رئيس التحرير
عصام كامل

النطاعة السياسية علم وفن!


تبين لى من الاطلاع الدقيق على الأحوال السياسية والاجتماعية في مصر المحروسة وخصوصًا بعد ثورة 25 يناير التي قلبت موازين القيم في المجتمع المصرى أن النطاعة السياسية علم وفن!


هو علم أصبح له خبراؤه الذين ينظرون لسلوك المتنطعين في عالم السياسة، وهو فن لأن هؤلاء يتسمون بتبلد الحس وسماكة الجليد والتناحة!

أكتب ذلك بعد أن أصدرت المحكمة الإدارية العليا حكمًا باتًا بعدم أحقية أمين الحزب الوطنى في عصر "مبارك" من الترشح لمجلس النواب.

وهذا الزعيم المزعوم سبق في عصر "مبارك" أن أشاع عنه حملة المباخر من المثقفين الفاسدين والسياسيين المزعومين أنه عبقرية حزبية لا مثيل لها!

وذلك لأنه أتى إلى الحزب خلفًا لزعيم حزبى آخر كان يهيمن عن طريق البلطجة المكشوفة على أعضاء الحزب الوطنى، وكان يهدد الأعضاء الآخرين ويبتزهم حتى لا يتولون معارضة الحزب الوطنى الفاسد!

وقد صرح أحد هؤلاء المثقفين الذين دخلوا حديثًا إلى عالم السياسة وأقطع عضوية في مجلس الشورى وتم الإنعام عليه بمنصب صحفى كبير، بأن هذا العبقرى الجديد يتقن أدوات العصر ولا يسير إلا -بلاب توب- في يده!

وأنه نظرًا لعبقريته الفذة يعرف دبيب النملة في كل دوائر مصر الانتخابية، وأنه أعد استراتيجيات محكمة وخططًا جبارة تكفل للحزب الوطنى في آخر انتخابات نيابية عام 2005 اكتساح كل المقاعد بغير استثناء!

وصدق هذا المثقف الانتهازى حقًا! وقد استطاع هذا العبقرى وفقًا لأكبر عملية تزوير سياسي شهدتها مصر المحروسة -منذ أن أسست المجالس النيابية- مما أدى إلى استبعاد كل المعارضين وخصوم النظام!

وهكذا جاء هذا البرلمان التعيس المزور والذي لا يعكس إطلاقًا إرادة الشعب مزورًا بالكامل!

وهذه الواقعة بالذات كانت وفق -آراء الخبراء السياسيين- أحد أسباب الانقلاب الشعبى على "مبارك" ونظامه الفاسد، مما أدى إلى ثورة 25 يناير، غير أن هذا العبقرى المزور بكل تناحة تقدم لكى يرشح نفسه في مجلس الشعب الجديد، بل إنه رفع قضية أمام مجلس الدولة يطالب بحقه في الترشح!
ما هذه النطاعة السياسية؟ عجبت لك يا زمن!
الجريدة الرسمية