رئيس التحرير
عصام كامل

عن اتهام الحج بالوثنية والذبح بالقسوة وجهل الملحدين !


بالخطب والطلقات النارية والموسيقى والألعاب الهوائية احتفلت أمريكا في 4 يوليو عام 1777 بذكرى الاستقلال وظل ينتقل من مدينة كبرى إلى أخرى كل عام حتى صار عيدًا وإجازة رسمية في كل أنحاء الولايات المتحدة !


وقبل أيام احتفلت الصين بالذكرى السبعين على انتصارها على اليابان في احتفال كبير حضره عدد كبير من زعماء العالم وهي الذكرى التي تحتفل بها دول عديدة منها بريطانيا.. في حين تبني فرنسا نصبًا تذكاريًا لتخليد شهداء "سيفو" وكانت سبقتها أستراليا وأمريكا ولحقتها أرمينيا وبلجيكا في إحياء ذكرى ضحايا المذبحة الشهيرة للقوات العثمانية ضد مسيحيين من طوائف مختلفة قبل مائة عام بالتمام والكمال.. في حين تحيي شعوب عديدة ذكرى طقوس عجيبة وغريبة مثل الاحتفال بالموتى في إندونسيا ومهرجان الطماطم (توماتينا بالاسيانية) السنوى في قرية "بيونول" بمقاطعة "فالنسيا" بإسبانيا يتم فيه إهدار آلاف الأطنان من الطماطم من أجل اللهو واللعب.. فضلا عن إحياء عادات مدهشة أخرى في أماكن عديدة في العالم !

أما عندما يحيي المسلمون ذكرى فداء السماء لنبي الله إسماعيل أبو العرب وابن أبو الأنبياء يتهمونهم بسفك الدماء والوحشية والإتيان بعادة "غريبة" بل "بالوثنية"! رغم أن قصة إسماعيل عليه السلام في الذبح والفداء وفي العطش عند الصفا والمروة وفي بناء البيت كانت أسبابًا عملية مباشرة لفرض الحج على عباد الله يذهبون مرة في العام لتلبية الأمر الإلهي والاستجابة لدعوة أبو الأنبياء تكون عيدًا سنويًا يتدبره الناس ويتذكرون فيه قيمة الانصياع لأمر الله وطاعة الآباء والعطف على الفقراء والذبح من أجلهم وهم في كل ذلك سواء.. لا فرق بين واحد وواحد.. ولا بين غني وفقير.. أو سيد وغير سيد.. الجميع برداء واحد وهيئة واحدة يتجهون إلى قبلة واحدة يرددون نداءً واحدًا يلتزمون بقوانين الشعيرة لا رفث ولا فسوق ولا جدال.. وأي تأديب وتهذيب وتعليم وتدريب وتطهير إلهي ذلك !
والله لو كان في الأمر تدبير بشري ما كان هكذا.. إنما هي فريضة رب السماء ورب الأرض.. رب العالمين!

كل عام والإنسانية كلها بخير.. في ذكرى الفداء الإلهي لنفس بشرية أبى رب العالمين أن تذبح له.. فلا يحق إذن أن تذبح لمن دونه.. لأي سبب كان.. وفي أي مكان كان.. ولكن من يفهم ومن يعي ومن يلتزم بتعاليم دين عظيم يظلمه الجميع.. أنصاره قبل خصومه!
الجريدة الرسمية