تساؤلات بريئة
دون مصارحة ومكاشفة لن نسير في الطريق الصحيح.. وإذا اتفقنا على ذلك.. فهناك تساؤلات تحتاج لإجابات صادقة ودقيقة، بعيدا عن تصريحات الوزراء المعسولة، وخطب السادة الإعلاميين في الفضائيات التي باتت مثل موضوعات التعبير في الامتحانات المدرسية.
وأول هذه التساؤلات: كيف سنواجه الإرهاب والفكر المتشدد بأسلوب وزير الأوقاف وخطب الجمعة الموحدة التي تقوم على النصائح والإرشادات العامة على طريقة كيفية غسل اليدين بعد الطعام؟
كيف نتحدث ليل نهار عن إنشاء مليون ونصف المليون وحدة سكنية جديدة، في حين أن الواقع يؤكد أن المتاح على المدى القريب لا يتجاوز ربع مليون وحدة بشهادة كبار المسئولين بوزارة الإسكان "في جلساتهم الخاصة طبعا"؟
كيف نملأ الدنيا ضجيجا عن استصلاح مليون ونصف المليون فدان، والواقع يؤكد أن المتاح لا يزيد على 300 ألف فدان، وأنه لا مجال لمساحات أخرى بسبب مشاكل المياه.. وهذا الكلام أثبتته دراسات البنك الدولي وخبراء في وزارة الزراعة لكن كل مسئول يخرج بتصريحات وردية وهو يعلم تماما أن ما يردده كلام في الهواء؟
لماذا لا يتحدث أحد من السادة المسئولين بالمجموعة الاقتصادية بصراحة عن الأداء الاقتصادي الذي يعاني ركودا، وتراجعا في الصادرات، وانكماش معدلات جذب الاستثمارات والتدفقات المالية المباشرة، وغيرها من المؤشرات التي ترصد الحالة المتردية، على عكس ما يصدره الوزراء من بيانات وتصريحات تتحدث عن طفرة اقتصادية وخير وفير ورخاء يملأ ربوع مصر؟
لماذا هذا الصمت المريب تجاه تدخل الأجهزة الأمنية في كل صغيرة وكبيرة، تماما مثلما كان يحدث قبل ثورة 25 يناير، لدرجة أن البرلمان المقبل سيكون صناعة أمنية بالدرجة الأولى؟
كيف سيكون حال مصر في ظل قتل الحياة السياسية وإقصاء شباب ثورة 25 يناير، وتفشي الفساد، وتخوين المعارضين، وتقييد الحريات، وتجميد منظمات المجتمع المدني.. وجعل الوطنية حكرا على المنافقين وأصحاب المصالح الذين تقف خلفهم أجهزة أمنية وتدفع بهم في صدارة المشهد الإعلامي والسياسي والحياة العامة؟
ما يحدث الآن يحقق مصلحة حفنة منتفعين وليس مصلحة شعب!