وروسيا تدخل الحرب في سوريا!
لا معنى لأن يقول المتحدث باسم الكرملين: إن القوات الروسية ستتدخل في الصراع في سوريا، إذا طلبت الحكومة السورية ذلك، ما لم يكن قد تم الاتفاق على التدخل بالفعل والتصريح يريد أن يلفت نظر العالم لأمرين:
الأول أن الحكومة السورية وحدها التي تمتلك الشرعية للحديث باسم سوريا.. والثاني أن روسيا تريد أن تمنح الشرعية لتدخلها هناك، وأنه سيتم بطلب رسمي من الحكومة الشرعية!
قبل أسابيع وفي أكثر من مقال، قلنا إنه يتم تجهيز الأرض لانقلاب في المواقف.. وقلنا إن الأرجح أن موقف روسيا وإيران هو الأصلب وربما سيزيد صلابة.. وقلنا بعدها إنه لا صحة إطلاقا لما يشاع من تهجير السوريين لتفريغ سوريا البالغ سكانها 25 مليونا من الأشقاء، وتدرس أوربا منذ أسابيع ويدعو بعض قادتها إلى قمة أوربية من أجل توطين 120 ألف سوري فقط، أي أقل من 1 على 8 من المليون، وهو رقم هذيل لا يصح معه القول بتفريغ سوريا لتوسع إسرائيلي، في وقت لم تنته فيه إسرائيل أصلا من عرب إسرائيل ويقتربون من مليوني عربي، ولا من فلسطينيي الضفة وغزة.. ولن نقول عرب لبنان والأردن ولا نعرف كيف ستقفز إلى سوريا من فوق كل ذلك!
كل ما يجرى أنه يتم التجهيز لحل الصراع، فلا بد من تهيئة الرأي العام العالمي لتقبل تنازلات كبيرة من أنظمة ودول طالما قالت وأكدت إصرارها على رحيل الرئيس الأسد، وإسقاط نظامه، وإلى اتهامه باستخدام الكيماوي إلى آخره!!
الآن روسيا تدخل على خط النار ولها مصالح عديدة، أولها بقاء الرئيس الأسد، فسقوطه - لا قدر الله - يعني أن سوريا في طريق الفوضى الشاملة، التي تعيش فيها للأسف ليبيا والعراق.. وهذا يعني أيضا تمدد الجماعات الإرهابية، التي تضم وفقا لتقديرات أجهزة المخابرات الروسية، أكثر من ألفي مقاتل روسي وأكثر من ثلاثة آلاف مقاتل آسيوي من دول محيطة ومجاورة لروسيا، وهو ما يعني خمسة آلاف انتحاري وإرهابي يهددون الأمن الروسي فيما بعد!
روسيا تضع الصراع على الحافة.. فإما اختبرت جدية الحل السلمي والجلوس للتفاوض.. وإما ستساهم هي بنفسها في الحسم والحل العسكري.. وهو ما يعني أيضا عودة قوية لروسيا وتطلعاتها للعودة كقوة عظمى تساهم بخياراتها القوية والجريئة في هدم نظام القوة العظمى الوحيدة، وتضع لنفسها مكانا في المياه الدافئة القريبة من سخونة المعارك في ليبيا ومن رائحة الغاز في المتوسط!
الزعم بأن روسيا تناور من أجل التفاوض في أوكرانيا غير صحيح.. وفات وقته.. ولا يتم وطلائع القوات الروسية وصلت إلى الأراضي السورية بالفعل، وفقا لمعلومات من مصادر عديدة.. ويبدو أن أيام الحسم قد بدأت، وأن الأمل موجود في إنقاذ بلد عربي حبيب من مخطط جهنمي واجهه بشجاعة وأوقفه شعبا وجيشا وقيادة حتى اللحظة!
وللمرة العاشرة، نؤكد على ثبات الموقف المصري منذ البداية رغم كل محاولات التشكيك، وأغلبها يفتقد ليس للذكاء فقط بل للعقل أصلا، ومساء أمس أكد سامح شكري لقناة روسيا اليوم، أنه "لا حل عسكري في سوريا، وأن على العالم التأكد من صحة الطرح المصري، وأن الأولوية للحرب على الإرهاب"، ولا يحتاج الكلام إلى أي تفسير ولا أي ذكاء لفهمه واستيعابه!