رئيس التحرير
عصام كامل

احترس.. «المضاد الحيوي» فيه سم قاتل.. دراسة تكشف أضرار التناول العشوائي لـ«الأنتي بيوتيك».. يدمرالجهاز المناعي للأطفال ويهدد خلايا الكبد والكلى.. و«الصحة» مطالبة بتوعية ا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


انتشر استخدام المضادات الحيوية في بلادنا بشكل كبير في الفترة الأخيرة، سواء تم ذلك من قبل بعض الأطباء أو من قبل بعض الصيادلة وأحيانًا من قبل المريض نفسه.


أجرى الفريق البحثى المكون من الدكتور شهاب العنزي والدكتورة هالة محمود قورة بقسم طب الأطفال بشعبة البحوث الطبيه بالمركز القومي للبحوث دراسة حول أضرار تعاطي وتناول الأدوية عشوئيا، وخطورة ذلك على جهاز المناعة.

وأكدت الدراسة أن تعاطي الأدوية عشوائيا يؤدي إلى ظاهرة خطيرة جدًا تعرف باسم المقاومة على المضادات الحيوية، والتي تؤدي إلى مشاكل كبيرة على المدى الطويل كما أنها تهدد خلايا الكلى والكبد ونخاع العظام؛ مما يؤدي ٳلى عدم قدرة جهاز المناعة على محاربة الميكروبات وتعطي مناعة للجراثيم.

الجراثيم المفيدة

وأوضحت الدراسة أن تناول الأدوية عشوائيا يقتل الجراثيم المفيدة للجسم، ويترك الجراثيم الضارة، وتكمن الخطورة في تعاطي الحامل أو الطفل لهذه الأدوية، والمضادات الحيوية (أو الأنتي بيوتيك) هي مجموعة من الأدوية مضادة للأحياء الدقيقة أو الميكروبات.

وأوضحت الدراسة أن المضادات الحيوية تلعب دورًا مهما في علاج الأمراض، فهى وهي سلاح ذو حدين، فإن استخدمت الاستخدام الأمثل بإتباع إرشادات الطبيب كان لها أثر إيجابي وفعال، وإن استخدمت بطريقة عشوائية وأسيء استعمالها فإنها تؤدي إلى أضرار بالغة قد تودي بحياة المريض.

وأشارت الدراسة أن أكثر الحالات التي يتم استعمال المضادات الحيوية فيها بشكل عشوائي هي التهاب الأعضاء التنفسية العلوية (مثل الإنفلونزا والزكام) ونظرًا لشيوع هذه الحالة المرضية بشكل كبير، فإن الناس كثيرًا ما يلجئون لتناول المضادات الحيوية بشكل تلقائي دون استشارة الطبيب.

فمعظم حالات التهاب الطرق التنفسية العلوية تحدث بسبب الإصابة الفيروسية، وأن معظم هذه الحالات لا تحتاج إلى المعالجة بالمضادات الحيوية، والتي سيكون إعطاؤها عديم الفائدة في هذه الحالة.

دراسة بالسعودية

وأجرى فريق بحثي دراسة ميدانية في مستشفى عرعر المركزى بمنطقة الحدود الشمالية في المملكة العربية السعودية لحصر نسبة استخدام المضادات الحيوية للأطفال من سن سنه إلى عشر سنوات، وكان عدد الأطفال المترددين على المستشفى في هذه الفترة 576 طفلا، وقد تم وصف مضادات حيوية من قبل الطبيب في العيادة الخارجية لـ 226 طفل (39.2%) من هؤلاء الأطفال، وهى تعتبر نسبة كبيرة، كما ذكرت الأبحاث العالمية في هذا المجال، كما وجد أيضا أن نحو 40% منهم يعانون من التهاب الجهاز التنفسى العلوى مثل الزكام والإنفلونزا والتي لا تحتاج إلى مضاد حيوى وكانت هذه النتيجة ذات دلالة إحصائية قوية.

كما وجد أن مجموعة البنسيلين تحتل المركز الأول بين المجموعات الأخرى للمضادات الحيوية؛ وذلك لأنها متوفرة بالصيدليات وأسعارها في متناول الجميع.
 
ومن نتائج هذه الدراسة أيضًا أن الأطفال من خمس سنوات فأعلى (52%) كانوا هم الأكثر تعرضا لالتهابات الجهاز التنفسى العلوى من الأطفال دون سن الخامسة وذلك لخروجهم إلى المدرسة وتعرضهم أكثر للعدوى.

ومع ذلك فقد تم استعمال المضادات الحيوية بشكل عشوائى للأطفال أقل من خمس سنوات (48.7%)؛ مما يؤثر سلبًا على جهازهم المناعى في المستقبل بالإضافة لمقاومة الميكروب للمضاد الحيوى حتى إذا استخدمه وقت الحاجة لا يؤثر فيه بالجرعات العادية ولكن يحتاج لجرعات أكبر أو مضادات حيوية أقوى.

مطالبة بتوعية الحكومة والصحة

وقد خرجت الدراسة بتوصية هامة جدا، وهى ضرورة بذل الجهد من قبل الحكومة ووزارة الصحة في تقديم التوعية اللازمة للأطباء وخاصة أطباء الأطفال وأيضا المرضى عن طريق الندوات وورش العمل والدورات التدريبية؛ لمعرفة الطرق الصحيحة لاستخدام المضادات الحيوية وتفادى استخدامها للالتهابات الفيروسية وذلك للحفاظ على صحة المريض وتفاديًا لظهور المقاومة على المضادات الحيوية حتى تستطيع هذه الأدوية أن تؤتى تأثيرها وفعاليتها كما ينبغى.
الجريدة الرسمية