بالصور.. آلة الزمن تطحن عظام أطفال قنا.. مأساة حقيقية وواقع مرير يعيشونه.. «علي» يتخصص في التسول أمام مقام «القنائي».. زينب: أذهب للمدرسة صباحا وفي المساء «أشحت» مع والدي
واقع مرير ومأساة حقيقية يعيشها أطفال محافظة قنا الذين طحنت آلة الزمن عظامهم، ينظرون إلى عيون البشر بملابس رثة وأجساد هزيلة بحثا عن الأمان، وكفايتهم حق السؤال، يتسولون كل بطريقته لقمة العيش كي يقووا على مواصلة الحياة، بعضهم يخرج للعمل في وقت مبكر، في الوقت الذي يعيش نظراؤهم في المحافظات الأخرى طفولتهم وحياتهم الطبيعة، "فيتو" ترصد هذه المأساة في السطور التالية..
زينب وأعمال متعددة
"زينب م. م" إحدى العاملات بمسح السيارات بمحطات الوقود، وهي طفلة تبلغ من العمر نحو 8 سنوات، في المرحلة الابتدائية في الصف الرابع، والدها يعمل موظفا، ووالدتها ربة منزل، ووالدها حسبما قالت هو الذي يقوم بتسريحها للعمل هي وأشقائها الـ8، وهي تعمل أحيانا في مسح السيارات بمحطات الوقود وأحيانا تقوم بالتسول في المقاهي، وأحيانا تبيع الفل، في النهاية يجب أن تحصل على المال كي تعود إلى والدها به، الذي دائما يطالب أطفاله بالعودة إلى المنزل وفي يدهم نقود إرضاء له.
المدرسة على الهامش
وتضيف زينب: عند ذهابي للمدرسة أيضا والدي يطلب منا أن نخرج عقب الانتهاء من المدرسة للتسول والعمل في أي شيء مقابل الحصول على المال، لا أعرف أي شخص في حياتي سوى زميلي الذي يخرج معي عندما نذهب للعمل في مكان ما أو نتسول، وأيضا للحفاظ علي.
وأشارت إلى أن هناك بعض الناس يتصرفون تجاهنا بشكل يرهبنى، وأحيانا عندما يتردد البعض على مكان ما أتركه خوفا منه، وبتمنى أن أصبح مدرسة، وأخاف كثيرا عندما أعرف أن مدرسين لي قد يروني في هذا المشهد، لذا أسعى دائما إلى العمل أفضل من التسول.
وأحيانا أبيع الورود والفل، فإذا انتهت أعمل في مسح السيارات في محطة البنزين وأحيانا الناس بيطردوني من المحطة بعدما يقوم بعض أصحاب السيارات بالشكوى منا، لأنهم يرفضون أن أقوم بمسح سياراتهم بحجة أن الفوطة التي في يدي غير نظيفة.
وتضيف أن أصعب الاوقات التي تمر عليها أثناء العمل هي ارتفاع درجة الحرارة، وهو ما كان يحدث معي في الأيام الماضية وفي شهر رمضان، وربنا يعدي الأيام اللي إحنا فيها على خير.
"علي" ومقام "القنائي"
"على. س. م" طفل يبلغ من العمر 7 سنوات، وشقيقه أصغر منه بنحو سنتين، يذهبان إلى مقام "سيدي عبد الرحيم القنائي" للتسول من الزائرين وأحيانا للحصول على لقمة عيش، وهربا من ارتفاع درجة الحرارة في وقت الظهيرة، فلا يعرف عدد أشقائه، ولا يعلم عنهم شيئا سوى أنه يذهب في نهاية اليوم إلى البيت ويعطي والدته النقود التي تحصل عليها.
يضيف: للأسف تركت المدرسة؛ لأن والدته لا تستطيع أن تكفي حاجتهم، فقررت أن نترك المدرسة للعمل ونحن نعمل في جمع العلب البلاستيكية، وفي الغالب نتسول في أضرحة الأولياء طلبا للعون، باستعطاف الزائرين والحصول منهم على المال أو حتى الطعام.
وهناك البعض من الناس يتعاطفون معنا من باب الصدقة، وهناك من يرفض ذلك قائلًا: "روحوا اشتغلوا أحسن من الشحاتة".