يا مرشدو مصر.. اتحدوا !!
«الإرشاد السياحى» ليست مجرد مادة علمية تدرس في المعاهد والكليات السياحية، بل علم يعتمد على مقومات ومهارات اتصالية.
المرشد السياحى "سفيرًا لبلاده" ينقل تاريخ وحضارة وثقافة شعب إلى آخر، يتواصل شعبيًا لتغيير مفاهيم وترسيخ ثقافات، إسرائيل استطاعت من خلاله أن تقنع العالم بأن اليهود "بناة الأهرامات" واستطاع المرشد الإسرائيلى أن يضلل الشعوب في المحافل الدولية.
مصر بها 18 ألف مرشد مسجلون بالنقابة، 10 آلاف فقط هم من يسدودون اشتراكاتهم السنوية ويعملون فعليًا، 5% تقريبًا منهم استطاعوا تأمين حياتهم، من خلال خبراتهم وعلاقاتهم الشخصية، والباقى حقوقهم لا تجد نصيرًا لها، ونقابتهم في حاجة إلى نصير لها منذ تأسيسها في عام 1983 كان عبد المنعم فايد، النقيب وقتها، يملك خططًا وبسبب خلافات بين المجلس والمرشدين توقفت أحلامه وعمت من بعده فوضى عارمة جاءت على إثرها ليلى قنديل نقيبًا ومعها الوكيل أبو العز سالم، رئيس جمعية إسكان المرشدين.
واتهم الجميع وقتها بالفساد وغادر أبو العز سالم محبسه الذي قضى فيه ثلاثة أشهر إلى أمريكا بلا عودة، ودخلت النقابة في صراعات مع مؤسسات الدولة بلا مبرر، حيث تم رفع عدة قضايا ضد غرفة الشركات ووزارة السياحة وعمل ثروت حسنين "النقيب وقتها" على خلق صراعات مع الجميع حتى انقسم المجلس على نفسه وتم إجباره على ترك النقابة قبل انقضاء مدته بعام وغادر إلى الدنمارك بلده الثانى الذي يحمل جنسيتها، وتركها مديونة بمليون و800 ألف.
ثم انتخب محمد غريب في عام 2002 واستمر لمدة ثلاث دورات حتى عام 2012 نقيبًا للمرشدين وترك بها 41 مليون جنيه وأنشأ نقابات فرعية في المحافظات السياحية ومع ذلك لم يسلم من خلافات المرشدين وصراعاتهم واتهامه أيضًا، وفى إطار حمى التغييرات التي طرأت على مصر بعد 25 يناير 2011.
نجح معتز السيد الذي أكمل دورته بسلام دون أن يتذكره أحد بأى مشروع مهني سوى أنه استطاع تسليم النقابة من خلال انتخابات حرة نزيهة إلى حسن النحلة ليكمل مسيرته الصامتة في عالم الإرشاد والعمل النقابى وتفرغ الأخير للرد على ما ينشر في وسائل الإعلام من خلال بيانات للنقابة كلها "صراخ وعويل" وتحذيرات من دخلاء المهنة الذين يشوهون تاريخ مصر.
وفى الحقيقة كنت أتصور أن نقيب المرشدين الذي قضى حتى تاريخه ما يقرب من ثلاثة شهور يستطيع أن يقدم رؤية للنهوض بمهنة الإرشاد السياحى وفى ظل الظروف الصعبة التي تمر بها السياحة المصرية وتؤثر بالسلب فى أحوال المرشدين السياحين، الذين تعرضوا على مدى التاريخ إلى الإهمال والتهميش نظرًا لطبيعة عملهم بنظام "اليومية" التي تتراوح حسب قول أحدهم بين 100 جنيه و300 جنيه يدفع منها 10% للدولة ويعمل في الشهر ما بين 10 أيام و20 يومًا، وقد لا يجد عملًا لمدة شهور طويلة، وليس له أي مزايا أخرى، ومعاشه لا يزيد على 200 جنيه شهريًا.
ورغم صدور قرار وزير المالية رقم 644 لسنة 2011 والذي ينص على منح المرشد السياحى ألف جنيه شهريًا "بدل بطالة" من صندوق السياحة، فإنه لم يتم تفعيله سوى ثلاثة شهور فقط ورفضت السياحة دفع أي أموال بحجة عدم قدرتها المالية على الالتزام بقرار وزير المالية تجاه المرشدين السياحيين، ما بين خلافات وصراعات "النقباء" وإهمال مؤسسات الدولة، ضاعت حقوق المرشدين وترك كثيرون المهنة.
s.aldemerdash@gmail.com