رئيس التحرير
عصام كامل

«قمة» في قلة الأدب!!


الزمالك والأهلي في نهائي الكأس مساء غد.. خبر كنا في السابق نقرأه ونحن في انتظار المتعة، ولذلك كنا نستعد له من بداية اليوم.. ولكن للأسف الشديد الآن نضع أيدينا على قلوبنا؛ خوفا من المشاكل، التي يمكن أن تتطور إلى كوارث.


قمة الكرة المصرية كانت في السابق، قمة في كل شيء، حتى في ظل الشحن المعنوي والتعصب الجماهيري، الذي كان لا يتعدى الهتافات الحماسية، وجزء منها كان خارجا على النص.

قمة الأهلي والزمالك كانت بمثابة يوم عيد للجماهير الكروية.. فاستاد القاهرة كان يكتظ بـ100 ألف متفرج، دون أي مشاكل، ولكن الآن لا يمسح إلا بدخول 50 فردا فقط من كل فريق، مع تشديدات أمنية لا مثيل لها.

التعصب الجماهيري كان ومازال وسيظل موجودا، ولكن أن يتطور إلى هذا الحد من الإسفاف وقلة الأدب، فهو دليل واضح على أننا لا نستفيد من دروس الماضي، وحادثتا بورسعيد والدفاع الجوي أكبر دليل.

جزء كبير من الإعلام وعدد لا بأس له من مسئولي الناديين، سبب أساسي في ظهور هذا التعصب بهذا الشكل البغيض.. فعندما يصل التعصب إلى السباب بأبشع الألفاظ ثم إلى القتل، فهذا معناه أن الكرة المصرية مازالت تسير في دائرة مغلقة لن تخرج منها إلا بعد سنوات وسنوات.. فطالما يتواجد من يغذي هذا التعصب فلا أمل إلا حتى عمر!!

أنا عن نفسي لم أعد أنتظر هذه القمة مثلما كان في السابق.. لا أنتظر مشاهدة مباراة فنية وأخلاقيات عالية، بل أتمنى فقط أن تخرج المباراة إلى بر الأمان، بغض النظر عن النتيجة، بعد أن تحولت من قمة راقية فنيا وجماهيريا وسلوكيا، إلى قمة في قلة الأدب بين أطراف معروفة بالاسم سواء من الجماهير أو المسئولين.

الغريب في الأمر، أن الجميع بلا استثناء يعلم ويدرك تماما مَن السبب في وصول التعصب بين جماهير الناديين إلى هذه الدرجة، ولكن لا أحد يرى ولا أحد يسمع ولا أحد يتكلم ولا يوجد كبير.. الجميع ينتظر حدوث كارثة جديدة ويكتفي بالمشاهدة فقط.. ولكِ الله يا كرة يا مصرية!!
الجريدة الرسمية