رئيس التحرير
عصام كامل

الإعلامي يوسف الحسيني: الرئيس بيحبنى لأنى صادق وأمين.. وأنا أجرأ مذيع في مصر

فيتو

  • المشهد الإعلامي فوضوي ومليء بالتجاوزات والدخلاء 
  • عمرو أديب وإبراهيم عيسى وأنا أكثر المذيعين شهرة بلا غرور
  • ألبرت شفيق علامة فارقة في حياتي
  • ساويرس لا يتدخل في عملي.. وعلاقتي بـ "أون تي في" أبدية
  • عمري ما كنت "كومبارس" ليسري فودة أو ريم ماجد
  • علاقتي بأحمد موسى طيبة "بره الاستوديو"
  • سقف الحرية بعد 30 يونيو لم ينخفض.. و"أتحدى أي حد يقول كده"
  • يسري فودة عاد لمغامراته وريم لديها مشروع مع قناة أخرى
  • المجتهد عصام الأمير بدأ يفطن لحاجة ماسبيرو لإعادة الهيكلة 
معروف عنه أنه في حالة اشتباك دائم مع السلطة، لا يفضل البقاء في المنطقة الدافئة، يؤمن تماما بأن الإعلامي يجب أن يكون في منطقة وسط بين السلطة والمعارضة، لا يقترب أكثر فيحترق، ولا يبتعد أكثر فيتجمد.

الإعلامي يوسف الحسيني.. ارتفعت أسهمه في دنيا الإعلام خلال فترة وجيزة، ليغرد دائمًا بصوت مسموع... لم يكن يومًا واحدًا من هؤلاء الإعلاميين الذين يقفون في صف السلطة – أي سلطة، لكنه يطعن جسدها الفاسد، رغبة منه في علاجها وليس تشويهها.
"الحسينى" كان أحد أصوات الثورة ضد نظامي مبارك ومرسي، اندفع إلى ميدان التحرير في صقيع يناير والتحم بالشباب في وجه الشتاء العنيف، ووقف بجانب ثورتهم المجيدة في الوقت الذي لوثتهم فيه عناوين الصحف والفضائيات الخائنة.
وعن تفاصيل سنواته داخل ماسبيرو، وكواليس انتقاله لفضائية "أون تى في"، وعلاقته بعدد من رموز الإعلام المصرى كان الحوار التالى:


*بداية.. كيف كانت الانطلاقة الأولى ليوسف الحسيني في الإعلام؟
انطلاقتي الأولى كانت عبر االفضائية المصرية، حين اكتشفتني الإعلامية الكبيرة سناء منصور، وأدركت أنني موهبة إذاعية تستحق الظهور للنور، فقررت وقتها التخلي عن عملي بإحدى شركات الاتصالات، والتحقت بالتليفزيون المصري لأبدأ رحلتي عبر عدة برامج استمرت تسع سنوات، بعدها كان الحدث المفصلي في حياتي، حينما التحقت بإذاعة "نجوم إف إم"، مع الرعيل الأول من مؤسسيها، أكرم حسني، وإيهاب صالح، وغيرهما.

*من واقع عملك في التليفزيون لتسع سنوات.. كيف تنظر إلى واقع هذا الصرح الإعلامي الكبير، وما آلت إليه الأمور داخله في وقتنا الحالى؟
التليفزيون المصري بحاجة ماسة إلى إعادة هيكلته من جديد، وأظن أن الطاقم الإعلامي، الذي يحكم ماسبيرو الآن بقيادة المجتهد عصام الأمير بدأ يفطن لهذا الأمر، وتقع على عاتقهم مهمة إعادة ماسبيرو إلى مكانته الطبيعية للدخول في دائرة المنافسة من جديد مع القنوات الفضائية الخاصة التي يهاجر إليها معظم أبناء التليفزيون إما بسب ضعف الأجر المادي، أو بسبب قلة الإمكانيات، لكني على أية حال متفائل بـ"عصام الأمير "في إعادة هذا الصرح العملاق إلى سيرته الأولى.

*من "ماسبيرو" إلى "أون تى في".. حدثنا عن تفاصيل تلك الرحلة؟
"أون تي في" كانت المحطة الحلم بالنسبة لي، لأنها قناة ليبرالية تنطق في مختلف الاتجاهات، وكانت المحطة الوحيدة التي ساندت ثورة الشباب في يناير، وكنت واحدا من هؤلاء الشباب، في حين كان الإعلامي المصري بشقيه الرسمي والخاص وقتها ينفث سمومه في وجه هذه الثورة البيضاء.
التحقت بها في 2011 وكانت تضم وقتها عددا من الأسماء اللامعة، يسري فودة، وريم ماجد، وكانت تخضع لإدارة ألبرت شفيق، الذي رشحني لتقديم عدة برامج سياسية بها، وكانت هذه قفزة هائلة في مسيرتي الإعلامية، لأن "أون تي في" قناة مرئية وجماهيرية

*ماذا يمثل ألبرت شفيق بالنسبة ليوسف الحسيني؟
ألبرت هو الصديق والمعلم والأخ الأكبر لي، الصحفي والمدير والإنسان، أنا مدين له بكل حاجة حلوة حصلت لي في سنواتي الخمس الأخيرة، ويظل رحيله خسارة فادحة لأون تي في، وسيمر وقت طويل قبل سد الفراغ الذي خلفه.

*ما قراءتك للمشهد الإعلامي حاليًا في مصر؟
المشهد الإعلامي فوضوي ومليء بالتجاوزات، وهناك دخلاء على هذا المشهد، ساهموا كثيرًا في تلوث المناخ الإعلامي في مصر، لكن سيأتي الوقت الذي سينسحبون فيه حتمًا، لأنهم ليس لديهم ما يقدمونه، هناك أسماء ليس لها علاقة بالمجال، في وقت انسحب فيه أبناء الكار الأصليون، ليتركوا مقاعدهم شاغرة لهذه الوجوه، لكننى مؤمن بأنها ستنقرض قريبًا، لأنه كما قلت لك، سيأتي وقت لن تجد فيه ما تقدمه.

*في الآونة الأخيرة انسحب عدد من الأسماء الإعلامية اللامعة بعيدًا عن الأضواء لعل أبرزهم يسري فودة وريم ماجد وباسم يوسف.. بماذا تفسر اختفاء هذه الأسماء عن الساحة الآن؟
في الحقيقة "مقدرش أحدد".. ربما لديهم وجهة نظر أخرى بنوا على أساسها هذا الموقف، لكن يبقي المشهد الإعلامي في حاجة إلى هؤلاء، باسم يوسف قرر الهجرة وفضل البحث عن نجاح آخر في الخارج، ويسري فودة عاد لمغامراته في عالم الصحافة الاستقصائية، وريم لديها مشروع مستقبلي مع قناة أخرى.

*لكن البعض أرجع رحيلهم من برامجهم لانخفاض سقف الحرية بعد 30 يونيو.. إلى أي مدى تتفق وهذا الرأى؟
لا على الإطلاق" الكلام ده مش صحيح، وأتحدي أي حد يقول كده" أريد دليل واحد يؤيد هذا الرأي، هناك مساحة كبري للحرية، وأنا وزميلي إبراهيم عيسى مثلًا انتقدنا أداء الحكومة بشدة، وانتقدنا أداء الرئيس السيسي في عدة ملفات، وليست هناك تدخلات أو إملاءات من أحد، وأنا بالذات لا يجرؤ أحد أن يملي على رأي بعينه أو جهة نظر بعينها.

*ماذا عن علاقتك بكل يسري فودة ؟
علاقة عادية جدًا، أنا وزميلي يسري لم نعتد التواصل كثيرًا، حتى أيام أن كان يجمعنا مكان واحد، ومحطة واحدة، لكن إذا تصادف الأمر وتقابلنا، فإننا نسلم على بعض عادي، لكن في النهاية تربطنا علاقة زمالة ىقوية بحكم الانتماء لمهنة واحدة.

*هناك من يقول إن يوسف الحسيني سعد كثيرًا برحيل يسري وريم لأنه ظل يؤدى دور الكومبارس في " أون تي في" طوال فترة تواجدهما بالقناة.. تعقيبك؟
عمري ما كنت "كومبارس" لحد، لكل منا مدرسته الخاصة وأداؤه المختلف والحمد لله أنا في وجود يسري وريم كان برنامجي يذاع في وقت الذروة وفي أفضل توقيتات برامج " التوك شو"، حيث كان يذاع في تمام الساعة الحادية عشرة مساءً، على "أون تي في لايف"، في نفس التوقيت الذي كان يذاع فيه برنامج يسري، والحمد لله كان ضمن قائمة البرامج الأعلى مشاهدة في مصر.

*علاقة يوسف الحسيني بالمهندس نجيب ساويرس؟
نجيب شخص مهذب ورائع جدًا في تعامله مع موظفيه، وعمره ما قال على حد إنه ده شغال عندي أيا كان السلم الوظيفي لهذا الحد، وإنما دايمًا بيقول ده شغال معايا، أنا أعمل في محطة يمتلكها نجيب، وهو لا يتدخل مطلقًا في عمل أحد أو توجيه دفة أحد في اتجاه معين.

*كيف تنظر إلى علاقة الإعلامي بالسلطة؟
السلطة في النهاية جزء من الوطن، خاصة إذا كنا نعيش ظرفًا استثنائيا الآن، في ظل الحرب المفتوحة على الإرهاب الذي يقوده الإخوان، وأنا معروف أنني في حالة اشتباك دائم مع السلطة، ولاأفضل البقاء في المنطقة الدافئة، لكني على أية حال أؤمن أن الموقف الصحيح أن يبقي الإعلامي في منطقة وسط بين السلطة والمعارضة، لا يقترب أكثر فيحترق، ولا يبتعد أكثر فيتجمد.

*لماذا دائما تكون في اشتباك دائم مع السلطة لدرجة دفعت البعض لوصفك بـ" جزار المسئولين الذي لا يرحم"؟
بطبعي مبعرفش أطبل لحد، أيًا كان حجمه، وأيا كانت مكانته، وده نابع من إيماني المطلق بالحقيقة، والبحث عنها ولا أخشي في الحق لومة لائم، لكن عمايلهم السودة اللي بتستدعيني للهجوم عليهم.

*ما طبيعة العلاقة بينك وبين نظام الرئيس السيسي الآن؟
كما قلت سابقًا علاقة طبيعية جدًا، أشيد به في الأمور الذي يستحق فيها الإشادة، وانتقده في الأمور التي يستحق فيها الانتقاد.

*كثيرون لاحظوا أن الرئيس السيسي يحب يوسف الحسيني من خلال مواقف عدة، حتى أنه عرض عليك منصب محافظ الإسماعيلية.. ما السر؟
الرئيس السيسي شخص محترم جدًا، ولديه حس وطني يجعله يميز الصادق من الكاذب، وبالتالي الرجل ربما لاحظ في أدائي نوعًا من الصدق وأمانة الكلمة، بالمقابل أحسست بأن هذا الرجل همه الأكبر مصلحة هذا البلد، وكلي ثقة بأنه سيعبر بمصر إلى شاطئ الاستقرار.

*هل اتصل بك الرئيس السيسي يومًا؟
لا على الإطلاق، الرئيس السيسي لديه ما هو أهم من يوسف الحسيني بالتأكيد.

*هناك اتهامات توجه حاليًا للإعلام المصري بأنه ينطق في اتجاه واحد ويصفق على طول الخط للنظام.. ما رأيك؟
غير صحيح على الإطلاق، وسبق أن قلت لك إن هناك أصوات معارضة، وفي" أون تي في" بالتحديد، من أمثال الإعلامي والزميل إبراهيم عيسى، والعبد لله مثلًا، بالإضافة لأصوات أخرى في بعض القنوات، صحيح أنها قليلة، لكنها مؤثرة ونافذة في الرأي العام المصري.

*علاقة يوسف الحسيني بالإعلامي أحمد موسى؟
علاقتي بالزميل أحمد موسى طيبة للغاية، وهو زميل صحفي، ولمن لا يعرف أحمد موسى، شخص مهذب جدًا وهادئ خارج الاستوديو، هدوء يصل إلى درجة الخجل، وصاحب سلوك حضاري في تعامله مع الآخرين، لكن لكل منا هفواته وأخطاؤه على الهواء، وجل من لا يخطئ، وخير الخطائين التوابون.

*هل تهتم كثيرا بمسألة الترتيب والاستفتاءات التي تجريها بعض الاستطلاعات حول شعبية الإعلاميين؟
لا أؤمن كثيرًا بهذه المسألة، إلا إذا كانت مبنية على أساس سليم، واستطلاعات واقعية، لكن أقول لك، عمرو أديب، إبراهيم عيسى، يوسف الحسيني هذا هو سلم الترتيب الصحيح بلا أي غرور.


*هل تتفق مع من يقول إن يوسف الحسيني أجرأ مذيع في مصر؟
بالفعل... أنا أجرأ مذيع في مصر، والحمد لله تاريخي يشهد بذلك، والكل يتذكر موقفي من نظامي "مبارك" و"مرسي"، وموقفي من المجلس العسكري، إبان الفترة الانتقالية التي تولى فيها مقاليد الحكم، وواقعة حلق شاربي على فتاة التحرير "ست البنات"، فأنا لا أعرف المهادنة ودائمأ أنحاز إلى الحقيقة، " ومبعديش حاجة لحد أيًا كان هذا الحد"، ودائمًا أقف على يسار السلطة.

الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لــ "فيتو"
الجريدة الرسمية