«التموين» تبحث استيراد اللحوم من الكونغو.. جودة: القطاع الخاص أفسد صفقات الحكومة مع إثيوبيا والسودان..عليان: بديل لـ«أديس أبابا» في ظل تعثر مفاوضات سد النهضة.. عيسى: اللحوم السودان
تسببت أزمة ارتفاع أسعار اللحوم الفترة الماضية في إقبال المواطنين على شراء الدواجن والأسماك، مما أدى إلى ارتفاع سعر الدواجن لـ25 جنيها للكيلو، وارتفع أيضا سعر الأسماك، لذا تسعى وزارة التموين والتجارة الداخلية لحل الأزمة من خلال توفير لحوم بأسعار مناسبة للمواطنين البسطاء.
وفي هذا السياق عقد الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية، فى حكومة تسيير الأعمال، اجتماعا مع رئيس اتحاد الغرف التجارية والصناعية بدولة الكونغو، لبحث إمكانية استيراد اللحوم من هناك، واستعرض الاجتماع طرح اللحوم فى المجمعات الاستهلاكية وشركات الجملة، بأسعار مخفضة للمواطنين، لتأتى الكونغو كثالث دولة أفريقية تستورد منها مصر اللحوم بعد السودان وإثيوبيا.
وترصد "فيتو" آراء الخبراء حول مدى مساهمة استيراد اللحوم من الكونغو فى سد الفجوة خلال الفترة المقبلة.
تجارب سابقة
وفي هذا السياق قال الدكتور صلاح جودة مدير مركز الدراسات الاقتصادية، إن التجارب السابقة لاستيراد اللحوم من إثيوبيا والسودان لم تكتمل، لذلك اتجهت الأنظار إلى الكونغو.
وأشار جودة إلى أنه كان من المفترض أن يتم الاتفاق بين الحكومة المصرية وحكومات إثيوبيا والسودان، لكن القطاع الخاص، تدخل ورفع السعر على الحكومة واستورد اللحوم من تلك الدول.
وأضاف جودة أن استيراد اللحوم من الكونغو، سيكلف الدولة الكثير نظرا لبعد المسافة بين مصر والكونغو، وتكلفة وسائل النقل والمواصلات، لافتا إلى أنه من الأفضل الاكتفاء بالاستيراد من السودان لأنها الأقرب إلى مصر.
تعدد المصادر
وأوضح الدكتور عبد الرحمن عليان الخبير الاقتصادي، أن استيراد اللحوم من الكونغو، يساعد على تعدد مصادر الاستيراد، ويوفر بدائل فى حالة وجود مشكلة فى الاستيراد من السودان وإثيوبيا، لا تؤثر على اللحوم، خاصة في ظل تعثر مفاوضات سد النهضة مع إثيوبيا.
وأضاف عليان أن لحوم الكونغو من الممكن أن تكون أقرب إلى اللحوم البلدى، وفى هذه الحالة ستكون الأفضل، موضحا أن اللحوم الإثيوبية تعتمد على الماعز والخرفان، أما اللحوم السودانية فتعتمد على الإبل، لكن لحوم الكونغو تعتمد على الأبقار، وهى لحوم الكندوز والبتلو، تعد من أفضل أنواع اللحوم للمستهلك المصري.
طرق بديلة
ومن جانبه قال رضا عيسى الباحث الاقتصادى بمعهد الاقتصاد، إن استيراد اللحوم من الكونغو قد يكون بديلا للحوم السودانية، والإثيوبية، لكنها لن تكون الأفضل ولكنها ستكون البديل فقط، موضحا أن اللحوم السودانية من أفضل أنواع اللحوم، نظرا لأن الماشية تمشى مسافات بعيدة خلال الرعي، مما يجعل عضلاتها أقوى.
وأضاف عيسى أن رجال الأعمال دائما ما يتدخلون فى استيراد اللحوم من الخارج، من أجل الاستفادة الأكبر، وعرقلة الاتفاق بين حكومات البلدين، ورفع السعر على الحكومة.
