رئيس التحرير
عصام كامل

وتقسيم السعودية ! «٢»


لا مواجهة لأي خطر قبل الإدراك بهذا الخطر أولًا، ولذلك حتى تنجح المملكة العربية السعودية - ولا خيار آخر أمامنا سوى هذا من أجل صالح الأمن القومي العربي، يتعين ألا يستهين الإخوة السعوديون بخطر تقسيم دولتهم.. فقد كشفت تطورات الأحداث الأخيرة في منطقتنا أنهم ليسوا بمأمن عن هذا الخطر الذي طال دولًا عربية مثل العراق وليبيا واليمن وأيضًا سوريا.. بل إن رئيس أكبر دولة في العالم «الرئيس الأمريكي» باراك أوباما، وهو يطمئنهم تجاه الخطر الإيراني حذرهم من خطر يتربص بهم في الداخل.


وإدراك هذا الخطر من قبل الإخوة في السعودية يقتضي انتهاج سياسات تعي هذا الخطر وتستوعبه وتعمل على تفاديه.. وبتفصيل أكبر.. إذا كان نهج من يتآمرون علينا نحن العرب يستهدفون تفويض كيان دولتي الوطنية وتقسيمها إلى دويلات قزمية فإنه يصير واجبًا علينا -طبقًا لفقه الأولويات- التصدي لكل محاولات تقسيم بعض دولنا لأن عدوى التقسيم سوف تطالنا بالطبع فيما بعد وتصيب دولنا.. ولعل ذلك ما أدركته مصر منذ وقت مبكر ولذلك هي تتصدى بقوة وحزم ضد محاولات تقويض الدولة الوطنية في سوريا وكذلك في ليبيا وأيضًا في اليمن ومعها العراق.

وهنا سيكون ضروريًا إجراء مراجعات للسياسات والمراهنات على بعض الدول في المنطقة بعد أن خذلت هذه الدول الأشقاء في السعودية مثلما فعلت باكستان في حرب اليمن وفعلت تركيا في مواجهة التمدد الإيراني.. ليس للسعودية سوى مصر قوية قادرة وذات الشيء ليس لمصر سوى السعودية قوية موحدة.
الجريدة الرسمية