رئيس التحرير
عصام كامل

حكاية تعديل الدستور! «١»


عبارة قالها الرئيس السيسي في لقائه بالشباب مؤخرا، اعتبرها البعض أنها تعكس رغبة لديه في إجراء تعديل للدستور الجديد، وترجمها على أنها إشارة للدفع في هذا الاتجاه بعد انتخاب البرلمان القادم.


العبارة خلت من أي دعوة صريحة في هذا الاتجاه، وقال فيها الرئيس السيسي «الدستور وُضع بالنوايا الطيبة، غير أن النوايا الطيبة لا تبني بلادا».. ولكن التفسير الذي قدمه البعض لها، كان إيذانا بإقامة حفلة إلكترونية وإعلامية بدأت ولم تنته بعد، حول تعديل الدستور الجديد، أو بالأصح وجود رغبة ونية لدى الرئيس في هذا التعديل.. وتجاهل هؤلاء تكملة العبارة العفوية التي قالها الرئيس السيسي، قبل بدء لقاء الخطبة المكتوبة والمعدة له.. وهذه التكملة تحمل توصية أو طلبا منه للشباب؛ للخروج للإدلاء بأصواتهم والتدقيق في منح هذه الأصوات للمرشحين؛ حتى تذهب للأصلح منهم، في ظل أن البرلمان القادم يمنحه الدستور الجديد صلاحيات كبيرة في مقدمتها اختيار رئيس الحكومة القادم، بل الحكومة كلها، التي سوف تتقاسم مع الرئيس السلطة التنفيذية.

وقد تجاهل هؤلاء، أن أي تعديل في الدستور ليس في يد رئيس الجمهورية، حتى إن كان يرغب في ذلك ويريده، وإنما هو أساسًا في يد أغلبية البرلمان القادم، أي النواب الذين سوف ننتخبهم.. فمن حق الرئيس أن يطلب إجراء تعديلات، لكنه لا يتم تنفيذ هذا الطلب إلا بموافقة أغلبية أعضاء البرلمان أولا، قبل عرض ما سيقرره البرلمان على الناخبين في استفتاء عام.
الجريدة الرسمية