رئيس التحرير
عصام كامل

انقذوا بوتين!


هل يمكن أن تصمت المنظمات الصهيونية العالمية على سلوك الرئيس الروسي بوتين؟.. هل سيتركونه في حاله؟.. كيف يمكن أن تنتقم هذه المنظمات من بوتين وقد أفسد - حتى اللحظة - مخططاتها لتدمير المنطقة وتحويلها إلى مجرد دويلات وكانتونات صغيرة، تقع تحت هيمنة الدولة العبرية القوية والمستقرة؟

كيف يمكن أن يعاقبوه وسجلهم في الانتقام ممن يهددهم أو يفسد مؤامراتهم أو يتصدى لهم أو يكشفهم طويل طويل؟.. نتذكر كيف جرى كل ما جرى في الخليج ضد صدام حسين لمجرد تصريح واحد قال فيه "سنحرق نصف إسرائيل إن هاجمت العراق" فكان ما كان كله!

ونتذكر الرئيس النمساوي "كورت فالد هايم"، وهو سكرتير عام سابق للأمم المتحدة، وقد أُطيح من موقعه لمجرد اتهامات قديمة جدا من عشرات السنين تزعم اشتراكه في الجيش النازي!

القائمة طويلة من ناصر إلى شافيز، ومن عائلة غاندي بكاملها إلى دولة "تيتو" في يوغوسلافيا، التي مزقوها أيضا بكاملها.. سجل طويل في التآمر.. ينبغي أن يفكروا الآن في معاقبة بوتين، وهو يصر على تشكيل جديد للنظام العالمي.. فماذا يمكن أن نفعل؟

علما بأن روسيا ليست مغلقة بالمعنى الكلاسيكي القديم أيام الاتحاد السوفيتي؛ حيث تسلل المال اليهودي إلى الاقتصاد الروسي، وفرص العبث بالمستقبل الروسي ومستقبل رئيس روسيا كبير.. ونعيد السؤال: كيف يمكن أن نحمي الرئيس بوتين وجزء من مهامه الآن إعادة التوازن الدولي؟.. قد لا يكون يعيده من أجل عيون العرب، لكن العرب وكل المضطهدين في العالم أول المستفيدين!

المنطق يقول أن تذهب الأموال العربية أو على الأقل جزء كبير منها إلى روسيا، صفقات وتعاقدات ومشاريع، وهذا للأسف لا تفعله إلا بعض الدول منها مصر، وباقي الدول الغنية لا ترحب للأسف بعودة روسيا!

لا يتبقى إلا الاعتماد على وعي الجماهير.. والوعي سيدفع فعلا إلى دعم بوتين وروسيا شعبيًا.. تظاهرات تأييد وتشجيع وشكر، نندهش أنها لم تحدث حتى الآن.. زيارات شعبية حزبية ورمزية إلى السفارات الروسية.. إنعاش حركة جمعيات الصداقة المصرية الروسية.. أن نرى المسئولين الروس في الإعلام العربي، لقاءات وحوارات وتغطيات، بحيث يشعر المواطن الروسي نفسه قبل بوتين، بأن العالم مهيأ لاستقبال الدور الروسي، وأن ما يفعله رئيسهم يلقى كل الدعم، وهو عين الصواب..

صحيح العواطف لا تحسم المواقف السياسية، ولكنها قطعا تلعب دورا مهما، وإلا ما كانت أزمة المهجرين والنازحين أثرت بشكل كبير في الرأي العام العالمي.. ويبقى الأمر مطروحا لمزيد من الآراء تحت عنوان واحد ووحيد وهو: كيف نحمي بوتين؟.. وكيف نشجعه؟.. وكيف ندفعه إلى مزيد من الحركة تجاهنا وتجاه النظام العالمي الجديد، وبشكل مبكر يمنع التآمر المحتمل والمحتمل جدا على الزعيم الكبير؟!
الجريدة الرسمية