رئيس التحرير
عصام كامل

كلمة تاريخية لـ«السيسي» أمام الأمم المتحدة.. شعب مصر تحرك لمواجهة وتغيير أفكار متشددة.. ومصر وضعت أهدافا غير مسبوقة للحد من الفقر والقضاء على الجوع وتحقيق التنمية المستدامة حتى عام 2030

فيتو



استهل الرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم الجمعة، فعاليات اليوم الثاني لزيارته إلى نيويورك بالمشاركة في الجلسة الافتتاحية لقمة الأمم المتحدة لاِعتماد أجندة التنمية لما بعد عام 2015، والتي تشهد حضورًا مكثفًا لرؤساء الدول والحكومات حيث يشارك فيها ما يربو على 100 رئيس دولة، و50 رئيس وزراء.


بيان مصر
وألقي «السيسي»، خلال تلك الجلسة بيان مصر والذي عكس اهتمام مصر بصياغة الأهداف التنموية لما بعد عام 2015 وحتى عام 2030، وهي الأهداف التي ساهمت مصر بفاعلية في صياغتها من أجل النهوض بأوضاع العديد من الدول والشعوب التي تتطلع إلى تحقيق التنمية المستدامة في شتى المجالات.

كما صاغت مصر خطتها التنموية بالتناسق مع تلك الأهداف حيث تم وضع إستراتيجية مصرية للتنمية المستدامة حتى عام 2030 بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني حتى تعكس تلك الخطة آراء وآمال وطموحات مختلف فئات المجتمع، وتتسم بالديمقراطية والتوازن والمشاركة في عملية صنع واتخاذ القرار.

تقدير المصريين
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، «أود في البداية أن أنقل إليكم تحية تقديرٍ واحترام من شعب مصر العظيم الذي تحرك لمواجهة وتغيير أفكار متشددة مثل تلك التي عانت منها دولة «مالالا» وغيرها في كثير من الدول».

وتوجه الرئيس السيسي بالشكر لرئيس الجمعية العامة لعقد هذه القمة المهمة مثمنًا الجهد القيم الذي بذله الجميع على مدى الأعوام الثلاثة المنقضية.

وأكد «السيسي»، أنه «من أجل صياغة أجندة تنموية دولية جديدة لما بعد 2015 والذي نتوجه باعتماد هذه الأجندة الطموحة حتى عام 2030 والتي وضعنا فيها أهدافا غير مسبوقة للحد من الفقر والقضاء على الجوع، وتحقيق التنمية المستدامة وتوفير المستوى المناسب من الرعاية الصحية والتعليم للجميع».

مناخ مناسب
ونوه الرئيس السيسي إلى أن الفترة الأخيرة شهدت حراكًا دوليًا مكثفًا بغرض خلق مناخ مناسب للتنمية المستدامة للجميع، وتسارعت وتيرته خلال هذا العام، وتبلورت ملامحه في مؤتمر الأمم المتحدة الثالث لتمويل التنمية في أديس أبابا في يوليو الماضى، وصولا إلى أجندة التنمية المطروحة أمامنا اليوم لاعتمادها.

كافة فئات المجتمع
وأكد الرئيس، على أهمية مشاركة كافة فئات المجتمع في عملية التنمية المنشودة لتحقيق تنمية عادلة ومتوازنة تعود بالنفع على الجميع وفى مقدمتهم المرأة التي تثبت التجارب يوما تلو الآخر محورية دورها في شتى مناحى الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية فضلا عن إدراكها العميق للمسئولية ومسارعتها لتلبية نداء وطنها.

وتابع «السيسي»، «لقد شاركت مصر بفاعلية في كافة مراحل صياغة أجندة التنمية وكانت لنا رؤية واضحة دفعنا بها بقوة بأن أي جهد دولى لتحقيق التنمية المستدامة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار حيز السياسات التنموية للدول النامية وسيادتها في تبنى برامج اقتصادية واجتماعية وطنية مناسبة تحدد أولويات التنمية بما يراعى خصوصية كل منطقة واحتياجاتها».

الحق في التنمية
وأوضح «السيسي»، إن الحق في التنمية وتوفير سبل الحياة الكريمة كانت نصب أعين الشعب المصرى حينما نهض لصياغة مستقبله ومن أجل ذلك أطلقنا في مارس من العام الحالى إستراتيجية التنمية المستدامة حتى عام 2030، والتي تستهدف تحقيق التنمية الاقتصادية الشاملة وتحسين بيئة الاستثمار وتعزيز رأس المال البشرى كما تسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية وتوفير سبل العيش الكريم للمواطن المصرى.
مؤتمر شرم الشيخ
وأضاف «السيسي» أنه «جاء إطلاق تلك الإستراتيجية متزامنا مع المؤتمر الدولى الذي عقدناه في مارس الماضى لدعم وتنمية الاقتصاد المصرى بمشاركة دولية واسعة النطاق من الحكومات والقطاع الخاص العالمى وقد كان النجاح الكبير للمؤتمر دليلا إضافيًا على إيمان المجتمع الدولى بأن استقرار مصر يعد استقرارا لمنطقة الشرق الأوسط بأكملها».

وأكد الرئيس، أنه «في ذات السياق وإدراكا لدور مصر المحورى قمنا في الشهر الماضى بإفتتــاح قناة السويــس الجديـدة، تتويجا لجهد شعب عظيم تمكن في عام واحد ليس فقط من أن يحفر مجرى ملاحيا عالميا فحسب بل دشن بذلك مشروعا تنمويا عملاقا ومكونا رئيسيا في خارطة التنمية الجديدة، وبما يسهم في جعل مصر مركزا إقليميا ودوليا للتجارة والاستثمار».

وأوضح «السيسي»، أنه «بقدر الأمل الذي يغمرنا ونحن نجتمع لاعتماد أجندة طموحة تضع أهداف المجتمع الدولــى نحــــو التنميــــة علـــــى مســــار مســـــتدام يساورنا القلق من عدم تناسب الأدوات المتاحة لتنفيذ الأجندة مع مستوى الطموح المأمول وحجم التحديات القائمة».

وأشار «السيسي»، إلى أن «الاختلاف في القدرات والتباين في مستويات التنمية يفرض تفاوت في الأعباء والالتزامات بين أعضاء المجتمع الدولى، وهى مسئولية تاريخية تقع على عاتق من يمتلك الإمكانيات تجاه من يفتقدها إضافة إلى ذلك فعلى المجتمع الدولى أن يتعامل بفعالية مع التحديات الأخرى، التي تعرقل تحقيق التنمية المستدامة، وأهمها الإرهاب والذي بات ظاهرة عالمية لا تعانى منها منطقتنا العربية فحسب بل الكثير من بلدان العالم، فالشعب المصرى، في مسيرته من أجل البناء والتعمير يواجه أخطر فكر إرهابى ومتطرف ويتصدى بقوة وعزم لمن يريد تدمير التنمية أو يعبث بتطلعاته نحو حياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقا».

واختتم السيسي كلمته بقوله «لطالما كانت التنمية حقا تاريخيا تتمتع به الدول، وقد أصبحت ممارسة هذا الحق اليوم ضرورة حتمية لتعايش الجميع معا وهو ما يتطلب تقديم الدعم اللازم للدول النامية في مسيراتها لتحقيق التنمية والعيش الكريم لشعوبها».
الجريدة الرسمية