رئيس التحرير
عصام كامل

شالوا.. ألدو!


لماذا يكون أهل الحكم في مصر أحرص على صورة وسمعة الوزير السابق، رغم أنه لم يكن هو نفسه حريصا على تبييض صفحته؟!

تمنيت أن أعيش اليوم الذي أجد فيه الدولة لا تدافع عن مسئول مرتشٍ أو حرامي أو حتى فاشل، لماذا نحرص على أن يخرج وزير سابق له كل الصلاحيات وكأنه لم يرتكب مخالفة واحدة؟.. هذا الأمر كفيل بأن يصيب المواطن باليأس والإحباط، وكأن أحدا لا يريد أن يتعلم!


ورغم المآخذ والكوارث التي ارتكبتها وزارة المهندس إبراهيم محلب، إلا أنها في النهاية تقدمت بالاستقالة، وقبلها رئيس الجمهورية مع توجيه الشكر لهم.. لم نعرف سبب الاستقالة ولا سبب قبولها، وهو ما يفتح الباب أمام الاجتهادات الصحفية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

نريد الشفافية، ونريد أن يخرج علينا مسئول يقول لنا إن هذه الوزارة فشلت في كذا وكذا، ولهذا وجب عليها التقدم بالاستقالة، أو أن بعض الوزراء لم يعودوا فوق مستوى الشبهات.. ولكن أن تخرج وزارة محلب وكأن شيئا لم يحدث، فهو أمر لا يمكن أن يستوعبه طفل صغير..

قلت منذ أسابيع قليلة، وعلى نفس الصفحة، إن البداية التي يجب أن ينطلق منها الرئيس السيسي هو إعلانه الحرب على الفساد والمفسدين قبل أي مشروع قومي؛ لأن الفساد أصبح مثل السوس الذي ينخر في البلاد، وماذا يفيد مليون مشروع قومي طالما أنه يصب في جيوب الفاسدين؟

وعندما تلقيت نبأ القبض على معالي وزير الزراعة، متهما في قضية فساد، هللت وكبرت، وقلت من هنا البداية.. ولكن هيهات بين الحلم والحقيقة، وتبخرت أحلامي عندما توقفت آلة الحرب على الفساد عند وزير الزراعة، وخرج الباقون سالمين غانمين وزراء سابقين يحصلون على معاش محترم من مصر المحروسة..

سيادة الرئيس.. الناس والشعب ينتظر الكثير والكل راهن عليك، فبالله عليك لا ترحم فاسدا ولا تتركه ينشر فساده؛ لأن مصر بلد كبيرة ويمكن أن تأتي المشاريع بنتائج أسرع مما نتوقع، لو تم القضاء على الفسدة والمفسدين.. إنما يعود العصر البغيض مرة أخرى، ويظهر أحمد عز ويعود كل الفاسدين عن طريق الأموال التي سرقوها من قوت الشعب فلا وألف لا.. لا بد أن تتطهر الساحة، ويظهر جيل جديد نظيف بعيدا عمن أفسدوا حياتنا، ونغصوا عيشتنا على مدى سنوات طويلة، ولله الأمر من قبل ومن بعد.
الجريدة الرسمية