رئيس التحرير
عصام كامل

بوتين قادر على تغيير مسار سوريا.. يقود مبادرة دولية لإنهاء الصراع السوري.. حنكة الرئيس الروسي تجبر قادة العالم على سماعه في الأمم المتحدة.. كاميرون وهولاند يعلنان قبولهما بالأسد في المرحلة الانتقالية

الرئيس الروسي فلاديمير
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين

يبدو أن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين قادر على تغيير مسار سوريا وحشد العالم على محاربة تنظيم داعش وبقاء الرئيس السوري، بشار الأسد في المرحلة الانتقالية التي ستمر بها سوريا كخطوات أولى لإنهاء الصراع الذي أودي بحياة أكثر من 250 ألف شخص على مدى أكثر من 4 سنوات من الحرب التي مزقت البلاد ودفعت اللاجئين إلى أوربا.


مبادرة دولية

ويقود بوتين زمام المبادرة في الجهود الدولية لإنهاء الصراع السوري، في حين سارعت واشنطن إلى وضع إستراتيجية جديدة للبلد التي دمرتها الحرب، وأرسلت فرنسا طائرات حربية لقصف أهداف لتنظيم داعش.

دعم عسكري للأسد

وقد أرسل بوتين دبابات وطائرات حربية إلى قاعدة عسكرية روسية في سوريا، وهي محاولة لخلق إطار لحل النزاع السوري، ورحب بوتين بالعمل المشترك ضد الإرهابيين، وأعلن مسئولون في بغداد أن مسئولين عسكريين روسا عملوا مع نظرائهم من إيران وسوريا والعراق للتعاون في مجال الاستخبارات والأمن لمواجهة "داعش" الذي استحوذ على مناطق واسعة في كل من سوريا والعراق، واعتبرت هذه الخطوة مزيدا من النفوذ لروسيا في الشرق الأوسط.

الحنكة السياسية

وبفضل الحنكة السياسية لبوتين سيستمع الجميع لكلمته في الأمم المتحدة لأنه استطاع التعامل بذكاء مع الوضع في سوريا، حيث أدى الحشد العسكري الروسي في سوريا لدعم نظام الأسد إلى تعزيز الحاجة الملحة لإيجاد حل دبلوماسي للنزاع، فضلًا عن تكثيف القادة الأوربيين دعواتهم لتحقيق دفعة دبلوماسية للحل في سوريا في أعقاب تدفق أعداد كبيرة من اللاجئين نحو أوربا.

تعزيز المؤسسات السورية الشرعية

ومن المقرر أن يُجري أوباما وبوتين محادثات اليوم الإثنين، بعد إلقاء بوتين كلمة أمام الأمم المتحدة على الرغم من اختلاف مسئولي البيت الأبيض والكرملين بشأن ما سيناقشه الزعيمان وحتى بشأن من الذي بادر بالاجتماع.

ويصر بوتين على أنه لا توجد وسيلة أخرى لتسوية الصراع السوري سوى تعزيز المؤسسات الحكومية الشرعية القائمة ودعمها في حربها ضد الإرهاب، ووصف دعم الولايات المتحدة للمتمردين في سوريا بأنه غير شرعي وغير فعال.


تغيير موقف قادة العالم تجاه سوريا

ونتيجة للسياسة الروسية في سوريا وإثبات الرؤية الناجحة لبوتين، وغير رئيس الوزراء البريطاني موقفه تجاه الأسد ووافق على بقائه في المرحلة الانتقالية للبلاد لأن غياب الأسد سيؤدي إلى فراغ كبير سيستغله الإرهابيون، ويأتي لك بعد مطالبة كاميرون مرارا وتكررا برحيل الأسد لكن تبدو بريطانيا استوعبت مدى خطر الجهاديين وأزمة اللاجئين.


وأعرب كاميرون عن استعداده للقبول بدور للرئيس السوري بشار الأسد في المرحلة الانتقالية، ولكنه يرفض أي دور له في سوريا مستقبلا، بينما أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن بلاده لا تستبعد أحدا سعيا وراء حل سياسي في سوريا.

جهود دبلوماسية

ونتيجة للجهود الدبلوماسية لروسيا واللقاءات التي تمت بين وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري، استطاع الاتفاق على آلية للعمل بشأن سوريا، وسيلتقي بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة وستكون القضية الرئيسية هي سوريا وإنهاء الصراع وضرورة بقاء الأسد في المرحلة الأنتقالية في سوريا، وكانت واشنطن رافضة على بقاء الأسد والمشاركة في حوار دبلوماسي معه أو التعاون معه ضد الإرهاب، لكن بفضل سياسة بوتين ودعمه للأسد غير الخارطة لأوباما وسيجبرها على القبول ببقاء الأسد والتوصل لحل دبلوماسي لسوريا.
الجريدة الرسمية