رئيس التحرير
عصام كامل

«النووي» يشعل الخلاف بين القيادات الإيرانية.. خلافات بين خامنئي وروحاني.. النظام القمعي يسلب حقوق الإيرانيين.. التشدد والاعتدال ينعكس على خطب الجمعة.. وخامنئي يتهم الحكومة بالفساد ليهيمن على

الرئيس الإيراني حسن
الرئيس الإيراني حسن روحاني

تبدو الخطابات الهجومية بين الرئيس الإيراني حسن روحاني، وعلي خامنئي القائد الأعلى بالبلاد مثل المبارزة، التي تنعكس على الشعب الإيراني في ظل النظام الاضطهادي القمعي الذي يسلب فيه كل الحقوق الإنسانية.



انتهاك حقوق الإنسان
ودعت للمعارضة الإيرانية مرارا وتكرارا، المجتمع الدولي والرأي العام العالمي إلى الوقوف بوجه الانتهاكات الإيرانية لحقوق الإنسان، ولكنها دون جدوى.

ومن بين المواقف المتناقضة بين خامنئي وروحاني، موقف كل منهما تجاه الاتفاق النووي الإيراني مع القوى العالمية العظمى "p+"، وتحديد العلاقة مع الغرب؛ حيث يقول روحاني إن الاتفاق يؤسس لمرحلة جديدة من العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية والغرب، في الوقت الذي يقول فيه خامنئي إن ذلك لن يحصل.


الشيطان الأكبر
ويؤكد خامنئي في خطابه الأخير، أن الولايات المتحدة ستبقى الشيطان الأعظم، لافتا إلى أنه الآن وبعد الاتفاق النووي سنتواصل الحرب ضد واشنطن، ما يدل على تلخبط الإيراني وعدم احترام شعبه الذي عانى على مدى ربع قرن نتيجة السياسة الحمقاء لنظام الملالي.


تناقضات بين خامنئي وروحاني

بينما الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي تم انتخابه من قبل الشعب، الذي جاء حاملا وعودا بتحسين الاقتصاد وتحسين العلاقات مع الغرب، يؤكد بدوره على أن الاتفاق النووي هو عبارة عن بداية جديدة، ما يبرز الاختلاف الكبير بين خامنئي وروحاني، وأي مسار ستسلكه البلاد.


سياسة دولة
والصراع بين روحاني الرئيس المعتدل، وخامنئي المتشدد، انعكس على خطب الجمعة في طهران؛ حيث اعترض خامنئي على تصريحات روحاني التي طالب بها تخفيف الضغوط على ما أسماه بسوء التحجب وحرية ارتداء الثياب، شرط ألا تخرج على المعقول والمتعارف عليه، الأمر الذي أغضب خامنئي وحاشيته، واعتبروها أمورا تخص أمن النظام.

ضربات إستراتيجية
وفي إطار الصراع الدائر بين الطرفين، اعترفت حكومة روحاني، ولاسيما وزير الداخلية، بالفساد والأموال القذرة؛ حيث استهزأ الخامنئي بهذه التصريحات، وفي إشارة إلى المسئولين، قال: «إنكم لستم صحفا تتكلم عن الفساد.. ما هي هذه الكلمات؟.. علينا أن نتخذ إجراءً للحيلولة دون استشراء الفساد بكل معنى الكلمة!».

وبهذا الشكل ألقى الخامنئي كرة مسألة الفساد إلى ملعب حكومة روحاني، ما يشير إلى أن خامنئي لا يريد أن يخسر زمام الحكم وهيمنته على الدولة، ولكن ذلك يأتي وسط ضربات إستراتيجية خارجية وداخلية من العيار الثقيل، ما يتسبب في شرخ كبير في الداخل.
الجريدة الرسمية