«السويدي» ولغز كاميرات التجسس !
خبر صغير عاجل مساء الأربعاء.. الخبر مقتضب ومختصر للغاية إلا أنه خطير الدلالة إن صدقت الهواجس.. الخبر يقول إن طائرة صغيرة من طراز "دى هافيلاند" يقودها طيار يدعى "ستيج ماجنوس" سويدي الجنسية قادم من مرسى مطروح يطلب الهبوط الاضطراري بمطار القاهرة لأسباب تتعلق بما وصفوه "مشاكل ملاحية" ! ولا نعرف هل هي مشاكل في توجيهه من قبل رجال الملاحة الجوية المصريين أو تتعلق بحاجته إلى الوقود.. وعلى الفور سمحت له سلطات مطار القاهرة بالهبوط وتم توجيهه إلى الممر الجاهز لاستقباله وطائرته وتم الهبوط "الاضطراري" بسلام وهنا كانت المفاجأة !
متخصصون من سلطات المطار يحيطون بالطائرة ويتم فحصها بدقة فيتم اكتشاف كاميرات تجسس متطورة للغاية في منطقتين بالطائرة.. الأولى أسفل جناحها الأيمن والأخرى أسفل ذيل الطائرة فيتم وبعد الاطمئنان على الطيار اقتياده إلى التحقيق على الفور!
هذه هي المعلومات المتوفرة حتى كتابة هذه السطور في الساعة الأولى من صباح اليوم الخميس، إلا أن الدلالات في حالة ـ كما قلنا ـ صدق الهواجس خطيرة للغاية وتفتح باب التساؤلات واسعًا ومنها:
-هل تم اصطياد الطائرة وقائدها بكمين محكم باصطناع مصاعب له كي يطلب بنفسه الهبوط بالطائرة في مطار القاهره ويتم تصوير الواقعة صوتًا وصورة تحسبًا لأي احتمالات تالية، والدليل فحص الطائرة بعناية فور هبوطها ؟!
-وإن لم تكن النقطة السابقة صحيحة.. فكيف دخلت هذه الطائرة البلاد ؟ وإن كان سمح لها بالطريق الرسمي.. فلماذا لم تتم تفتيشها بعناية من قبل ؟ وماذا كانت تفعل في مرسى مطروح التي تعتبر المدخل الشمالي لصحراء مصر الغربية الممتدة ـ طبعا ـ إلى الواحات ؟!
-كم منطقة زارها الطيار المذكور وكم صورة التقطها وما خواص الكاميرات المضبوطة وهل لها قدرات خاصة في التقاط أماكن بعيدة من بينها أماكن حساسة ممنوع الاقتراب منها فضلا عن تصويرها ؟!
للأسف الحادث ـ إن صحت الهواجس ـ يأتي في سياق الاستهداف المستمر لمصر ولأمنها ويأتي في إطار تنوع الأدوات والوسائل وهو أمر متعارف عليه تستخدمه حتى مصر في عمليات وطنية مهمة.. والآن يطرح السؤال نفسه: متى تنطلق في مصر من نشطاء الوكسة النفسية حملة التضامن مع الطيار السويدي ؟ ومتى ستتحرك منظمات حقوق الإنسان ؟ ومتى ستضغط الصحف الغربية على مصر من أجل عن الطيار السائح البريء؟!
على كل حال..الأسئلة مبنية على الفرضية السلبية وهي وجود سوء نية في سلوك ستيج ماجنوس الطيار السويدي.. ولكن أسئلة نشطاء الوكسة النفسية دائمة وممتدة.. ويبقى الأمل في كون الحادث بسيطًا وعابرًا.. ويظل الشك قائمًا وحتى إشعار آخر !