رئيس التحرير
عصام كامل

خطة تركية إيرانية لإحراج السعودية.. رئيس الشئون الدينية بإسطنبول يطالب بمؤتمر دولي لبحث الأزمة.. إيران تتهم حكام المملكة بالوقوف وراء الحادث.. والصحة السعودية ترجع الأسباب لخطأ حجاج طهران

حادث منى
حادث منى


شهد موسم الحج هذا العام حادثتين، هما الأبشع في تاريخ أداء فريضة الحج بالمملكة العربية السعودية، بدءا من حادث سقوط رافعة الحرم المكى والذي راح ضحيته أكثر من 108 قتيل، وأصيب آخرون وبعدها سقوط نحو 717 ضحية من الحجاج في حادث تدافعه بمشعر منى.


إحراج السعودية

استغلت الدولتان التركية والإيرانية الحوادث سالفة الذكر، وبدأت في تنفيذ خطة إحراج المملكة العربية السعودية، والمطالبة بتدويل الحادثتين، وعقد مؤتمر دولي عاجل لمناقشة أمن الحجيج، وذلك بعد أن ارتفعت الأصوات الإيرانية المتهمة للمملكة بالتقصير والإهمال.

يأتي ذلك بعد أن أعلن محمد جورماز، رئيس الشئون الدينية التركية، أن إدارة الحج تواجه مشكلة واضحة وطالب بعقد اجتماع دولي لمناقشة تأمين أمور الحج، مشددا على ضرورة تنظيم العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الإسلامي، مؤتمرا دوليا لبحث كيفية ضمان أمن أداء مناسك الحج، ومناقشة كيفية تقديم المساعدة للحجاج في المملكة العربية السعودية التي تبذل مجهودا كبيرا؛ لتيسير أداء فريضة الحج، وفق تعبيره، مرجحا أن إهمالا وقع من القائمين على إدارة وتوجيه الحجيج هناك هو سبب الحادثتين.

هجوم إيراني


بعد أن أعلنت إيران مقتل 131 من حجاجها في مكة، مساء أمس الخميس، تصاعدت موجة الاتهام والهجوم الإيراني في حق المملكة، حيث طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني أن تعترف الحكومة السعودية إلى تحمل مسؤولياتها في حادثة التدافع، قائلا: "على الحكومة السعودية أن تتحمل مسؤوليتها الكبرى في هذا الحادث المرير".

وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله على خامنئي، انتقد ما وصفه بـ"الإجراءات غير الملائمة" التي تسببت في حادث التدافع، وقال خامنئي، في بيان أوردته وكالة فارس شبه الرسمية: "إنه من غير الممكن عدم الأخذ بعين الاعتبار سوء الإدارة السعودية والتعامل غير الصحيح في التسبب بوقوع الحادث المأساوي بمشعر منى"، داعيا الحكومة السعودية إلى "تحمل مسئولية ما جرى في هذا الحادث الأليم، والتعامل مع الأمر وفقا للعدل والإنصاف".

خطأ الحجاج

قال "خالد الفالح"، وزير الصحة السعودي، اليوم الجمعة، إن تدافع الحجاج راح ضحيته أكثر من 700 حاج في منى، أمس الخميس، مشيرًا إلى أنه ربما وقع لأن بعض الحجاج لم يلتزموا بتعليمات السلطات المنظمة للحج.

وأضاف الفالح في بيان على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، أن التحقيقات ستجرى سريعًا لمعرفة ملابسات أسوأ كارثة تقع أثناء موسم الحج منذ 25 عامًا، والتي أدت إلى إصابة 863 شخصًا في الحادث.

وقال البيان إن التحقيقات في حادثة التدافع في منى أوضحت أنها ربما بسبب تحرك بعض الحجاج دون اتباع خطط التفويج الصادرة من قبل الجهات ذات العلاقة، لافتًا إلى أن التحقيقات ستكون سريعة وسيعلن عنها كما حدث في حوادث أخرى.

ووجه شهود عيان من موقع الحادث تهما صريحة للحجاج الإيرانيين بالتسبب في الحادث في تصريحاتهم لموقع سبق السعودي، مؤكدين أن الحادثة تزامنت مع اندفاع حملات حجاج ضخمة للإيرانيين عبر طريق سوق العرب حيث رفضوا العودة، قبل حدوث الكارثة، فيما قال مسئول إحدى الحملات إن "الحجاج الإيرانيين لم يستمعوا للتوجيهات وتجاهلوها وتصادموا معنا وكانوا يصرخون بشعارات قبل حادثة التدافع".
الجريدة الرسمية