رئيس التحرير
عصام كامل

طلعت ريحتكم يا وزارة التعليم

وزارة التربية والتعليم
وزارة التربية والتعليم - صورة ارشيفية

فساد التعليم في مصر أصبح وشيكا على الانفجار، والمشكلة الرئيسية لاتوجد حلول واقعية يمكن من خلالها علاج هذا السرطان المدمر، الذي تغلغل في وزارة التربية والتعليم لفترات طويلة بسبب الإهمال والبيروقراطية القميئة والمتعفنة التي أدت لما نراه ونشاهده باستمرار من فضائح التعليم في مصر.


القضية الآن ليست في تغيير وزير أو تغيير مكتب الوزير اوحتى الوزارة، القضية أبعد من ذلك بكثير، فكم وزيرا أتى على هذه الوزارة ولم يقم بأى شىء، وكم من وزيرا سياتى لاحقا ولاسيقوم بشىء ؟!

منظومة التعليم في مصر فاشلة بكل المقاييس بدءا من المقعد الذي يجلس عليه الطالب وصولا إلى المعلم الذي يعتبر هو الذي يربى وينشئ الطالب، على الأخلاق والتربية والعلم، للأسف لا توجد هذه المواصفات في المعلم الآن.. كل هم المعلم أن يحصل على المكافآت والبدلات والحوافز وبدل الوجبة وبزنس الدروس الخصوصية حدث ولا حرج، ويخرج ويتظاهر لمساواته بالقاضى أو ضابط الجيش وفى النهاية الطالب هو الذي يدفع الثمن.

للأسف الدولة تركت التعليم منذ عقود في مهب الريح، والنتيجة كما ترون التعليم يفرخ لنا أجيالا وراء أجيال، لا أخلاق ولا ثقافة ولا فكر ولا تعليم .....   إلخ، هذه هي الحصيلة المنتظرة، حصيلة فاشلة وجاهلة، لا تصنع مستقبلا لدولة ولا لأنفسها، أنا هنا لا أتهكم أو أهاجم القائمين على التعليم أو المعلمين، ولكن أنا أحاول أن أوضح الصورة كما هي وأنا أظن أن الصورة لا تخفى عليهم، حتى يتسنى لنا أن نقوم بتطهير منظومة التعليم الفاسدة في مصر.

يوجد في مصر أكثر من مليون ونصف المليون معلم، دورهم الأساسى أن يخرجوا لنا جيلا يغير مصر، يبهر العالم بإبداعه وتخيله كما كنا من قبل، ولكن للأسف أخرجوا لنا أجيالا نخجل من أنفسنا عندما نراها فهى بلا عقل ولا تفكير ولا أخلاق.

المعلم الذي هو أساس العملية التعليمية، أساسا يمتلئ بالفساد حتى الثمالة، فالمعلم الذي قال عنه الشاعر: قف للمعلم وبده التبجيلا.. كاد المعلم أن يكون رسولا.. اصبح الآن قدوة سيئة، فكثير من المدرسين من يهينون الطلاب باشكال والفاظ منافية للاداب العامة، ومنهم من يضربون الطلاب ضربا مبرحا حتى القتل، ومنهم أيضا من يتاجرون بهذه المهنة داخل المدارس بترويجهم للدروس الخصوصية تحت مراى ومسمع الجميع، ويهددون الطلاب بالرسوب إذا لم يذهب الطالب للمدرس ويأخذ الدرس، كل هذا وأكثر فملف المعلمين ملىء بالأفعال الإجرامية والمخلة، وفساد وزارة التربية والتعليم ملىء به أيضا ولابد من فتح هذه الملفات حتى نوضح للمسئولين كمية الفساد الرهيب بهذه المؤسسة، هؤلاء يسيئون لهذه المهنة المقدسة، التي لا يعرف المعلمون قيمتها الحقيقية.
الجريدة الرسمية