رئيس التحرير
عصام كامل

بالصور.. «فيكتوريا كولدج.. مدرسة الملوك والمشاهير».. الملك حسين وعمر الشريف وأحمد رمزي أبرز الخريجين.. أسسها الحاكم البريطاني في 1902 لمحو التعليم الفرنسي من مصر.. وملك الأردن طلب شراءها و&#

فيتو

آمال جديدة وأمنيات مختلفة تخطر على أذهاننا عند قدوم كل عام دراسي، وما بين ذكريات الطفولة وأحلام الشباب ومسئوليات ما بعد التخرج، يبقى للمدرسة الأثر الأكبر في تحديد مصير كل شخص فينا.

وتاريخ العملية التعليمية بمصر مليء بالعديد من العلامات البارزة لمدارس كان لها بالغ الأثر في تاريخ التعليم والمتعلمين، ومن أبرز هذه العلامات مدرسة فيكتوريا كوليدج بمحافظة الإسكندرية والتي تأسست عام 1902 بقرار من الحاكم البريطاني لمصر آنذاك «ايفريل بارينج».

واعترض وقتها اللورد كرومر، أول معتمد بريطاني في مصر، على إنشائها في بداية الأمر، إلا أنه تراجع عن موقفه بعدما أدرك أن المدرسة الجديدة تتوافق مع سياسته التي ترتكز على محو التعليم الفرنسي من مصر.

فيكتوريا كولدج

ومنذ إنشائها أخذت المدرسة بعين الاعتبار مستوى التعليم المتميز المتبع في الإمبراطورية البريطانية، كما أصرت على عدم الأخذ بأي نشاطات دينية بها سواء من جانب تعليم الدين الإسلامي أو الكنسي، حيث تم إنشاؤها في البداية في الأزاريطة بالشاطبي، وجلب لها أمهر المدرسين من خريجي كامبريدج وأكسفورد، ثم انتقالها إلى السيوف على مساحة 18 فدانًا. 

وتتميز تلك المدرسة العريقة بمساحتها الواسعة، فيوجد بها ملعبان قانونيان لكرة القدم والعديد من ملاعب الكرة الطائرة وكرة السلة وكرة اليد وحمام سباحة، حيث درس بها طلاب من 55 جنسية، وتشير الروايات إلى أن بريطانيا استغلتها لكي تكون قلعة للتجسس على الشرق الأوسط، وأفريقيا، والعائلات الحاكمة فيهما. 

كلية الملوك والمشاهير

وفي كتابها «كلية فيكتوريا صناعة الملوك والأمراء والمشاهير»، قالت الكاتبة داليا عاصم: إن المصريين كانوا ينظرون إلى المدرسة باعتبارها مكانًا مهيبًا مخصصًا لأبناء الملوك، والأمراء، فهي التي درس بها الأمير عبد الإله ولي عهد العراق، الأمير فيصل آل سعود، الشيخ كمال أدهم مؤسس المخابرات السعودية، عائلة عبد اللطيف الجميل، عائلة بن لادن، عائلات الشبكشي والشربتلي والشوربجي، أبناء الملك السنوسي من ليبيا، عائلات المهدي، والميرغني من السودان، عائلات غندور، ورياض الصلح من لبنان، جلالة الملك حسين من الأردن، والأميران زيد بن شاكر ورعد بن زايد.. بالإضافة إلى كبار الفنانين أمثال عمر الشريف، أحمد رمزي، يوسف شاهين، توفيق صالح، شادي عبد السلام، سمير صبري وغيرهم الكثيرون. 

وساطة الملك فاروق

وقد ارتبط الكثير من المشاهير بقصص ما زالت تروى عن فيكتوريا كولدج، كان أبرزها أن مديرها مستر «رالف رييد» رفض بكل حزم وساطة الملك فاروق لـ«طارق» نجل حسنين باشا رئيس الديوان الملكي، لكي يعود للدراسة مرة أخرى، بعد فصله، بسبب سوء تصرفه، ومخالفته قواعد الكلية. 

عقاب ملك الأردن

أما العاهل الأردني الملك عبد الله بن الحسين، فكان له العديد من القصص الإنسانية مع المدرسة، منها أنه تعرض للعقاب بسبب مخالفة قوانين الكلية بالتحدث باللغة العربية في فناء المدرسة، حيث طلب المدير من قائد الفصل وهو يوناني سكندري، أن يعاقبه، وبالفعل نفذ الملك الصغير العقاب، وقام بجمع الأوراق المتطايرة في فناء المدرسة، وتنظيفه منها تمامًا، ولم يبد الملك اعتراضًا أو ضيقًا بل نفذ الأمر، كما طلب منه. 

عرض الشراء

ومن شدة حبه للمدرسة قام ملك الأردن بزيارة خاصة للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، في قصر رأس التين الملكي بالإسكندرية، مع وفد ملكي أردني من خريجيها أيضًا، طالبًا منه شراءها من الحكومة المصرية لكي يعتني بها، لكن مبارك رفض طلبه، فكان رد فعل الملك حسين أن قرر تأسيس كلية موازية، هي «توءم فيكتوريا كوليدج الإسكندرية» في بلدة تلاع العلي بالأردن، بالقوانين والزي المدرسي نفسيهما، وكان يدعي إليها جميع زملائه في الدراسة من الإسكندرية، لإحياء ذكريات أيام الدراسة.
الجريدة الرسمية