رئيس التحرير
عصام كامل

وتقسيم السعودية! «١»


مصائب قوم عند قوم فوائد!

هذا المثل ينطبق بالفعل على الحادث المفجع الذي أودي بحياة مئات الحجاج قبل أن يتمكنوا من رمي الجمرات في مني صبيحة أول أيام عيد الأضحى.. فقد بدأ البعض على الفور وقبل أن تجف دماء الضحايا من قتلي وجرحي بل قبل نقل جثامين من لقوا مصرعهم إلى الاستثمار السياسي لهذا الحادث مثلما فعلت إيران رسميا بالانتقادات التي وجهها المرشد الإيراني للسلطات السعودية لسوء التنظيم للحج، وأيضا مثلما فعلت جهات تركية إعلامية أيضا.


وهذا الاستثمار السياسي للحادث المأساوي المفجع يبغي تحقيق هدف لا يخفيه البعض وتردد في كواليس عدد من مراكز الأبحاث الأمريكية والغربية وهو يتمثل في تقسيم السعودية إلى عدة دويلات بحيث تكون منطقة الحجاز «المنطقة التي يتم فيها الحج» تحت إشراف دولي.

والإشراف الدولي للمناطق الإسلامية المقدسة لا يحرم المملكة السعودية - أو ما خطط لما يتبقي فيها بعد التقسيم- من عوائد الحج والعمرة وهو دخل ضخم كبير، وإنما وهذا هو الأهم، يجعل وضع المناطق المقدسة في القدس تحت إشراف دولي أمر سهل ويسير في إطار تصفية القضية الفلسطينية.

ولذلك.. كان أمرا له مغزاه أن تسارع مؤسسة الرئاسة وهي تنعي كل شهداء حادث رمي الجمرات وتقدم العزاء لأسرهم وبلادهم لتأكيد دعم مصر الكامل السعودية ووقوفها إلى جانبها.. وبالتأكيد مصر كما كانت تقدم من قبل للسعودية كسوة الكعبة فإنها لن تبخل عليها بالخبرات في تنظيم الحج إذا طلب السعوديون.
الجريدة الرسمية