٍ إخوانية.. الفتنة هنا إخوانية.. بين المسلمين والمسيحيين وبين السنة والشيعة، ولكن "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"!!
الجريدة الرسمية