رئيس التحرير
عصام كامل

«النجم».. و«معلول» والتحيز


كان يوما حزينًا للكرة المصرية، وسيئًا لفريق الزمالك، حين تمكن فريق النجم الساحلي من اكتساحه بخمسة أهداف مقابل هدف واحد.

وشهد الاستوديو التحليلي للقناة الناقلة للمباراة، تحليلًا راقيًا من جانب محلل القناة هيثم فاروق، وتحليلا لم يخلُ من التحيز للمحلل والمدرب نبيل معلول.. هيثم فاروق قال من خلاله: إن فريق النجم الساحلي صال وجال وفاز عن تفوق واستحقاق، وانتقد أداء لاعبي الزمالك ومدربه، وعلق على الظلم الذي تعرض له الفريق من قبل حكم المباراة، حين تغاضى عن احتساب ضربة جزاء واضحة وصريحة، عندما عرقل لاعب النجم الساحلي لاعب الزمالك حازم إمام، وهي ضربة جزاء ظاهرة لمعلول وغيره.


هيثم فاروق أضاف أن الحكم ليس له عذر في ذلك؛ لأنه إن لم يكن قد رآها فهي مصيبة، وإن كان قد رآها وتغاضى عنها فالمصيبة أكبر؛ حيث كانت النتيجة وقت واقعة ضربة الجزاء الصحيحة هدفين لفريق النجم الساحلي مقابل هدف واحد للزمالك، وكان لاعب فريق الترجي التونسي المتسبب في ضربة الجزاء يمتلك إنذارا، واحتساب ضربة الجزاء تعني طرده، ليلعب فريق النجم الساحلي بعشرة لاعبين.

ورغم أن هيثم فاروق قال إن "البطل لا يشتكي"، وإن الزمالك كان عليه أن يسعى لتعديل النتيجة، حتى رغم عدم احتساب ضربة الجزاء، تغاضى نبيل معلول عن التعليق على سؤال هل أثر عدم احتساب ضربة الجزاء على نتيجة المباراة؟.. وقال إن فريق النجم الساحلي تفوق على الزمالك في كل شيء، وإن الزمالك لم يكن في أسوأ حالاته ولكن النجم فعل كل شيء في كرة القدم، ولكن نسى معلول أن يضيف أن ذلك تم بمساعدة الحكم أيضًا.

ورغم أن تحليل نبيل معلول لأي مباراة دائما ما يكون رائعًا، فإنه يجب أن يتوقف عن هذا التحيز عندما يتعلق الأمر بشيء ضد فريقه.

والسؤال الذي سأله هيثم فاروق ورفض معلول الإجابة عنه، هو ماذا لو حدث العكس؟.. ماذا لو كان الزمالك فائزًا بنتيجة هدفين لهدف، وتعرض مهاجم النجم الساحلي للعرقلة نفسها من قبل مدافع الزمالك الذي يمتلك إنذارًا، وكان يستحق الطرد؟.. الإجابة التي نعرفها عن نبيل معلول، هو أنه كان سيصب جم غضبه على التحكيم الأفريقي، وكان سيقول باللهجة التونسية: "إن فريق النجم تعرض لظلم تحكيمي كبير؛ لأنه لما تكون مهزوم بهدفين ويكون لك ضربة جزاء صحيحة، معناه أن الحكم يساهم في انهيار المعنويات بتاعتك، وأن الفريق كان ممكن يدخل برشا في المباراة"، هذا ما لم يقله معلول؛ لأنه محلل متحيز، ولأنه عندما يتحيز لا يميز بين كونه محللا لمباراة وبين كونه مشجعا تونسيا.

التعويض أمام النجم الساحلي في القاهرة ليس مستحيلًا، لكنه صعب مع فريق يستفز الفريق الخصم بالضرب والركل، ناهيك عن القدرة الفائقة على التمثيل واحتراف إضاعة الوقت، حتى أنه يجب أن يشكلوا مدرسة في فن إضاعة الوقت وضرب المنافس.

أعرف أن المدرب والمحلل نبيل معلول لن يرد على هذا الاتهام بالتحيز؛ لأنه غالبا ليس لديه الوقت؛ ولأنه لا يرى فيما قاله تحيزا، ولكن معلول يعرف أن الصمت في التحليل والتغاضي عن انتقاد الخطأ هو التحيز بعينه، فمعلول لن يستطيع أن يقول إن ضربة الجزاء غير صحيحة؛ لأن تحيزه وقتها سيكون غير مقبول.

المحلل الفني نبيل معلول يعرف كيف ينتقد التحكيم عندما تكون هناك ضربة جزاء لصالحه، حتى إن كانت نتيجة المباراة لصالحه، وهذا ما قاله نبيل معلول حين كان مدربًا لفريق الترجي، وتعادل مع الأهلي في القاهرة بنتيجة 1-1.

وقتها قال معلول: إن حكم المباراة حرم فريقه من ضربة جزاء صحيحة في الشوط الثاني، ولكنه لم يدخل في جدل وقتها حول مستوى التحكيم؛ لأن النتيجة كانت لصالحه؛ حيث أدت نتيجة المباراة لخروج الأهلي من بطولة دوري أبطال أفريقيا في 2011.

الفرق المصرية دائما ما تتعرض لظلم تحكيمي في تونس، ومباراة الأهلي والترجي التي سجل فيها لاعب الترجي هدفا بذراعه يكاد يخترق أبصار الجميع، لازالت عالقة بأذهان الجماهير، ليس هناك ذنب اقترفه فريق النجم الساحلي بعدم احتساب الحكم ضربة الجزاء للزمالك، فالنجم الساحلي لعب مباراة رائعة على المستوى التكتيكي والبدني والفني، وفعل كل شيء في كرة القدم وامتلك الحماسة ولعب من أول لحظة حتى آخر لحظة في المباراة، وأن لاعبي الزمالك عجزوا عن مجاراة لاعبي النجم الساحلي في كل شيء، ولو أن الحكم تغاضى عن ضربة جزاء صحيحة وعن طرد لاعب النجم الساحلي، وأن ضربة الجزاء أثرت على نتيجة المباراة؛ لأن الزمالك كان يمكنه أن يعدل النتيجة أو أن يحافظ عليها؛ لأن النجم سيلعب ناقصًا، وأنه من غير المسموح أن يكون التحكيم بتاعك في أفريقيا بهذا المستوى..

الكلام الأخير عن ضربة الجزاء وعن التحكيم لم يقله نبيل معلول ولا يعرف كيف يقوله؛ لأنه محلل متحيز.. مبروك لفريق النجم الساحلي فوزه المستحق، وحظ أفضل لفريق الزمالك، وللروح الرياضية للكابتن نبيل معلول.. والعزاء كل العزاء للموضوعية الرياضية.
الجريدة الرسمية