رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين يتحدى أوباما! «٢»


قبل شهور قليلة، كانت أمريكا تتبنى حملة مقاطعة غربية لروسيا، ولكنها اليوم تسعى لروسيا وتحاول أن تتفاهم معها حول الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط بصفة عامة وسوريا بصفة خاصة.. هذا التغير الدراماتيكي في السياسة الأمريكية، هو اعتراف بالأوضاع على الأرض في المنطقة.. فإن المشروع الأمريكي في منطقتنا هزم بعد ٣٠ يونيو، والروس اتخذوا خطوات عملية على الأرض فيها بدأت بنسج علاقات قوية مع مصر، وامتدت إلى التواجد العسكري في سوريا، والاستعداد لزيادة هذا التواجد إذا ما طلب ذلك الرئيس السوري الحالي.


هذه التغيرات هي التي فرضت على أوباما أن يتراجع وأن يعقد لقاءً مع الرئيس الروسي بعد مقاطعة دامت شهورا، بدعوى احتواء أي تطورات قد تدفع لحدوث حرب عالمية ثالثة، بعد أن عادت الحرب الباردة للظهور كما قال أوباما مؤخرا.. وهذه التغيرات هي ذاتها التي دفعت الرئيس الروسي بوتين، لأن يقف متحديا أوباما والغرب كله ومتهما أمريكا وحلفائها بأنهم هم الذين يرعون الإرهاب ويدعمون بعض تنظيماته ويرفضون المواجهة الشاملة له.. وبدلا من أن يتحدثوا عما يقدمونه من مساعدات للاجئين العرب، خاصة السوريين، عليهم منع تقويض كيانات دول هؤلاء المهاجرين حتى يعودوا إلى أوطانهم آمنين.

إذن.. تحدي بوتين لأوباما لم يكن مجرد كلام أجوف أو نوعا من التهور أو الكلام الذي لا قيمة له، وإنما هو تحدٍ حقيقي يدركه أوباما، وبالتأكيد يعمل له الآن ألف حساب، وهذا هو الذي دعاه للقول إن الحرب الباردة عادت.
الجريدة الرسمية