فتنة السنة والشيعة في حادث الحرم!
لا تتوقف أصابع الشر لتعبث في العلاقة بين السنة والشيعه في محاولة لاستكمال ما سمي بالربيع العربي من نهايته التي كان مخططا لها.. فبدلا من أن ينتهي الربيع المزعوم بصدام سني شيعي ينهي ما تبقي من قوة دول المنطقه ويدشن رسميا إسرائيل الكبري ولأن المخطط انتهى في مصر ويتعثر في سوريا يسعون الآن للذهاب إلى نهايته مباشرة !
ولأن الوعي في تراجع.. ولأن التحذير من فتنة حروب الجيل الرابع والعبث على مواقع التواصل الاجتماعي أمامه الكثير والكثير ليؤتي ثماره في ظل وجود قطاعات كبيرة تترك عقلها ونفسها لأخبار وتوجيهات هذه المواقع نجد فجأة أخبارا مجهولة المصدر تزعم أن هناك مطالب تركية إيرانية تطالب بتدويل الأراضي المقدسة.. ولأن التحري طريقا للوصول إلى الحقيقة فلم نجد حتى كتابة هذه السطور ما يشير إلى مطلب إيراني رسمي واحد يطالب بذلك وليس هناك إلا مطالب بالاشتراك في تحقيقات حادث "مني" لاعتبارات تتعلق بكون العدد الأكبر من الضحايا إيرانيين مع مظاهرات شعبية-شعبية- تطالب كما حدث من مجلس تنسيق الإعلام الإسلامي في طهران فقط بإسناد مهمة تأمين الحج لمنظمة المؤتمر الإسلامي.. أما في تركيا فقد تم تحريف كلام محمد غورماز رئيس الشئون الدينية الذي طالب بدعم دولي للسعودية قائلا بالحرف الواحد: "إن تنظيم مؤتمر دولي من قبل العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي أمر ضروري لبحث كيفية ضمان أمن أداء مناسك الحج ومناقشة تقديم المساعدة للسعودية التي تبذل مجهودا كبيرا لتيسير أداء فريضة الحج"!
خلاف ذلك فلا أثر لأي مطالب رسمية بذلك في أي موقع معتبر ولا دليل ـ على الأقل حتى كتابة هذه السطور ـ على ضلوع إيران في الحادث إلا أن كانت أعدت مئات الانتحاريين لذلك بل حتى السعودية لم تتهم إيران ولا أي جهه أخرى بتدبير الحادث واكتفت بالتحقيق فيه.. لكن كان الهدف استغلال الحادث من جهات معادية لوضع الصراع السني الشيعي على حافته.. وهو حلم إسرائيلي أمريكي دائم تقف مصر له بالمرصاد حيث تعتبر مصر إيران منافسا سياسيا له خيارات قومية وليست مذهبية.. تتعارض مع المصالح القومية للدول العربية !
المثير.. أن كل المصريين الذين اندفعوا لنشر الأخبار غير الدقيقة تجاهلوا تماما الحدث المقابل الأهم وهو اللقاء الذي جري بين سامح شكري وجواد ظريف وزير الخارجية الإيراني في نيويورك وهو الثاني خلال عدة أشهر بعد اللقاء السابق في أبريل الماضي على هامش مؤتمر منع الانتشار النووي وهو ما لا يمكن أن ينتهي دون مناقشة الأزمة في اليمن !
إن جر مصر والمنطقة إلى حافة النار مرتبط بعدد من القضايا الكبري ربما أهمها خطة إنقاذ سوريا التي تتحالف فيها إيران وروسيا والسؤال الآن ورغم العلاقات المصرية الخليجية المتميزة هو: هل ترون مصر ترحب بإنقاذ سوريا أم ضده ؟ وفي المقابل هل تقبله إسرائيل ؟
الإجابة نعرفها وتعرفونها وهو ما يتطلب التمهل قبل الاندفاع إلى نيران الفتنة بل إطفائها كلية إن استطعنا!