روسيا تحسم النزاع في سوريا.. موسكو تعلن تنفيذ ضربات جوية ضد معاقل «داعش».. «بوتين» يكشف سيناريو العمليات العسكرية.. يطالب بتوحيد الجهود لمكافحة الإرهاب.. و«البنتاجون» يخض

قبل مرور 24 ساعة على حديث الدبلوماسية في الأمم المتحدة، فرض الدب الروسي الأمر الواقع على الأرض في دمشق ودخل بكل ثقله العسكري بعد نفاد الحلول السياسية مع الإدارة الأمريكية المتعنتة تجاه الأزمة، وإصرارها على رحيل بشار الأسد وترك الدولة يحكمها المجهول.

بدء العمليات العسكرية
وأعلنت وزارة الدفاع الروسية اليوم الأربعاء، بدء عملية جوية في سوريا، بتوجيه ضربات نوعية لمواقع "داعش".

وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، أفادت وزارة الدفاع الأمريكية، بأن موسكو أبلغتها اليوم الأربعاء، ببدء غاراتها في إطار عملية القوات الجوية الروسية في سوريا.

وقال مصدر عسكري أمريكي في وقت سابق: "إن البنتاجون يقترح على روسيا بدء مباحثات عاجلة بشأن استخدام قواتها الجوية في سوريا للحيلولة دون وقوع نزاعات".

وأضاف مصدر في المكتب الإعلامي لحلف الناتو: "مجلس الناتو بدأ يتابع زيادة القوات المسلحة الروسية في سوريا وسيواصل هذا العمل".. وجاء ذلك تعليقا على قرار موسكو الخاص باستخدام القوات الجوية الروسية في سوريا تلبية لطلب من دمشق.

من جهة أخرى نقلت وكالة "رويترز" من مصدر أمريكي، أن القوات الجوية الروسية بدأت توجيه أول ضربات جوية استهدفت مواقع في محيط مدينة حمص السورية.

سيناريو التدخل العسكري
وكشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خطة التدخل العسكري الروسي في سوريا والتي بيّنها في 3 خطوات، لإنهاء الأزمة السورية والقضاء على "داعش"

وقال الرئيس الروسي: إن تنظيم "داعش" الإرهابي، أعلن روسيا عدوا له منذ فترة طويلة.

وأكد "بوتين" في اجتماع مع أعضاء الحكومة الروسية اليوم الأربعاء، أن آلاف المسلحين من مختلف الدول يقاتلون في صفوف الإرهابيين، قائلا: "إذا نجحوا في سوريا فإنهم سيعودون حتما إلى بلدانهم وسيأتون إلى روسيا".

وأكد الرئيس الروسي أن الطريق الصحيح الوحيد لمكافحة الإرهاب الدولي في سوريا، يتمثل في "القيام بخطوات وقائية وتصفية المسلحين والإرهابيين في المناطق التي سيطروا عليها دون أن ننتظر قدومهم إلى بيوتنا".

كما أكد "بوتين" أن القوات المسلحة الروسية في سوريا ستنفذ عمليات جوية فقط، قائلا: "نحن بالطبع لا ننوي أن نغرس رأسنا في النزاع السوري، وسننفذ خطواتنا في الأطر المحددة بدقة".. وقال: "أولا سندعم الجيش السوري فقط في كفاحه الشرعي للتنظيمات الإرهابية تحديدا".

وأضاف: "ثانيا سيكون هذا الدعم جويا فقط دون مشاركة في عمليات برية".. وتابع: "ثالثا، مثل هذا الدعم سيقتصر من ناحية الزمن على فترة قيام الجيش السوري بإجراء عمليات هجومية".

مركز العمليات في بغداد
وأفاد الرئيس الروسي بأن موسكو أبلغت جميع شركائها الدوليين عن خطتها وخطواتها في سوريا، داعيا كل الدول المعنية إلى الانضمام لإنشاء المركز التنسيقي في بغداد.

وقال "بوتين": إن روسيا كانت دائما تؤيد ولا تزال تؤيد مكافحة الإرهاب الدولي.. مؤكدا في ذات الوقت أن ذلك يجب أن يجري وفقا للقانون الدولي وفي إطار قرارات يتخذها مجلس الأمن في هذه الحالات أو بطلب من جهة تحتاج إلى المساعدات العسكرية.

وأكد أن خطوات "شركاء روسيا" في سوريا، لا تعتمد على تفويض دولي أو طلب من الحكومة الشرعية، إلا أن موسكو ترى أن توحيد جهود كل الدول المعنية بمكافحة الإرهاب الدولي، وتنفيذ هذا العمل على أساس ميثاق الأمم المتحدة، أمر ممكن ومجد.

وقال "بوتين": إن للأزمة السورية جذورا عميقة وأسبابا مختلفة، منها سياسية داخلية ودولية ودينية وطائفية، تفاقمت نتيجة التدخل الخارجي الصارخ في شئون المنطقة.