بالفيديو.. انفصال كتالونيا يهدد عرش المملكة الإسبانية.. منطقة اقتصادية رائدة وسكانها 5 ملايين نسمة.. تاريخ طويل من العداء بين الكتالونيين ومدريد.. الضرائب وتدني الخدمات وإجراءات التقشف أهم الأسباب
يشهد إقليم كاتالونيا الإسباني اليوم الأحد انتخابات، من المتوقع أن تسفر عن سيطرة الأحزاب الانفصالية على البرلمان ما يضع الإقليم على طريق الانفصال والاستقلال عن إسبانيا.
نسبة الـ 50%
وتشير استطلاعات الرأي إلى احتمال ألا يحقق التجمع الانفصالي الرئيسي "معا من أجل نعم" وحزب يساري نسبة 50% من الأصوات، ولكنهما يضمنان بذلك الفوز أغلبية مقاعد المجلس الإقليمي المؤلف من 135 عضوا، وإن أي نتيجة من هذا القبيل تسمح لهما الإعلان من جانب واحد الاستقلال خلال 18 شهرا.
الموقع الجغرافي
ويقع إقليم كاتالونيا في شمال شرق إسبانيا، وتبلغ مساحة الإقليم نحو ٣٢١٠٦ كم، ويعتبر سادس أكبر منطقة من حيث المساحة في إسبانيا، وعاصمة الإقليم هي مدينة برشلونة التي يزيد عدد سكانها عن الخمسة ملايين نسمة، أما المقاطعات الأخرى التي يتألف منها الإقليم هي جرندة، لاردة وطراجونة، ويتكلم سكان الإقليم اللغتين الكتالانية والإسبانية.
الاستقلال
أقر برلمان كتالونيا في 23 يناير 2013 وثيقة الاستقلال بأغلبية 85 صوتًا ومعارضة 41، وورد في الوثيقة «تقرير المصير من خلال استشارة سكان كتالونيا»، وتعارض حكومة رئيس وزراء إسبانيا ماريانو راخوي أي محاولة لإجراء استفتاء على الانفصال ووصفت خطة الانفصال تلك بأنها "هراء" وتوعدت بإسقاطها في المحاكم.
ويقول محللون إنه سيكون لنتيجة الانتخابات تبعات تستمر فترة طويلة على المستويين المحلي والقومي، وتواجه الحملة الانفصالية لحظة حاسمة مع تراجع الدعم لهذه القضية على نحو مطرد منذ وصوله إلى ذروته في 2013، وأي إخفاق في الفوز بأغلبية المقاعد سيوجه ضربة خطيرة للحركة الانفصالية.
إجراءات تقشف
وترجع أسباب المطالبة بانفصال كاتالونيا عن إسبانيا، بسبب الاستياء من الخصومات الضريبية، وفرض إجراءات التقشف التي طالب الاتحاد الأوربي الحكومات الأوربية باتخاذها، ما أدى إلى تعزيز النزعة الانفصالية لدى اليمينيين واليساريين.
تاريخ من العداء
وكان الإقليم حصل على الحكم الذاتي عام ١٩٣١ خلال الجمهورية الثانية الإسبانية، وتميزت هذه الفترة بالاضطرابات السياسية ثم علق العمل به بعد تسلم الجنرال فرانسيسكو فرانكو الحكم في 1936 وحتى وفاته سنة 1975، قمع نظام فرانسيسكو أي نوع من الأنشطة العامة المرتبطة بالقومية الكتالونية، واستمر الكتالونيين في نضالهم ضد الجنرال فرانسيسكو فرانكو منذ عام ١٩٣٦ حتى عام 1975 منذ ذلك الحين، ازدهرت كتالونيا في كل شيء، وأصبحت المنطقة الاقتصادية الرائدة في إسبانيا مع ما يقرب من ٢٠٪ من الناتج القومي الإجمالي لهذه المنطقة التي تشكل ٦٪ فقط من مساحة اليابسة في إسبانيا و١٥٪ من السكان.
تدهور اقتصادي
ولكن سوء الحالة الاقتصادية في إسبانيا عمق الأزمة، فسكان كتالونيا يشعرون بالاحباط فهم يزعمون أن كتالونيا تقوم بتحويل ٢٠ مليار يورو إلى الحكومة المركزية، وأن هذه التحويلات أدت إلى إفلاس المنطقة ما اجبر حكومة كتالونيا على وضع خطة إنقاذ ففرضت سياسة تقشف، وهذا ما أدى إلى تدني في الرعاية الصحية، والتعليم، وغيرها من الخدمات.
تاريخ ولغة مختلفان
ويعتقد الكتالونيون المطالبون بالاستقلال أن كتالونيا أمة لديها تاريخ لغة وثقافة وقد ساهم اضطهاد الجنرال فرانكو لشعب كتالونيا في بداية القرن العشرين بزيادة النزعة الانفصالية لشعب لهذا الإقليم، ويرى الكتالونيين أن اقتصاد كاتالونيا تضرر كثيرا بسبب سياسات الحكومة الإسبانية، حيث إن هذه الأخيرة فرضت ضريبة تقدر بـ١٠٪ من الناتج المحلي الإجمالي لتصل إلى ٢٠ مليار يورو في المقابل ليس هناك استثمارات أو خدمات اجتماعية توازي هذه الضريبة الباهظة كما هناك عجز في الاستثمار في البنية التحتية؛ لأن الحكومة الإسبانية لا تريد أن تكون برشلونة أفضل من مدريد.