حاج مصري يروي تفاصيل اللحظات الأولى لحادث التدافع بـ«منى»
روى الحاج المصري محفوظ الطويل، اللحظات الأولى لحادث تدافع الحجاج بمشعر منى، الذي أسفر عن وفاة وإصابة المئات اليوم الخميس.
وكتب «الطويل»، عبر صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «بينما كنا متجهين إلى رمي الجمرات بشارع رقم 204، في نحو الساعة التاسعة صباحًا، لاحظت زحاما شديدا جدا للأسف الشديد بسبب السماح للحجاج بالسير في الاتجاهين في نفس الوقت، وكنت قريبا من محطة الدفاع المدني، اقتربت من بوابة محطة الدفاع المدنى ورجوت الجنود الواقفين أن يفتحوا البوابات لإنقاذ الناس من الموت، للأسف كعادتهم قالوا ممنوع الدخول ومنعوا الناس بالقوة».
وأضاف: «لم يكن أمامي إلا أن ارتميت تحت سيارة الإطفاء وزحفت حتى وقفت أمام الجنود بالداخل وقلت لهم أرجوكم اتصلوا بالطوارئ وبالعمليات وبلغوهم بالمصيبة والكارثة، تباطؤا فضغط الناس على الباب وفتحوه بالقوة، واضطر الجنود لتشغيل السارينة، وفقدت الوعي لمدة 50 دقيقة تقريبا ظل بعض الناس يرشون الماء على وجهى وجسمي وبعضهم يقوم بالتهوية حتى أكرمنى الله وأفقت».
وتابع: «بدأت أرى الموتى في الشارع ودرجة الحرارة تزيد على 45 ثم بدأت أحمل وأساعد الآخرين في حمل الجثث إلى سيارات الإسعاف والتي زاد عددها على السبعين سيارة، وساعدت في حمل أكثر من خمسين مصابا بين ميت وشبه ميت حتى خارت قواي، فجلست ورأيت الأعداد في تزايد مستمر، ثم سلكت طريقا آخر إلى الجمرات، ووصلت عند الجمرات بعد أذان الظهر».
وأضاف: «معظم من رأيتهم في تلك الفاجعة من ذوى البشرة السمراء، من أفريقيا وأيضا من إندونيسيا، تحرك أطباء وممرضون من البعثة الجزائرية وبدءوا عمليات ومحاولات إسعافات أولية قبل وصول أي سيارات إسعاف سعودية».
وأوضح: «كان هناك فاصل زمنى منذ بداية الأزمة نحو الساعة التاسعة وحتى وصول سيارات الإسعاف الساعة العاشرة والثلث ولو تحركت العمليات واشتركت طائرات الهليكوبتر وتحرك جنود مدربون وأوقفوا دخول الحجاج من كلا الاتجاهين بدلا من الجنود صغار السن، الذين هم أساسا تحت التدريب، ربما كانت الخسائر البشرية أقل بكثير».