أسوأ استقبال لرئيس وزراء مكلف!!
بلا شك أن استقالة حكومة المهندس إبراهيم محلب، كانت مفاجئة للجميع، وجاء اختيار المهندس شريف إسماعيل لتشكيل الحكومة الجديدة أكبر مفاجأة، وبصرف النظر عن أسباب ومعايير اختياره، فإن استقبال الإعلام للرجل كان أسوأ استقبال لرئيس وزراء مصري مكلف بتشكيل حكومة جديدة، فتعرض الرجل لحملة كبيرة من التشويه، لم يتعرض لها حتى هشام قنديل، أسوأ رئيس وزراء مصري خلال حكم الإخوان.
لا أعلم لماذا استقبلت وسائل الإعلام الرجل بهذا الشكل؟.. هل بسبب مفاجأة اختياره؟.. أم أن الإعلام يريد أن يذبح له القطة من أول يوم بل قبل حلفه اليمين؟.. ولا أعلم كيف سيعمل هذا الرجل في هذا المناخ الذي كهربه الإعلام؟.. فالرجل وقبل أن يلتقط أنفاسه ويستيقظ من مفاجأة اختياره، اضطر للدفاع عن نفسه وينفي علاقته بالمشبوه محمد فودة، سمسار رشاوى الفساد، وأن الصور التي جمعتهما معا ليست دليلا على وجود علاقة بينهما، وهو محق في ذلك، ومن المؤكد أن الجهات الرقابية التي ضبطت فودة لم تجد في المهندس شريف إسماعيل ما يشينه أو يسيء إليه، كذلك مؤسسة الرئاسة التي تتحرى الدقة في الاختيار.
الله يكون في عون المهندس شريف إسماعيل، مطلوب منه جهدا مضاعفا في وقت قصير جدا؛ حتى يقنع الإعلام به، وفي الوقت نفسه أي تقصير منه أو خطأ بسيط سوف يكون عند الإعلام كبيرا، على اعتبار أنه سبق وانتقد اختياره، كما أن اعتذار البعض عن تولي الحقائب الوزارية قد يضطره إلى الإبقاء على بعض الوزراء الضعفاء أو اختيار الأضعف منهم، ولأن الإعلام أيضًا يؤكد دائمًا أن مدة هذه الحكومة قصيرة جدا وحتى الانتهاء من انتخابات مجلس النواب، فإن أعضاء هذه الحكومة لن يعملوا خوفا من المسئولية والفشل، الذي غاب عن الإعلام أو تناساه هو أن أمام هذه الحكومة فرصة أن تستمر في حالة إجادتها أو حتى محاولة إثبات نفسها.
هكذا وسائل الإعلام المصرية، تبحث عن الجانب السيئ لتسليط الضوء عليه، وتتعمد إظلام الصورة أمام المواطنين، وتبحث عن الفضائح وتتجاهل الإيجابيات، فهل يستسلم رئيس الوزراء الجديد لإرهاب وسائل الإعلام ويتفرغ هو وأعضاء حكومته لكل ما يقال فيها، ويعملون لها ألف حساب، ولا يعملون حتى لا يخطئوا فتصطادهم برامج التوك شو؟
ظني أن الإعلام لم يُهِن شخص رئيس الوزراء المكلف بل أهان منصبه في عيون المواطنين، كما أهان البرلمان القادم بتعمده استضافة المرشحين التافهين في كل البرامج، وخاصة الراقصة المرشحة، فلم يعد منصب الوزير والنائب البرلماني لهما قيمة واحترام، وهذا أمر جد خطير، يحتاج إلى وقفة حازمة من مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها مؤسسة الرئاسة؛ حتى نعيد للمناصب هيبتها وكرامتها.