رئيس التحرير
عصام كامل

كيف تصبح مسئولا ناجحا؟


تعاني مصر منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، من صعوبة اختيار الشخصيات القيادية التي تصلح لتولي المناصب رفيعة المستوى بالحكومة كالوزراء والمسئولين وكبار رجال الدولة، ما تسبب في الاستعانة ببعض الشخصيات التي لا تتمتع بالقوة والحزم والقدرة على اتخاذ القرار، وليست لها دراية كافية بأساليب الإدارة الناجحة.


7 حكومات تعاقبت على مصر منذ الإطاحة بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، وتعيين الفريق أحمد شفيق رئيسا للوزراء خلفا لـ«أحمد نظيف» وحتى تعيين المهندس شريف إسماعيل رئيسا للحكومة الجديدة، عقب استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب، وطريقة الاختيار واحدة، تعتمد على السرعة في انتقاء الشخصيات وعدم الأخذ بتقارير الأجهزة الرقابية حول المرشحين.

الفشل في الاختيار أورثنا وزيرا فاسدا، ألقت الأجهزة الرقابية القبض عليه بتهمة الفساد، وهو الدكتور صلاح هلال وزير الزراعة السابق، ووزراء تسببت تصريحاتهم غير المدروسة في هياج الشارع المصري ضدهم، ومنهم المستشار محفوظ صابر وزير العدل السابق، الذي قال في تصريحه «ابن عامل النظافة لن يصبح قاضيا»، وتصريح سابق لسعد الجيوشي - وزير النقل الحالي - يقول فيه إن إصلاح الطرق سيزيد من الحوادث!

التصريحات المستفزة كثيرة، وتدل على ضعف الجهاز الإداري للدولة، فكان يجب على المسئول أن يعي ما يقول ولا يغفل ردود أفعال الناس، ويبتعد عن الغطرسة والتعالي بدلا من أن يقوم محافظ الجيزة الدكتور خالد زكريا العادلي بإهانة طبيب كرداسة قائلا له «شيل أيدك من جيبك وأنت بتكلمني»، ما تسبب في أزمة بين المحافظ ووزارة الصحة ونقابة الأطباء، وتصريح آخر له ردا على أزمة انقطاع المياه «هو أنا سباك».

الإدارة الناجحة هي علم ومهارة وفن، وتمثل شخصية المدير حجر الزاوية في تقدم المنشآت، والنشاط الإداري لا يهتم فقط بالمشاكل الحاضرة، بل يمتد إلى فترات مستقبلية تحتاج إلى التنبؤ كأساس لاتخاذ القرارات واختيار أساليب العمل، آخذين في الاعتبار الخبرة الماضية.

ومن مواصفات المدير الفعال، أن يكون محفزا للتشجيع على الابتكار، وأن يعتمد على الآخرين ويشارك العاملون معه في التخطيط للمستقبل والعمل بروح الفريق الواحد، والاهتمام بعنصر الزمن؛ لإنجاز التكليفات والمهام المطلوبة في مواعيدها المحددة.

المدير الفعال يعالج الصراعات بالمواجهة، ويبحث عن الأفكار الجديدة، ومن صفاته أن يكون عنيدا وقاسيا عند الضرورة، وطيبا متساهلا عند الضرورة، ويرى المدير الفعال أن الرقابة هي رقابة ذاتية، وأن الخطأ نتيجة سوء الفهم لا بد من معرفة سببه، فالرقابة ليست لمعاقبة المخطئ، ولكن لا بد من معرفة سبب الخطأ وعلاجه.

هذه الصفات هي الأحرى أن تكون معيارا أساسيا لاختيار الشخصيات المناسبة، لكن ما يحدث الآن لا يمت بصلة لمعايير سليمة، فكثير من الوزراء والمحافظين تم اختيارهم بطريقة عشوائية غير مدروسة، وكانت النتيجة تغيير الحكومة تلو الأخرى دون تحقيق تقدم ملموس في الشارع المصري.

علينا أن نتبع الأساليب العلمية الصحيحة في اختيار المسئولين، وفي الرقابة على أدائهم؛ للوصول إلى نتيجة أفضل؛ حتى يشعر الشارع بالتحسن وأن القادم أفضل.
الجريدة الرسمية