رئيس التحرير
عصام كامل

درس الحرم!


أن تكون في بيت الله الحرام وتخالف تعاليم رب البيت في أن الأخذ بالأسباب وأن يكون النظام والتخطيط الجيد هما عنوان كل شيء فلا بد أن يرتبك المشهد وتحدث الأخطاء.. وعندما تحدث الأخطاء في تجمع يضم الملايين فمن الطبيعي أن تكون الخسائر باهظة ومؤلمة ومحزنة!


للأسف أكثر الأديان التي أمرت بالأخذ بالأسباب يتعامل أبناؤه باتكالية عجيبة وعشوائية غريبة.. نحن أصحاب الدين الذي قرن الإيمان بالعمل وانتصر رسوله في كل معاركه بالتخطيط وليس بالدعاء.. يعسكر في بدر أمام مصدر المياه ويحفر الخندق في موقعة الأحزاب ويصاب بنفسه في أحد ويرفض التفسير الخرافي التخريفي لوفاة ابنه إبراهيم ويعطي أتباعه درسا في العلم ويقول عليه الصلاة والسلام: " الشمس والقمر من آيات الله لا ينكسفان ولا ينخسفان لموت أحد "!

ليعلي من قيمة العلم والعمل..فهو من يقول "لو قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة.. فليغرسها"! وهو من يحذر " إياكم والتواكل..إلى آخر الحديث " وهو المنتصر لسؤال سليمان الفارسي "هل هو الوحي.. أم هي الحرب والمشورة والمكيدة؟" فيقول: " بل هي الحرب والمشورة والمكيدة" أي التخطيط والرأي المناسب..

وهو من يختار خالد بن الوليد لإمارة الجيش ولم يكن الأكثر ورعا ولا الأسبق للإيمان.. ليعلمنا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب وفقا لكفاءته وليس وفقا لتقواه.. فالثانية لنفسه والأولى للناس!

الخلاصة: إن الإيمان والصلاة والتعبد لا تمنع الكوارث والأخطاء حتى في البيت الحرام.. إنما يمنعها الانضباط والتخطيط الجيد والقواعد المحكمة الصارمة والالتزام بالقوانين والقواعد.. التواكل آفة المسلمين.. البعد عن العلم كارثة المسلمين.. الأخذ بالأسباب عمل مستبعد للأسف عند الكثيرين في بلاد المسلمين..
آن أوان العلم..آن أوان العلم في كل شيء وإلا فلنبق في ذيل الأمم !
الجريدة الرسمية