قبو البذور.. سفينة نوح للنباتات «بروفايل»
أدت الحاجة إلى الحفاظ على بعض المحاصيل من الزوال، إلى بناء قبو "يوم القيامة" أو "سفينة نوح مملكة النباتات" الذي أقيم في كهف أسفل جبل ناء في الدائرة القطبية الشمالية لتخزين تقاوي المحاصيل الزراعية العالمية وتأمين الإمدادات الغذائية تحسبًا لوقوع كارثة.
كهف تحت الأرض
يقع قبو البذور العالمي "سفالبارد" على بعد 1300 كيلومترا من جنوب القطب الشمالي، في جزيرة سبيتسبيرجين النرويجية، في كهف تحت الأرض، وهو عبارة عن قلعة كبيرة تستوعب الملايين من أصناف البذور.
بوليصة تأمين
يطلق عليه اسم قبو "يوم القيامة" إشارة إلى الكوارث الطبيعية التي قد تواجه العالم في المستقبل، ويعد القبو بوليصة تأمين دولية ضد الكوارث النباتية، تعمل على تأمين الإنتاج الغذائي في أي مكان على هذا الكوكب بعد وقوع كارثة إقليمية أو عالمية.
تأسس القبو على يد شركة Cary Fowler بالتعاون مع المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية، ومولت الحكومة النرويجية، أعمال البناء بالكامل التي قدرت بـ 9 ملايين دولار.
افتتح القبو في عام 2008، وضم خلال السنة الأولى نحو 400 ألف عينة من البذور من ايرلندا والولايات المتحدة وكندا وسويسرا وكولومبيا والمكسيك وسوريا، وارتفع عدد العينات في مارس 2013 إلى 770 ألف عينة.
تم إنشاء القبو على عمق 120 مترا داخل جبل من الحجر الرملي في سفالبارد على جزيرة سبيتسبيرجين، واعتبر المكان المثالي نظرا لكون المنطقة معزولة ودائمة التجمد، إذ تقع على بعد 130 متر فوق مستوى سطح البحر مما يضمن بقاء الموقع جافا حتى في حال ذوبان القمم الجليدية.
وسيله للتوفير
يتم تخزين البذور في علب خاصة تمنع الرطوبة، ويوفر الفحم المستخرج محليا الطاقة لوحدات التبريد التي تقوم بتخزين البذور على درجة 18 مئوية، وحتى في حال تعطل المعدات، تبقى درجات الحرارة منخفضة لعدة أسابيع بسبب الحجر الرملي المحيط بالقبو.
ورغم أن المتعارف عليه، أن هذا القبو هو وسيلة لتوفير البذور حال حدوث كارثة عالمية كبرى، إلا أن هذه البذور تستغل في كثير من الأحيان في تزويد "بنوك البذور" الموجودة في أنحاء العالم وعددها 1400 بنك.
تخزين البذور في القبو مجاني، وتهتم حكومة النرويج والصندوق الاستئماني العالمي للتنوع المحصولي بدفع تكاليف التشغيل. كما تساهم المنضمات الخيرية العالمية مثل مؤسسة بيل وميليندا غيتس، والحكومات من مختلف أنحاء العالم في تمويل المشروع.