رئيس التحرير
عصام كامل

الحكم على علماء مصر بالموت

سلمي كحيل
سلمي كحيل

إحباط شديد ووجوه مليئة بالحزن واليأس وكأن حياتهم انتهت عند هذا المطاف يعيشون داخل موطنهم وهم أموات إذا سمعت هذه العبارات فيجب أن تدرك على الفور أنهم علماء مصر متضمنين شباب الباحثين وعلماء الخارج والداخل وجميع الباحثين بالمعاهد والمراكز البحثية.


عندما أصبحت محررة علمية لا كنت أدرك لماذا يهاجر علماؤنا للخارج ولا كنت استوعب ماذ يفيدنا البحث العلمي في حياتنا ولرجل الشارع ولكن وقت دخولي هذا الملف وسميت "محررة علمية" وقتها علمت أن هذا الملف من أصعب الملفات الموجودة على الساحة كصحافة أو في الحصول على معلومة.

جلست كثيرا مع العديد من علماء مصر المهاجرين والجالسين بمصر ومع شباب الباحثين الذي لم يتجاوز أعمارهم الثلاثون عاما وجميعهم اتفقوا على عبارة " الدولة مش مؤمنة بالبحث العلمي "، وعشان نحس بقيمتنا لازم نهاجر"، من المفترض انهم من أرقى فئات المجتمع وهم قامة أي دولة ولكنهم غلابة وسط جشع الكثير مرتبات الباحثين لا تتجاوز 1300 جنيه ومعاملهم لا ترقى لتخزين ادوات قديمة ولا ترقي لأن يعيش بها فئران التجارب عفوا للتعبير ولكن انتم تشعرون بها أكثر مني فلكم فيها سنوات عديدة ولم تغيير، ينتظورن أيام واشهر وسنوات للحصول على تمويل لإنجاز بحث أو مشروع يخدم دولة ولكن الدولة لا تنظر لهم طرف العين.

قرار المهندس شريف إسماعيل اليوم بضم وزارة البحث العلمي للتعليم العالى كان كالسهم الذي اخترق قلوبهم من المحتمل أن يكون معظمهم ولكن تم تعيين رئيس حكومة لا يدرك مدى الكارثة التي تعود على الباحثين بعد ضمها لوزارة تحمل العديد من الملفات الساخنة ولا ينظر إلى علماء وباحثين يحتاجون إلى وزير من داخل المعامل البحثية يدرك بما يحدث لهم يضع حلولا لمشاكلهم التي باتت سنوات عديدة لا ينظر لها أحد، ولكن السؤال هنا هل ستحتضن مصر علماؤها المصريين أن ستحكم عليهم بالموت وهم أحياء ؟
الجريدة الرسمية