رئيس التحرير
عصام كامل

فين حماس «الأقصى» بينداس؟!


لا أعرف سبب كره أغلبية الفلسطينيين لكل ما هو مصري، وحقدهم المعلن على كل ما من شأنه أن يفيد بلدنا، وشماتتهم في كل سيئة تحل علينا. وفي هذا الصدد نرصد ردود الفعل المعكوسة التي تكشف عن حقد دفين علينا.


تلقف الفلسطينيون تقرير منظمة "هيومن رايتس ووتش" الأخير الذي تدعي فيه أن الحكومة المصرية انتهكت القانون الدولي في سيناء، وفي تقرير من 84 صفحة قالت المنظمة الحقوقية، إن "الجيش أزال آلاف المنازل بطريقة تعسفية... مدمرًا أحياء بكاملها ومئات الهكتارات من الأراضي الزراعية وطرد قرابة 3200 أسرة بالقوة". وخلصت "رايتس ووتش" إلى أن مصر "قد تكون خرقت بذلك قانون الحرب، حتى إن كان الهدف من هذه المنطقة العازلة، التي تمتد على مساحة 79 كيلومتر مربع، هو تدمير الأنفاق التي يتم حفرها من قطاع غزة وتستخدم من قبل نشطاء فلسطينيين لتهريب أسلحة إلى الجهاديين في شمال سيناء".

نعرف جميعا أن هذه المنظمة عميلة ومشبوهة، وهي أرادت بهذا التقرير أن تدافع ظاهريا عن الأسر المصرية التي تقع بيوتها في المنطقة العازلة ووجب هدمها، لكنها في حقيقة الأمر تدافع عن أنفاق الإرهاب والجريمة والسرقة!!

أغفل التقرير عن عمد أن الحكومة المصرية دفعت تعويضات مناسبة لبعض أصحاب المنازل ومنحت البعض الآخر منازل بديلة، وفي الوقت نفسه تقوم بتشييد مدينة "رفح الجديدة" بعيدا عن المنطقة العازلة لتنتقل إليها هذه الأسر عند الانتهاء منها.

إفك "رايتس ووتش" ودفاعها المستتر عن أنفاق "حماس" جعل الفلسطينيين يتلقفون التقرير، ويعيدون نشره بكثافة أو يقتطفون منه أجزاء تسيئ إلى مصر وتدافع عن غزة. لكن لا يخفى على متابع لما يحدث تزامن إصدار التقرير "المسيس" والمشبوه مع بدء إغراق الجيش المصري لأنفاق "حماس" بمياه البحر حتى تنهار مع الوقت من تلقاء نفسها دون عناء البحث عن فتحاتها ومخارجها، وهذا ما أصاب الغزاوية بهستيريا جعلتهم ينفثون أسوأ ما لديهم من حقد وضغينة ضد مصر وشعبها، لأننا نحمي أمننا القومي من الاختراق والنهب وتهريب المخدرات والسلاح والمجرمين والإرهابيين وهي التجارة التي تدر عليهم مليارات الدولارات!!.

في البداية ناشد قادة غزة الجيش المصري حتى لا يغرق الأنفاق، ولما لم يجدوا آذانا صاغية كشفوا عن الوجه الحقيقي، مهددين بشكوى مصر دوليا!!، ولا أعرف شكوى على ماذا؟! إذا كان العمل يجري داخل أرضنا وفي إطار حدودنا، سواء هدم المنازل الحدودية أو المنطقة المعزولة وحتى الخندق المائي الذي سيصبح أكبر مزرعة سمكية في الشرق الأوسط، وفي الوقت نفسه يمنعهم من اختراق حدودنا بالأنفاق وسرقة خيرنا وقتل جنودنا.

حاولت غزة عرقلة إتمام الخندق المائي عن طريق تبيان مخاطره البيئية والإنشائية على الجانبين الفلسطيني والمصري، حيث يحد من خصوبة الأرض الزراعية ويؤثر سلبا على المياه الجوفية ويهدد سلامة المباني المجاورة، لكن كما قلت إن العمل يجري في الأرض المصرية، وهم من بدأ بالشر منذ عشر سنوات وتحولت الأنفاق من السرقة والتهريب إلى تنفيذ مؤامرات وقتل وحرق وتدمير... والبادي أظلم.

"حماس" التي تهدد بشكوى مصر دوليا، لكي لا تفقد مليارات أنفاق الإرهاب والتهريب، لم يتحرك قادتها عندما "تدنس" المسجد الأقصى و"انداس" من جنود إسرائيل باقتحامه مرات عدة في الأيام الماضية!!..لم ينطق إسماعيل هنية بكلمة واحدة وهو الذي هدد مصر في السابق بكتائب القسام، وحاول محمود الزهار تذكير جيشنا بالقضية الفلسطينية قائلا "إن مصر مشغولة بأمور أخرى"، أما "كبيرهم" خالد مشعل فالتقى أردوغان حول الأمر دون الاتفاق على فعل محدد أو حتى مشروع قرار، ثم حاول مغازلة مصر بقوله "نحن ننتظر نخوة الجيش المصري لإنقاذ المسجد الأقصى".. ولكل الحمساوية قادة وشعب نقول يكفي مصر ما بذلته وتكبدته من خسائر أكثر من 50 سنة، ألستم حركة مقاومة ولديكم كتائب جهادية وانتحارية، إذن عليكم تحمل مسئولياتكم تجاه قضيتكم حتى تحرروا بلدكم من الاحتلال.

الجريدة الرسمية