محاور كلمة «السيسي» في اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ.. اعتزاز مصر بثقة دول القارة للدفاع عن مصالحهم.. اتفاق جديد للحد من الانبعاثات الضارة.. ودعم دولي لمبادرة الطاقة المت
ألقى الرئيس عبد الفتاح السيسي كلمة أثناء رئاسته اجتماع لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بتغير المناخ، حيث تتولى مصر الرئاسة الحالية للجنة، وكذا مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة.
اعتزاز مصر
قال الرئيس السيسي فى كلمته، "يسعدنى أن أرحب بكم فى ثانى اجتماع للجنة منذ تشرفى بمسئولية تنسيق أعمالها اعتبارا من يناير الماضى، وأود أن أعرب مجددًا عن اعتزاز مصر بتلك الثقة التى منحتها إياها الدول الأفريقية لتنسيق مواقفنا والدفاع عن مصالــح القارة فى مفاوضـــات تغيـــر المنــاخ وهى المسئولية التى لم تدخر مصر جهدا للاضطلاع بها اقتناعا بحجم التحديات التى تواجهها جميع دول القارة دون استثناء نتيجة لظاهرة تغير المناخ ".
وأشار "السيسي" إلى أهمية التحدث بصوت واحد قوى يعكس مشاغلنا المشروعة ويحقق أهدافنا المنشودة إزاء التوصل إلى اتفاق دولى طموح ومتوازن.
فاعلية ونشاط
وأكد الرئيس أنه فى هذا الإطار فقد مثلت مصر بفاعلية ونشاط دولنا الأفريقية فى كافة الاجتماعات والمشاورات الدولية والإقليمية ذات الصلة بتغير المناخ كما عملت مصر على دعم الجهود الرامية لتطوير القدرات التفاوضية الأفريقية، لتعظيم مصالحنا فــــى تـــلك المفاوضـــــات الصعبــــــة والمعقـــــــــدة حيث نظمنا بالتعاون مع المنظمات الدولية والإقليمية العديد من الفعاليات على مدار الأشهر الماضية استهدفت جميعها تنسيق وتحديد الأولويات والأهداف الأفريقية فى إطار مفاوضات تغير المناخ.
مرحلة المفاوضات
وقال "السيسي": "نمر الآن بمرحلة مفصلية من مفاوضات تغير المناخ تهدف إلى التوصل إلى اتفاق جديد بنهاية العام الجارى فى باريس يستهدف وضع ترتيبات والتزامات جديدة تؤثر علــــى الدول الأفريقيـــة الناميـــة والأقـــل نمــــوا الأمر، الذى يحتم تضافر جهودنا لبناء موقف أفريقى موحد ورؤية مشتركة واضحة للحفاظ على مصالح القارة والدفاع عن حقها المشروع فى النمو والتنمية، خاصة فى ضوء كونها الأقل إسهاما فى إجمالى الانبعاثات الضارة والأكثر تضررا من تداعيات تغير المناخ".
وتابع: "ومن هذا المنطلق، فإنه من الأهمية أن نعمل على أن يجسد الاتفاق الجديد الجارى التفاوض بشأنه .. وبشكل واضح.. مسألة التباين فى الأعباء ما بين الدول النامية والمتقدمة.. كما أنه من الضرورى أن يحقق الاتفاق الجديد توازنا بين عناصره المختلفـــــــــة فلا يزال التركيز ينصب بوضوح على عنصر الحد من الانبعاثات الضارة بالبيئة دون أن يقابل ذلك اهتمام مماثل بباقى عناصر الاتفاق خاصة تعزيز قدرات الدول النامية على التكيف مع ظاهرة التغير المناخى".
وأوضح السيسي : "كما ينبغى علينا مواصلة الدفع نحو التوصل إلى اتفاق ملزم قانونا شريطة أن يتضمن التزامات واضحة على الدول المتقدمة تضمن تقديم الدعم والمساعدة لدولنا الأفريقية والنامية فى تصديها للتحديات التى يفرضها تغير المناخ والحد من آثاره السلبية".
الطاقة المتجددة
وقال السيسي : "أود أن أتطرق إلى جهود ومبادرات الطاقة المتجددة فى أفريقيا .. والتى تكتسب أهمية متزايدة يوما بعد يوم فى ضوء الزخم الدولى المصاحب لمفاوضات تغير المناخ فقد قمنا بالبناء على المبادرة المقدمة من مجموعة المفاوضين الأفارقة .. حول الطاقة المتجددة فى أفريقيا والتى حظيت بدعم مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة خلال دورته الخامسة عشر فى مارس الماضى بالقاهرة وعلى ضوء قرار من القمة الأفريقية الأخيرة فى جوهانسبرج فى يونيو الماضى بتشكيل مجموعة عمل فنية برئاسة مصـــر لمواصـــلة تطوير وبـــلورة تلك المبادرة".
وأضاف: "قد نظمت مصر عددا من الفعاليات المهمة مع البنك الدولى والشركاء الدوليين الذين أعربوا عن دعمهم للمبادرة وفى إطار عمل جماعى شمل مجموعة المفاوضين الأفارقة ومفوضية الاتحاد الأفريقى والنيباد وبنك التنمية الأفريقى وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة والوكالة الدولية للطاقة المتجددة وقد أكدت مصر خلال تلك الفعاليات ضرورة وضع عدد من المحددات فى إطار سعينا الجماعى لدفع المبادرة والتى سبق أن تم طرحها خلال الاجتماع الأخير للجنتنا الموقرة وذلك على النحو التالى:
ملكية أفريقيا
أولا : التأكيد على ملكية أفريقيا وقيادتها لتلك المبادرة .. بما يعكس مصالح القارة ويعود بالنفع على كافة دولنا دون استثناء.
نجاح المبادرة
ثانيا : ضمان نجاح واستمرارية المبادرة حتى لا يقتصر التعامل معها على أنها مجرد إعلان سياسى وأن تؤدى إلى النهوض الفعلى بالقدرات التصنيعية والتكنولوجية فى مجال الطاقة المتجددة فى أفريقيا.
التنسيق
ثالثا : ضمان التنسيق مع المبادرات الأخرى القائمة فى هذا المجال تفاديا للازدواجية والتضارب.
التوحيد
رابعا : البناء على ما يوحد بين دول القارة وتجنب ما يفرق بينها وتعزيز التعاون الإقليمى والعابر للحــــدود علما بأنها تعد المبادرة الأفريقية الوحيدة التى تربط بشكل واضح بين زيادة معدلات التنمية فى القارة من جانب والمساهمة فى الجهود الدولية للتصدى لتغير المناخ مـن جانب آخر كما أنها تولى أهمية خاصة لحصول المهمشين والأكثر فقرا على الطاقة وتوفر خيارا جاذبا للقطاع الخاص للاستثمار فى تطوير وتنمية الطاقة المتجددة بدول القارة.
تحديات المناخ
وقال السيسي : "من جانب آخر واتساقا مع مصالحنا الأفريقية تجاه تحديات تغير المناخ طرحنا مبادرة أخرى لتعبئة الدعم الدولى لأنشطة التكيف مع ظاهــرة التغير المناخى فى أفريقيــــا وصدر قرار من القمة الأفريقية الأخيرة فى جوهانسبرج بتولى مؤتمر وزراء البيئة الأفارقة برئاسة مصر مسؤولية تطوير تلك المبـادرة مع مجموعة المفاوضين الأفارقة وقد نظمت مصر بالفعل عددا من الاجتماعات لهذا الغرض خلال الأشهر الماضية وستواصل جهودها بهدف دفع المبادرة لضمان الاستفادة من الزخم السياسى الدولى الذى يوفره مؤتمر تغير المناخ القادم فى باريس .. وما تبديه الدول المتقدمة من اهتمام واستعداد لدعم الطاقة المتجددة فى أفريقيا".
وأكد السيسي أن تلك هى القضايا التى رأيت أهمية إبرازها.. والتى يتضمنها التقرير المعروض على لجنتكم الموقرة.. والذى أدعوكم لاعتماده بما يشمله من ملاحق تتضمن وثائق ذات صلة بمبادرة الطاقة المتجددة فى أفريقيا ومبادرة تعبئة الدعم الدولى لأنشطة التكيف فى أفريقيا.
استثمار العمل المشترك
واختتم السيسي كلمته قائلا : "أود التأكيد على أهمية استثمار عملنا المشترك من أجل تعزيز جهودنا للتوصل إلى موقف أفريقى موحد فى مواجهة التحديات التى تفرضها التغيرات المناخية.. والتى قد تقف آثارها السلبية حائلا أمام تحقيق الرخاء والرفاهية المنشودة لشعوبنا.