سيادة النائب «الطريق للبرلمان باللحمة»
تحدثنا قبل ذلك عن نموذجين من النماذج المرشحة إلى مجلس النواب، أحدهما نافق كافة الأنظمة من أجل الوصول إلى القبة والآخر أستاذ اقتصاد لصق صوره على كافة المحال، أما اليوم فنحن أمام نموذج ربما سيكون الأكثر تكرارًا في المحافظات ولا استبعد أن يكون معظم نواب البرلمان المقبل يمثلون هذا النموذج.
تحت اسم «مرشح الشباب» بدأ بتعليق لافتاته التي أعلن فيها عن ترشحه لمجلس النواب المقبل، حتى الآن يبقى النموذج مشرفًا شاب في العقد الثالث من عمره، يخوص التجربة في ظل ندرة شبابية ضربت دائرة العمرانية على وجه الخصوص.
شجعني ذلك على السؤال عن الرجل عن ماهيته وأيدلوجيته خبراته الميدانية - وياريتني ما سألت- بعد أن تأكدت أن كل مؤهلات الرجل تكمن في «اللحمة» التي تربي من خيرها لتسول له نفسه أنه من خلال اللحمة ممكن أن يغزو قلوب البسطاء وعقول الشباب فقط يحتاج إلى بعض الشعارات لترويج بضاعته.
باعتباري أحد سكان تلك الدائرة التي ترشح فيها مرشح الشباب وبصفتي الصحفية كنت على علم دومًا بكافة المبادرات الأهلية التي تقام سواء من خلال أحزاب أو من خلال شباب متطوعين، كنت أكتب عنهم في بعض الأوقات وأشارك في أوقات أخرى لم أر الرجل ولو من قبيل الصدفة، لم أشعر به لم ينطق أحد اسمه في جلسة ولو على سبيل السهو، مختفي تمامًا لا يدركه سوى أهله العزوة الكبرى له في الانتخابات.
إذا ما هي مؤهلات الرجل، لا شيء سوى أن أباه أحد أكبر الجزارين في الدائرة يعرفه القاصي والداني بجانب بعض المشاريع الأخرى مثل الأبراج السكنية وأفران الخبز المدعم، ما يملكه الرجل ليس بقليل ولا يستهان به فهو القادر على الوصول إلى فم الغلابة ومن يصل إليه قادر على أن يجبرهم على التصويت له هكذا الأمر بكل بساطة، أو الخلطة التي استطاع من خلالها الإخوان بجانب بعض الشعارات الدينية أن يستحوذوا على كراسي البرلمان.
بجانب تلك المشاريع يمتلك الرجل عائلة مترامية الأطراف في الدائرة بجانب الأحباب والنسايب والمنتفعين يصبح دخول الرجل لكرسي البرلمان أمرًا يسيرًا وهو ما تشير إليه بعض الاستطلاعات الأولية في الدائرة فكان هو أحد أبرز المتوقع نجاحهم.
النموذج المعتمد على ثنائية المال والعائلة هو الأكثر تكرارًا خاصة في المحافظات سواء الصعيد أو الدلتا، هؤلاء لا يملكون من الخبرة سوى تلك الثنائية وسيدخلون البرلمان سواء من خلال اللحمة أو غيرها !