رئيس التحرير
عصام كامل

خطة الوفد لـ«تبييض» وجهه أمام الأقباط وخطب ود الكنيسة.. «العدوي» شفرة استقطاب مغمورين وإقصاء معروفين.. لقاءات مرتقبة ووعود شفوية بتمرير قوانين الأقباط بالبرلمان

الدكتور السيد البدوي
الدكتور السيد البدوي

"البدوي" يبارك إقصاء رئيس المشاركة الوطنية والأخير يستقيل لغياب المواطنة عن بيت الأمة. 


أزمة طاحنة تعصف بحزب الوفد الجديد، برئاسة الدكتور السيد البدوي، انقسامات الحزب ما بين إصلاح ومؤيدي رئيسه، استقالات وانسحابات، عقب فشل محاولات مساعي رئيس الجمهورية في رأب الصدع الذي يعيشه الحزب الذي يعتمد على تاريخه في سباق النواب، مما ينعكس سلبًا على تواجده بالبرلمان.


هذا المأزق وضع "البدوي" بين سندان مؤيديه ومطرقة جبهة معارضيه، إن تأثرت فرصه في النجاح، وتكشف مصادر قيادية بحزب الوفد لـ" فيتو"، تفاصيل الخطة الذي لجأ إليها البدوي لمغازلة الكتلة التصويتية التي يراها البعض "ترمومتر" العملية الانتخابية وهم كتلة «الأقباط».


وسط تهميش الحزب وقيادته لدور ما يسمي بلجنة المشاركة الوطنية والمعنية بالتواصل مع الكنائس المصرية وفى مقدمتها الأرثوذكسية وعلى رأسها البابا تواضروس الثاني، وتقليص دور الكثيرين من أعضاء الحزب الأقباط في خانة بعينها ما دون القليل من أصدقاء رئيس الحزب الذين يلقون دعمه وتأييده في تولى مناصب قيادية.

ظهر على الساحة السياسية أحد الضباط السابقين بجهاز المباحث، يدعى "هشام رزق الحنفي العدوي" وشهرته هشام العدوي ضمن مجموعة من الأقباط ليتفقدوا الكنائس ويلتقوا بعض القيادات تحت ما أسموه "المواطنة المستقلة"، على غرار لجنة المواطنة داخل الكنيسة والتي كان لها دور بارز في توجيه أصوات الأقباط في السابق لكتل بعينها في ماراثون البرلمان.

رأى البدوي في تلك اللجنة سبيلا لتبييض وجه الحزب لتعزيز مرشحيه بعدما فقد الكثير من رونقه، وفى لعبة الانتخابات التجمل مفتاح النجاح - وفقًا للمصادر.

استطاع رئيس حزب الوفد استقطاب العدوي الذي استخدم ألبوم الصور مع القيادات الكنسية لإقناعه بأنه جدير في تحقيق المطلوب منه وضمان أصوات الأقباط لصالح مرشحي بيت الأمة، وإبرم اتفاق على أن يتوالى "ضابط المباحث السابق" هشام العدوي عضوية لجنة الانتخابات بتزكية رئيس الحزب، إلى جانب دفعات مالية ضخمة لتحقيق المطلوب منه.

وتسرد المصادر - أن دخول العدوي إلى رواق حزب الوفد كعضو للجنة الانتخابات أثار حفيظة البعض، ولاسيما بأنه سار على درب البدوي في العصف بكل ما هو قبطي حتى لا يكون له منافسون في "سبوبة" الاتفاق.


وتضيف مصادر قيادية بالوفد، أن "العدوي" استغل وجوده كعضو بلجنة الانتخابات وانتقاء المرشحين ليطيح بمن رأه منافسا له وهو: صفوت لطفى، رئيس لجنة المشاركة الوطنية بحزب الوفد، وبدأ خطته باستبعاده من أسماء مرشحى الحزب بشبرا الخيمة رغم وجود 3 مقاعد بالدائرة.


وأوضحت -المصادر- أن العدوي أراد ضرب "لطفى" بتحديد لقاءات مغلقة للبدوي مع بعض القيادات الكنسية، وزاد تهميش رئيس المشاركة الوطنية إلى أن تقدم باستقالة نهائية من الحزب ومسببة قال فيها: "إن ذلك لإحساسى بعدم وجود تلك المشاركة، وأيضا لعدم وجود مواطنة حقيقية، وأسباب أخرى أحتفظ بها لنفسى".

وتشير المصادر إلى أن العديد من أنجال وأبناء القيادات القبطية المؤسسين للوفد باتوا عازفين عن الظهور في بيت الأمة الذي شهد ترحيبا من سعد باشا زعلول بمكرم عبيد وعبد النور حال انضمامهم إليه مع رفاقهم، نظرًا لاتباع رئيس الحزب مبدأ الإقصاء للأقباط، وإعادة تدوير بإضافات من اختيار العدوي.

وكشفت عن خيوط الخطة العنكبوتية التي يقودها ضابط المباحث السابق والذي يزعم بأنه يقود لجان المواطنة داخل الكنيسة، بتوجيه من رئيس حزبه، بأن هناك خارطة للتحرك مع توجيه بعض الأحاديث التي تخطب ود الأقباط البسطاء وتروق للبعض بصورة أخرى، وأولها إعلان الحزب الدفع بـ 14 قبطيًا على المقاعد الفردية.

وتفيد المصادر بأن "البدوي" و"العدوي" أعدا خارطة للتحرك بالمحافظات ولقاء قيادات كنسية من الأقباط الأرثوذكس على وجه الخصوص كونهم الأكثر عددا وفاعلية، مع وعود بتصويت الوفد بالبرلمان لتمرير القوانين الخاصة بالأحوال الشخصية والتي تحمل رؤية الأرثوذكسية، وقانون بناء الكنائس.

وأبدى المصدر تعجبه من طريقة إعلان رئيس "الوفد" عن عدد المرشحين بمبدأ التمييز على أساس الدين وقوله إن الحزب دفع بـ 264 مرشحا فرديا بينهم 14 قبطيًا، و9 مرشحين بقائمة في حب مصر التي سبق واتهمها بأنها صنيعة أمنية؛ مشيرا إلى أن أعداد مرشحي الأقباط لن تصل لهذا الرقم عن الوفد.


وتابع: "أن البدوي والعدوي يريدان تبييض وجوههما بمحاولة ضمان أصوات الكنيسة لصالحهما بالزيف، ولاسيما بأن ما يجري بالوفد، «بيت الأمة سابقًا» يعيد للأذهان ما كتبه الراحل مكرم عبيد القطب الوفدى الأصيل عن فساد قيادات الوفد في حينها، ويبدو بأن ما يجري عودة للفساد ومحاولات إيهام البعض بما هو غائب".
الجريدة الرسمية